قرأت بعضا من سيرتكم الذاتية وتابعت لكم بعض الصور وسمعت عنكم ما يسر إلى جانب بعض الانتقادات، وهكذا هو الإنسان في كل زمان ومكان وخاصة في بلدنا الذي مر بظروف وسياسات وأنظمة لها أحكامها وخصوصياتها.
لم يعد التذمر من تدوير المفسدين مقتصرا على القوى الشبابية والنسائية، والمثقفة عموما ، بل أصبح رأيا وطنيا عاما ومطلبا ملحا تتطلبه المرحلة وتستدعيه المصلحة العامة.
ذلك أن التدوير بشكل عام يعيق الإبداع ويحول دون تلبية مطالب كبيرة ظلت ولاتزال الشغل الشاغل للنخب الثقافية والشبابية.
بدأت مأمورية هذا النظام، الذي يطفئ شمعته الأولي بخطاب تصالحي، تجلت ملامحه في رغبة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مشاركة الطرف الآخر (المعارضة) - الذي غيب في الماضي عمدا- عن الرأي حول ما يجري في الوطن وتجسدت هذه الرغبة في لقاءات بين الرئيس ورؤساء أحزاب المعارضة، وكذلك التنسيق بين أحزاب الأغلبية وأحزاب المعارضة في مواجهة جائحة كورونا.
عندما تسلمت ظهر الثالث والعشرين مايو 2012، قرار فصلي التعسفي من عملي في الوكالة الموريتانية للأنباء مع حرماني من جميع الحقوق، كان الأستاذ إبراهيم ولد أبتى أول من اتصل بي مساء نفس اليوم، بعد نشر الخبر في وسائل الإعلام، طالبا مني الحضور إلى مكتبه، الذي ينتظرني فيه لأمر مهم لا يحتمل التأخر.
مع تسلم محمد سالم ولد مرزوك مهامه وزيرا للداخلية، دخل في لقاءات مع مساعديه تحدث خلالها وبشكل مطول أحيانا عن الدور التنموي للوزارة والذي طغى عليه ـ حسب رأيه ـ دورها الأمني، كما طلب من أعوانه إعداد تقارير مفصلة عن قطاعاتهم والأوضاع في دوائرهم ورفعها إليه.