المختار السالم يكتب: اوقفوا نهب تازيازت وأمموها 

أربعاء, 17/06/2020 - 11:55

ما أعلن اليوم من توقيع على اتفاق (جديد) بين الدولة الموريتانية وشركة "كينروس تازيازت" هو "إجراء صادم" وخطير جدا.

أرجو أن يبادر رئيسنا المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني بفتح تحقيق في هذا الاتفاق ومعاقبة الضالعين فيه.
معنى الاتفاق ما يلي:
شركات الاستثمار المعدني تقوم بتجديد عقودها مع كل نظام يصل الحكم في "دول الجنوب" وذلك استباقا لإثارة أي ملفات محتملة.
الخلاصة الحقيقية هذه هي:
يقدر العمر الافتراضي لمنجم "تازيازت" ب22 عاما.
تم استغلاله 12 سنة حتى الآن.. فما الفائدة؟ مقارنة بحجم نهب ثروة البلاد من الذهب، والكارثة البيئية التي تخلفها الشركة عبر أكبر محيط للموت في البلاد سيستمر تأثيره البيئي مستقبلا لأكثر من 3 آلاف عام. 
بعد "مأساة" "رد باك ماينينغ" (Red back mining) حصان طروادة الذي استغلته "كينروس" ماذا حصلت عليه موريتانيا؟  4% من ذهبها. وتشغيل 3700 عامل. بينما شغل قطاع التنقب البدائي أكثر من 100 ألف موريتاني.
ذهب المنجم ذهب سطحي... مقارنة بمناجم تنتج من 5000 متر تحت سطح الارض.
شركة "كينروس" الكندية، الرابع عالميا بين الشركات المستثمرة في الذهب، شركة "مافيا وتبييض أموال". ولحسم الجدل في ذلك لا تكفي العودة للمعلومات المنشورة عنها على الإنترنيت باللغة الإنجليزية.
ولكن لنتذكر:
أننا لم نحصل على نتائج القضاء الأميركي الذي فتح تحقيقيا في التهم الموجهة لشركة "كينروس" بالفساد المالي بعد فتح تحقيقات حول تورط الشركة في دفع رشاوى لمقربين من الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز.

لم تكتف الشركة التي هالها حجم الذهب الموريتاني السطحي بمنجمها، ولم تنتظر، فبادرت 2016 إلى نهب "تشريع" ما عرف ب"التوسعة".. التي حصلت بموجبها على مساحات هائلة مليئة بالذهب.

اتفاق اليوم:
أراد منه اللصوص بقيادة المجرم الناهب لثروات الفقراء بول رولينسون، الرئيس المدير التنفيذي لشركة "كينروس كولد كوربوريشن" وصغار عملائه الموريتانيين، تثبيت مكتسباتهم وتمرير ذلك تحت شعار "تنفيذا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني".
وبحجة السردية المشروخة "مزايا اقتصادية هامة للدولة وشفافية أكثر في التسيير ويوفر عمليات استغلال أحسن".
المكاسب النوعية بتعبير الاتفاق ما أهمها:
- زيادة عائدات الدولة من منجم كينروس تازيازت عبر اعتماد آلية جديدة تمكن من ربط قيمة الإتاوات بسعر الذهب في السوق العالمي، حيث تتراوح الإتاوة الجديدة ما بين 4 إلى 6,5% من المبيعات بدلا من إتاوة 3% الثابتة والتي كانت مطبقة سابقا، وهو ما سيمكن بلادنا من مضاعفة عائداتها المالية من منجم تازيازت.
أين "المضاعفة" لصالح موريتانيا مع استحواذ الشركة على 94% على الأقل.
وما قصة 3% التي نعود لها من 4% دائما.
تتذكرون لقاء اللص رئيس الشركة بعزيز بعد تصريح هذا الأخير باستغرابه قصة 3%.
ـ تمثيل الدولة في مجالس إدارة الشركة... ولكن لماذا؟ الجواب "للرفع من مستوى التعاون والتشاور".
ـ قبول منح رخصة استغلال لمنجم تازيازت الجنوبي سيتزا "بشروط محسنة".. بمشاركة الدولة في هذا المشروع بنسبة 15%.
ـ تسديد مبلغ 25 مليون دولار أمريكي للخزينة العامة كتسوية لبعض النقاط التي كانت عالقة.
ك"تسوية". يا للهول!
- الاتفاق على تطوير المشاريع التي كانت عالقة..
يعني شهادة ورع لرئيس العشرية؟
ـ وتسوية بعض النقاط المتعلقة بتسيير واستيراد المواد المعفية من الضرائب وجدولة المتأخرات المستحقة للشركة والمتعلقة بالإعفاء من ضريبة القيمة المضافة؟!!
والآن.
الخلاصة:
"كينروس" تحصل على أكثر من 94% من ذهب المنجم (الأكبر من نوعه في شمال غرب إفريقيا).
تمت مكافأتها برخصة نهب أخرى.
وتمنح موريتانيا 3% (ستكون 4%) أي نسبة ضئيلة من ثمن الإعفاء الضريبي والجمركي.
تشغل حوالي 3 آلاف عامل. وهو رقم مضحك جراء حجم المنجم وثروته.
وتصوروا أن 100 ألف عامل موريتاني يشغلها قطاع الذهب غير المصنف (المنقبون).
دراسة وطنية بإشراف خبراء دوليين كفيلة بكشف ما نتعرض له من سخرية على يد "كينروس"، وكفيلة بتأميم المنجم.
وتجربتنا ناجحة مع تأميم المناجم.
فمنذ تأميم "أسنيم" (ميفرما) و(تعرُّب رأسمالها بفضل العراق والكويت) ظلت "أسنيم" رافعة اقتصادية وتسير بخبرة موريتانية 100% تقنيا وتسييرا وتنقيبا.
وإن جاء قرض "مليار العشرية"، في أوج عطاء الشركة وقوتها، وهو المليار المقروض الذي جعل الشركة تدفع قرابة كل عام 100 مليار أوقية للخارج دون أدنى سبب مقنع.
لا يجب الخضوع للابتزاز وإشارات انسحاب الشركة... وخسارة عقود "تيفاية الباطن".. وكذا... "كينروس" يجب أن تتقاسم الإنتاج من ذهبنا السطحي.. أو تسلم لعمالها الموريتانيين... وسترون أنهم سيسيرونها ويبدعون في تسييرها. 
لأن الشركة تزعم أنها تنتج 11 طنا من الذهب سنويا.. وهذا الرقم مضحك، فحسب معلوماتي فهي تنتج أضعافا مضاعفة..

فالتقارير تفيد أن "المناطق الأولى التي سمحت السلطات فيها للمواطنين بالتنقيب فيها والقريبة من المناجم، كانت غنية بالذهب واستطاع المنقبون الحصول على خام الذهب بسهولة". .

باختصار تنهب دون رقيب ولا حسيب.
وهي تروع البرلمان وكل قابل للإسكات إما "مهرا أو قهرا".
العلب الناجية من "المسار الحانوتي" لم تنجو إلا لحانوتيتها.. ويجب أن تترك شعبنا يتنفس.

____
وفروا عليكم الوقت في التكهنات والتأويلات.

أمضى الرئيس الغزواني عقودا من الزمن يعمل في خدمة بلده في مؤسسات الجيش والأمن.. لديه المعلومات عن المجتمع والأشخاص.
وأنا واليت الغزواني عن قناعة "توف".
أنا لا أوالي ولا أعارض لمنفعة ذاتية،
أنا لا أمدح الناس ولا أهاجمهم لأغراض خاصة، 
لا أبيع قلمي ولا لساني.. وإني لا أبيع شعري
لا يوجد تقرير واحد كتبته أو معلومة أوصلتها عن شخص أو حركة لأي جهاز أمني أو سياسي.
لست منتفع صالونات ومكاتب، ولا متملق حركات أو أحزاب وقوى ورجال مال أو نفوذ من أجل وظيفة.
ليست لدي عقود اشتراكات وتعاون و....
وكان يمكنني بكل بساطة الحصول على أكثر من ذلك، فأنا كالبعض لدي أمتار من "مدينة الخبر" و"وثائق "إكراهات"... ذخيرة طاحنة.
إذا، ما أعبر عنه من رأي هو رأيي لا بضاعة. قناعة لا تحامل. اعتراف للناس بمكانتهم لا جحود لفضلهم، وطنية لا تملق.
رسالة!