تصريح مثير لرئيس قسم الشرطة القضائية بمفوضية دار النعيم 2 في محاكمة المتهمين في ملف الصوفي

خميس, 07/03/2024 - 00:38

استنطقت المحكمة الجنائية بنواكشوط الشمالية، في جلستها الخامسة اليوم، المتهم الثامن في قضية قتل الصوفي ولد الشين، وهو رئيس قسم الشرطة القضائية بالمفوضية الرقيب أحمدو محمد حرمه.

وقد قرأ عليه رئيس المحكمة مضمون التهمة الموجهة إليه وهي القيام عن قصد بإخفاء الجناة ومحاولة إنقاذهم من الإيقاف، ومساعدتهم على الاختفاء للثامن وهي التهم المعاقب عليها بالمادة 55 من ق-ع- م

المتهم: ليس صحيحا، لم أتستر على الجريمة إطلاقا، وما قمنا به هو تنفيذ لأوامر هذا المفوض الماثل أمامكم، والذي اخبرنا أن الأوامر صدرت إليه من الإدارة العامة للأمن الوطني ..

المحكمة :إذن حدّث المحكمة عن ما جرى بالضبط ؟

المتهم: ما حصل هو أن الوكيل عبد الله ولد البان دخل علي وسلمني الشكاية رفقة المحول، فطلبت من رئيس الفرقة إرسال عنصر لإحضار المشكو منه (الصوفي)، وبعد إحضاره دخل علي رفقة الشاكي واستفسرته عن موضوع الشكاية فأجابني حول فحواها، وقال إنه مستعد لتسوية الموضوع وديا، حيث طلب من الشاكي نزع 300 ألف على أن يلتزم له بتسديد    500 ألف بعد أسبوعين على شكل دفعات، لكن الشاكي رفض، وقال إنه يريد المبلغ كاملا دون نقصان، وبعد أن لاحظت أن الطرفين لم يتوصلا لتسوية أخبرت المفوض الذي أمرني بتوقيفه، فأخبرت رئيس المخفر الذي تركته بجواره أثناء مغادرتي المفوضية لاحظت أنه يمتنع عن دخول غرفة الحجز ودخل على المساعد خونا، وكان قد ألح علي في مساعدته لتسوية القضية، فأشرت له عن عدم استعدادي لذلك بسبب الخلاف العميق بيني والمفوض، كما أخبرت رئيس الفرقة بأوامر المفوض منعه من الاتصال ومصادرة هواتفه ..

بعد ذلك غادرت المفوضية إلى المنزل ومنه إلى صالون حلاقة وفي تلك الأثناء اتصل علي المفوض وسألني عن مكان تواجدي فأخبرته أنني جالس على مقعد الحلاقة فقطع الاتصال.

المحكمة أثناء مغادرتك المفوضية هل كان المفوض موجودا في مكتبه ؟

المتهم: يعلم الله أنه كان في مكتبه

المحكمة: ومن اتصل عليك أيضا؟

المتهم: اتصل علي الوكيل عبد الله البان قال لي إن المفوض يطلبني فورا وأحاله إلي من جواله (أي المفوض) فقال لي نحن بغايتنا فيك بالعجله أعطينا شي من وقتك، فتوجهت إلى المفوضية ودخلت عليه مكتبه فوجدته

تعليمات المدير العام للأمن الوطني

وعند دخولي عليه قلت له خيرا ،فرد علي بأنه توجد تعليمات من المدير العام للأمن الوطني لغكراه (احزيك) الموقوف الصوفي، وأمرني بإحضاره من الزنزانة فوقفت عند باب المكتب وناديت على الوكيل بيدي لإحضاره من غرفة الحجز، وبعد إحضاره، وهو في سروال ابيض وقميص متعدد الألوان، سأله المفوض عن شخص يدعى الحسن، فأجابه عن أي حسن يسأل فهو يعرف (حسنين وحدين) فقال له المفوض أنت متحايل، فرد الضحية ببيت من الشعر لعنترة بن شداد: "وَلَقَد أَبيتُ عَلى الطَوى وَأَظَلُّهُ · حَتّى أَنالَ بِهِ كَريمَ المَأكَلِ"

بعدها اشتد غضب المفوض، فأخذ الجوال واتصل على الوكيل الحسن فخاطبه لحبيب معاك ولم اسمع إلى رد الحسن، لكنها مجرد دقائق معدودات حتى حضر عناصر CSPJ وقاموا بداية بمحاولة الحصول على المعلومة التي يبحث عنها المفوض بسلاسة، وفي تلك الأثناء خرجت للوضوء والصلاة، وبعد رجوعي وجدتهم لا يزالون في نفس الوضعية فقال المفوض: هذا الشخص لن يدلي بمعلومات بهذه الطريقة فالتفت إلي وقال لي اطلب حمزة يأتيني بالقيد (Manettes) وقم بالاستماع للشاكي واستغربت وجود الشاكي في ذلك الوقت بعد صلاة المغرب، وخرجت إلى مكتبي، وانقطعت عني أخبارهم، حيث استمعت إلى الشاكي الذي سألته إن كانت له معرفة بأصدقاء الصوفي، فقال لي إنه يعرف الحسن وزودني برقمه فعدت إلى مكتب المفوض لأخبره بأن الشاكي زودني برقم الحسن، فقال لي إن الصوفي قد سقط ويوجد في حالة إغماء وأمرني بإخراج الاكي دمبه باه من المفوضية وهو ما فعلته بسرعة، وفي تلك الأثناء خرج المفوض مسرعا يبحث عن سيارة المفوضية، فأخذ هاتفي واتصل منه على سائق السيارة الوكيل عبد الله محمد العربي الذي وصل خلال دقائق بعد الاتصال.

بعد وصول السيارة خرج الحسن والمفوض يحملان الصوفي عن طريق ذراعيه وهو يمشي على قدميه والتحق بهم بقية الأفراد للمساعدة وهم (حمزة –يعقوب -عبد الله محمد العربي-، حيث أجلسوه وسط المقاعد الخلفية، وسلمني المفوض تسخيرة موقعة دون ملئها ببيانات وغادرنا على عجل في اتجاه المستشفى، وبعد إدخاله من طرف عمال المستشفى أخبرنا الطبيب المعاين انه توفي، فاتصلت على المفوض وأخبرته بالأمر فرد علي : بأنه كان يتوقع ذلك، وبعد خروجي وجدت المفوض عند بوابة الحالات المستعجلة رفقة المدير الجهوي ووكيل الجمهورية. وعلى جانب سألني عن ما ينبغي فعله للتخلص من المسؤولية فقلت له عليك إعلام الإدارة العامة.

المحكمة: كيف كانت وضعية الصوفي إثناء إجلاسه؟

المتهم :كان مطأطأ الرأس

المحكمة: هل لازال على قيد الحياة في تلك اللحظة؟

المتهم: قام لحبيب بكشف نبضات قلبه حيث سأله الحسن إن كان لا يزال حيا، فلم يرد عليه.

المحكمة :وهل سأل المفوض الضحية عن موضوع الشكاية ؟

المتهم :احلف بالله أنه لم يسأله عنها

المحكمة:متى عدتم إلى المفوضية ؟

المتهم الساعة 00 (منتصف الليل) تقريبا

المحكمة: هذا التقرير من تحريرك؟

المتهم: نعم، بأمر من المفوض وهو من وقعه.

المحكمة وماذا عن التقرير المكتوب بخط اليد ؟

المتهم: طلب منا المفوض جميعا كتابة تقارير موحدة وكنت قد كتبت تقريرا وسلمته له فقام بتصويره بهاتفه ليرسله إلى الفيسبوك.

المفوض تلقى تهنئتين من النيابة على حسابي فتلك مجهوداتي شخصيا وليس الغير، فأنا هو من يعمل ويستحق التهنئة.

المتهم :هذه القضية تستحق إظهار الحقيقة مهما حاول المحامون من تدليس

دفاع المتهمين يحتج

احتج محامو المتهمين على كلمة تدليس من المتهم ووقع شد وجذب قبل أن يتدخل رئيس المحكمة ويطلب من المتهم تجنب كل عبارة مسيئة أو مهينة مع إشعاره بأن له كامل الحرية في قول ما يريده لكن شريطة تجنب الإساءة ومحاولة انتقاء عبارات لائقة ..

المتهم: سيدة في الخلف تقاطعني وتكرر "خير الكلام ما قل ودل"

رئيس المحكمة: أحذر جمهور القاعة من أي تدخل أو تشويش ومن فعل ستتم معاقبته إما بالطرد من القاعة أو الإحالة إلى السجن.

المتهم: نعم كتبت تقريرا ولم أوقعه وسحبته لاحقا حيث إنني تذكرت حادثة الأمريكي (جورج فلو )

المحكمة: ما هو مضمون التقرير؟

المتهم: مضمونه أن الصوفي رفض دخول غرفة الحجز وسقط و أن ذلك هو سبب الوفاة

المحكمة :هل تعلم أن إعدادك لتقرير مزيف يعرضك للعقاب؟

المتهم: لقد نفذت تعليمات سامية والتزمت بها

المحكمة:هل سمعت أصواتا غريبة في مكتب المفوض؟

المتهم: لا، لم أسمع

المحكمة: يقال إنك ساعدت في تثبيت الضحية ؟

المتهم: لقد تمت مواجهتي مع حمزة وصرح عكس ذلك وبعد التحاقه بنا في الحبس سمعته يتحدث عن أمور أخرى حيث تغيرت أقواله.

خلافات حادة مع المفوض

نعم لن اخفي أمام المحكمة أن هذا المفوض يكرهني رغم انه تدرب على يدي فقد طلب مني في السجن مسامحته لأنه قال إن صورتي لديه كانت مشوهة، وأنه راجع نفسه واكتشف انه ظلمني، لذا فهو يطلب مسامحتي..

لكن الأمر ليس كذلك، فالمفوض يكرهني لأسباب أعرفها فهو يتصور أنني أجني أموالا من أمور مشبوهة دون أن يكون له نصيب، كما أنني كنت أفك مشتبها بهم من قبضته أثناء قيامه بتعذيبهم، حيث كانت تلك عادته.

وبعد ذلك توالت أسئلة وكيل الجمهورية والدفاع.

المصدر : المراقب