مر العراق وخلال الحقبة المنصرمة بمعوقات كثيرة، أنتجت التعطيل المتعمد للنهوض بالواقع العراقي، الذي بات مملاً، ومن ينزل للشارع ليرى رأي الجمهور، ينصدم من التذمر الذي وصل حد اليأس.
العالم يتغير من حولنا، وخطاب بعضنا منحط و يتجاهل حجم التحديات والأخطار، ويجتر إبراز مخاوف هي من صنع أدمغة الكسالى، الذين يراوحون بين المحافظة على دور التحذير من "الظل "، أو نشر خطابات "التخوين"للجنود و للأخلاء.
نحن في موريتانيا نواجه واقعا مريرا ،من تجلياته توطين (معارضة مريضة )عاجزة عن المأسسة، ومختطفة من قبل
ذكر التاريخ الذي لا يرحم أحد، أن أبا سفيان في أيام عثمان مر بقبر حمزة، وضربه برجله، وقال: يا أبا عمارة، إن الأمر الذي تجالدنا عليه بالسيف أمسى بيد غلماننا اليوم يتلاعبون به! وكانت هذه الحادثة حالها حال بقية الحوادث، التي مر بها المجاهدون الأوائل كما يحدث اليوم في العراق الجريح، وما مر عليه ليس بالهين.
في اليوم العالمي للغة العربية يبدو التحدي الذي نواجهه كمجتمع عربي يتصاعد خاصة في المغرب العربي والصحراء الكبرى حيث الفرانكوفونية تستأسد ومنهجياته تتمكن، وبالمقابل العربية تقاوم في معاقلها عبر رجالها وعمق تمكن قرأنها الكريم في المجتمع.
لعل غبار المعركة كان سبب عدم وضوح الرؤية، أو لعل القدرة على التخفي وتبديل الجلود هي من فعلت!، أو ان اللعب كان مقسماً على مرحلتين؛ بين الدعشنة العسكرية، والدعشنة السياسية!، فلا تبدأ الثانية، حتى يتحقق مكسب الأولى، بأي حالٍ من الأحوال!
جاء أعرابي إلى رسول الله ( صلوات الله عليه وآله ) معلنا إسلامه، معاهدا إياه على الطاعة والنصرة، طالبا أن يسمح له بالخروج للقتال والجهاد معه، وبعد الإنتصار في غزوة خيبر تقاسم المسلمون الغنائم، فرفض هذا الأعرابي أخذ نصيبه مِنها، وعندما سأله الرسول عن السبب أجاب بأنه لم يخرج من أجل الغنائم وإنما طلبا للشهادة.