صحيفة موريتانية ناطقة بالفرنسية تطالب الحكومة بقطع العلاقات مع فرنسا وتعزيز العلاقات مع روسيا

خميس, 09/11/2023 - 23:09

طالبت صحيفة التواصل الموريتانية المستقلة الناطقة باللغة الفرنسية في افتتاحية عددها الصادر الاثنين الماضي الحكومة الموريتانية بالانحياز لثوابت الأمة وقطع العلاقات مع فرنسا الاستعمارية التي وصفتها بأنها تجدد عداءها لكل ما هو عربي وإفريقي ومسلم سواء في ليبيا أو فلسطين أو في أي بلد عربي أو إفريقي آخر.

وقالت الصحيفة إن فرنسا كانت في مقدمة الدول التي تحرك قواتها وقيادتها السياسية دعما للكيان العنصري الصهيوني بل وطلبت من العالم تشكيل قوة عسكرية لمواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فقط لأن هذه المقاومة ترفض الاحتلال والاستعمار، ولأن فرنسا تؤكد مجددا أنها عدو حقيقي لكل أصحاب الحقوق المشروعة وضحايا الاحتلال والعنصرية من العرب والأفارقة والمسلمين، وهو موقف متناقض مع موقفها من الحرب في أوكرانيا لأن الأوكرانيين أوروبيين وليسوا عربا ولا أفارقة ولا مسلمين.

وهذه هي افتتاحية الصحيفة:

فرنسا تؤكد مجددا أنها عدو حقيقي لكل عربي وإفريقي ومسلم

لن أتحدث عن الكيان العنصري الصهيوني الذي يسميه من صنعوه باسم (إسرائيل)، ذلك أنه كيان غريب على أرض فلسطين، محتل وعنصري وإرهابي بامتياز، حيث واكب إعلان نشأته بارتكاب مجازر دموية بشعة ضد نساء وأطفال وشيخ فلسطين لطردهم من أرضهم عام 1948 وهو يواصل عملية الإبادة الجماعية والمحرقة العنصرية ضد العرب المسلمين والمسيحيين في فلسطين، ولن تتوقف هذه المحرقة إلا بنهاية الكيان الصهيوني وعودة اليهود الوافدين من كل أنحاء العالم إلى بلدانهم الأصلية وهو ما سيتم قريبا سواء أراد الغرب ذلك أم وقف ضده.

أما فرنسا، فهي تؤكد عداوتها لكل ما هو عربي وإفريقي ومسلم، سواء في فلسطين أو في ليبيا أو أي بلد إفريقي أو عربي شاركت قواتها المسلحة في إبادة شعبه وقلب أنظمة الحكم فيه مثل مصر في عهد عبد الناصر ليبيا والعراق ومالي وكوت ديفوار وفلسطين.

فرنسا هي من قامت ببناء مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب بفلسطين المحتلة لضمان التفوق العسكري النووي للإرهابيين الصهاينة على ضحاياهم الفلسطينيين المشردين من أرضهم، وهي التي شاركت في تدمير العراق مع الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية دول المسيحية الصهيونية. كما كانت أول من يقصف ليبيا عام 2011 حتى تم تدمير هذا البلد الإفريقي المسلم بالكامل والقضاء على قيادته السياسية وجيشه الوطني.

فرنسا على التي احتلت موريتانيا واستنزفت ثرواتها واقتصادها ولم تقدم أي مقابل بعد "استقلال" موريتانيا، بل تواصل الوصاية على اقتصادنا ومواقفنا الوطنية السيادية.

فرنسا هي التي شاركت في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ضد مصر بسبب تأميم قناة السويس المصرية وقصفت المدن المصرية ومعها (إسرائيل) وبريطانيا.

واليوم، وبعد أن غضبت المقاومة الفلسطينية من الاستفزازات العسكرية والعنصرية للاحتلال الصهيوني وجيشه ومستوطنيه ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى وقامت بتنفيذ عملية نوعية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه يوم 7 أكتوبر كانت فرنسا في مقدمة الدول التي تحرك قواتها وقيادتها السياسية دعما للكيان العنصري الصهيوني بل وطلبت من العالم تشكيل قوة عسكرية لمواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فقط لأن هذه المقاومة ترفض الاحتلال والاستعمار، ولأن فرنسا تؤكد مجددا أنها عدو حقيقي لكل أصحاب الحقوق المشروعة وضحايا الاحتلال والعنصرية من العرب والأفارقة والمسلمين، وهو موقف متناقض مع موقفها من الحرب في أوكرانيا لأن الأوكرانيين أوروبيين وليسوا عربا ولا أفارقة ولا مسلمين.

فرنسا هي التي اعتبرت مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني بينهم أكثر من 6 آلاف طفل وامراة فغي قطاع غزة ليس مبررا لكراهية "إسرائيل"، فقط لأن كل هؤلاء القتلى وأكثر من 24 ألف جريح ومصاب هم عرب ومسلمون؟ّ وفرنسا هي التي تمنع أي تعاطف مع الفلسطينيين الضحايا من خلال المظاهرات التي ينظمها المواطنون الفرنسيون رفضا للمحرقة التي يتم ارتكابها في غزة ضد النساء والأطفال.

ومع ذلك نجد بين قياداتنا السياسية من يقول "إن العداء لفرنسا لا يوجد إلا في الأوساط الشعبوية"، وأنها صديق لموريتانيا ولإفريقيا وللعرب؟! فمتى تجسدت هذه الصداقة وفي أي مجال؟!ّ

إن أقل ما يمكن القيام به اتجاه حكومة فرنسا، بعد هذه المواقف العدائية هو قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها وطرد جميع "خبرائها" من موريتانيا وتعزيز العلاقات مع روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، واتخاذ مواقف مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية دول العدوان.