صوملك.. تجربة فريدة خلقها عناق الكفاءة والأمانة / مقال رأي

أربعاء, 11/10/2023 - 19:33

استطاعت الشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك) أن تقدم تجربة وطنية فريدة في مجال الإصلاح وتطوير الخدمات، وفي معالجة مختلف الاختلالات التي ظلت تعانيها منذ عقود مؤثرة بشكل كبير على مستوى أدائها وجودة خدماتها.
ويمكن اختزال كلمة سر ما حققته هذه الشركة الهامة خلال السنوات الثلاثة الماضية في مفردتين عظيمتين هما: الكفاءة والأمانة..
أجل إنهما الصفتان المميزتان للمدير العام لهذه الشركة المهندس: الشيخ ولد عبد الله ولد بده برأي كل عمال وموظفي صوملك، وبشهادة كل من عرف وخبر هذا الرجل الوطني العصامي المميز والمتميز.
لقد استطاع المهندس ااشيخ ولد عبد الله ولد بده أن ينهض بأداء وقدرات الشركة في ظرف قياسي دون أن يجد حاجة للاستعانة بغير ذات المصادر البشرية والمقدرات المالية واللوجستية التي كانت متاحة دائما للشركة؛ لكن دون أن تجد الإطار الكفء والنزيه القادر على استغلال تلك المقدرات أحسن استغلال، والواعي بحقيقة كونه مجرد مؤتمن على جزء من مقدرات بلد هو في أشد الحاجة لصيانتها واستثمارها على الوجه الأكمل..
كفاءة المهندس الشيخ ولد عبد الله ولد بده وأمانته وعفته وطهارة يده، وصرامته في العمل، وتقديره للكفاءات العاملة تحت إشرافه وإدارته، ونفوره الشديد من كل أشكال الفساد والمحسوبية والمحاباة والزبونية..
تلك كلها كانت الأسس المتينة التي نهضت عليها إنجازات الرجل وإصلاحاته الكبرى.
فكان أن تحقق لهذه الشركة جملة من المكاسب نجمل أهمها في الآتي:
-- جودة جميع المعدات والأجهزة والأدوات التي تم اقتناؤها منذ توليه الإدارة، وذلك وفق معايير دقيقة وموضوعية وشفافة.
-- الصيانة المستمرة والمنتظمة للأجهزة؛ وهو ما حد من الخسائر، وساعد في ترشيد النفقات وتحسين حجم المدخرات.
-- التحسين المستمر للمنظومة الإدارية للشركة، تسهيلا للعمل، وتفعيلا لأدوات ووسائل المراقبة والتقييم.
-- وكان من نتيجة ذلك كله: الزيادة المضطردة في الإنتاج، والجودة المشهودة في الخدمات..
كل هذا تحقق في ظرف وطني غير ملائم للإنجاز بسبب أوضاع دولية غاية في الصعوبة أثقلت كواهل جميع دول العالم بما فيها الدول الأكثر قوة وصلابة وقدرة على مواجهة التحديات وامتصاص الأزمات، بدءا بوباء كورونا، ومروروا بالحرب الروسية الأوكرانية، ناهيك عن الوضع المتأزم في شبه منطقتنا..
وما رافق ويرافق هذا الوضع من تأزم في أسواق الطاقة العالمية واضطراب في أسعار المحروقات، ناهيك عن ديون الشركة على الدولة الموريتانية والمقدرة بحوالي 18 مليار أوقية.
وفي المجمل؛ فإن أي نظرة تقييمية موضوعية لأداء الشركة الموريتانية للكهرباء منذ تولى إدارتها المهندس الشيخ ولد عبد الله ولد بده؛ تفرض الخروج بالملاحظات والاستنتاجات التالية:
1) إن الأطر والعمال الموريتانيين قادرون كلهم على صنع المعجزات إذا حظيت المؤسسات التي يعملون فيها بقيادة إدارية وطنية كفؤة، نزيهة، وأمينة، تؤمن بهذا الوطن وتتطلع صادقة لخدمته، وتقدس المال العام وتدرك حرمته وتعف عن مد اليد إليه إلا بحقه، وتسمو بنفسها على الممارسات الرثة والصفقات المشبوهة، وتقدر العمال والموظفين التابعين لها وتتعامل معهم بإنصاف ومسؤولية، فلا تتساهل مع مقصر، ولا تتجاهل أداء مجد ملتزم، وتوزع المسؤوليات والتقديرات والتشجيعات على أساس الأداء والالتزام دون غيره، وينتهج أسلوب المتابعة الميدانية، والشفافية المطلقة، والتنسيق المحكم بين الإدارات والمصالح والقطاعات.. كما فعل ويفعل المهندس عبد الله بشهادة كل من عملوا معه..
2) إن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، والأوضاع الاقتصادية المتأزمة عالميا، وأزمات المحروقات والنقل المستفحلة.. كل ذلك يجعل هذه الشركة في مسيس الحاجة الملحة للدعم المالي السخي من طرف الدولة الموريتانية حتى تحافظ على قدراتها على الصمود والثبات في وجه عواصف الأزمات، وحتى تواصل مسيرة نهوضها وإصلاحاتها؛ حيث إن قدرتها على المحافظة على توازنها المالي تكاد تكون مستحيلة في ظل ظروف الأزمة الراهنة.
3) إن دعم الدولة لهذه التجربة وتقديرها والتعريف بها، أمر ضروري، تشجيعا لها ولمن أنجزها، وتطمينا لكل المخلصين الأكفاء بأن جهودهم ستقدر وتثمن، وستعتبر نموذجا يجب أن يحتذى تحقيقا لأمل النهوض والإصلاح الوطني الشامل الذي ينشده هذا الشعب ووعد بتحقيقه الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني..
والله من وراء القصد
------------
محمد ولد محمد عبد الله