عشاء الرئيس ... مؤتمر على القياس

أحد, 08/03/2020 - 13:31

تابعت او تتبعت المؤتمر الصحفي لفخامة رئيس الجمهورية مع الصحافة المحلية حقيقة هو ليس مؤتمرا صحفيا بالمفهوم الإعلامي و البروتوكولي بل نقطة صحفية إشهارية الهدف منها واضح و خطتها مسبقة الدفع حتى الاسئلة موجهة و منتقاة مثل الحضور و بالتالي هي أشبه بتعليق اللقاء الأسبوعي لمجلس الوزراء دون ان ننسى البصمات (المميزة) لمقص الرقيب
التواجد المكثف لوسائل الإعلام الرسمية و صحافة البلاط و الأقلام الناعمة و تكرار سيناريو موائد الطبقة المخملية البورجوازية، و قوالب الاسئلة الجاهزة التي ترضي الحاكم و لا تلامس واقع الطبقات الهشة.
الترف الفكري و اختيار أساليب الصحافة بين السائل و المجيب و الميول الشخصية و الغوص في متاهات (نحن نسأل و انت تجيب)، أفقدت اللقاء رونقه الصحفي المهني و جعلتنا نشعر أننا امام حلقة مسجلة معادة.
لا أدري هل هناك اتفاق مسبق بين السائل والمجيب، لكن الأسئلة المطروحة لا تثير شهية المجيب لرتابتها و تقليديتها و لا تشبع فضول المشاهد مما جعل الأجوبة مثل الاسئلة في الجوهر و الشكل و القالب والمضمون.
غياب وجوه إعلامية وصحفية بارزة وأقلام وطنية خالصة لمدونين و كتاب من خيرة مثقفي البلاد كانت الميزة الابرز في ضياع فرصة ذهبية يلتقي فيها الرئيس عن قرب وعن كثب مع كوكبة من من الموهوبين تحمل هموم المواطن و تنقل الصورة دون رتوش أو إضافات، لكن يجري لقاء فخامته بما لا تشتهي سفن المواطن.
كانت الأسئلة قادمة من خلف الغيوم نحو القصر الرمادي و لم تمر بالأحياء الشعبية و أوضاعها المزرية لم تتحدث عن غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار و معدل البطالة الذي يقارب هامش 50% و لا عن الصفقات المشبوهة و لا عن الفصل التعسفي لمئات العمال من شركة التعدين (MCM)، و لم تعرج الاسئلة على الحديث عن الوضع الأمني المتدهور وحالات السطو و السرقة والقتل و الاعتداءات، ولم تذكر الاختناق المروري وصعوبة النقل في أوج الذروة و لا عن الانقطاع الكهربائي و كارثة العطش وكانت خالية تماما من ملامح الأزمة المالية وبنوك يهددها الإفلاس في لائحة الانتظار وفي حالة موت سريري.
خلاصة القول كان اللقاء حسب المقاس و لم يراعي الحياد الإيجابي في القضايا الإقتصادية الراهنة و لم يحمل أي رسالة طمأنة للتغيير في الافق القريب بل مناظر و مظاهر و أجوبة لأسئلة روتينية تعانق فضاء القصر و تحوم حول الإعلام الناعم وصحافة البلاط.
الأستاذ و الباحث عبدو سيدي محمد