وزير الأوقاف الفلسطيني: اقتحام الأقصى خطة صهيونية ممنهجة والصوت العربي بات خافتا

خميس, 27/07/2023 - 21:17

قال حاتم البكري، وزير الأوقاف الفلسطيني، إن "اقتحام بن غفير وغلاة المستوطنين للمسجد الأقصى، اليوم، يأتي ضمن خطة مرسومة من قبل حكومة الاحتلال، تعمل عليها منذ فترة، لكنها تكررت بشكل يومي مؤخرًا".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن "اقتحام المسجد بات سياسة ممنهجة لحكومة نتنياهو، التي ترى أن هذه الخطوة أكثر ما يمكن الاستقواء بها، لزيادة قوتها في الشارع الإسرائيلي، حيث يعتقد جميع وزراء حكومة نتنياهو أنها للحفاظ على وجودهم وبقائهم واستمرارهم في مناصبهم، وتنبع من خلال عملية الدخول لباحات المسجد".

وأوضح أن "الأزمات الداخلية الإسرائيلية لم تمنع الحكومة عن هذه الإجراءات والجرائم، باعتبار أن المجتمع الإسرائيلي في هذه المرحلة بات متطرفًا بشكل عام، والأصوات القليلة التي تقف ضد هذه الخطوات خافتة ولا قوة لها أمام التيار الجارف المؤيد لعملية التوغل والاقتحام والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك".

وفيما يتعلق بردة الفعل الدولية والعربية، قال البكري إن "المجتمع الدولي في سبات عميق، وكذلك المجتمع العربي والإسلامي، حيث لم يعد له القوة الضاغطة في مواجهة الإجراءات الاحتلالية الإسرائيلية التي تحاول السيطرة على المسجد الأقصى".

واعتبر الوزير الفلسطيني أن حجم المأساة والمعاناة في المسجد كبيرة، والحمل الملقى على عاتق الفلسطينيين في حماية مقدساتهم الفلسطينية ثقيل، لكن الجميع وفي مقدمتهم القيادة الفلسطينية ترى أن واجبها الأكبر ينبع من الصمود والحفاظ على المسجد الأقصى والمقدسات الدينية بشكل عام، بحسب قوله.

ويرى البكري أن الصوت العربي والإسلامي في الحفاظ على المسجد والوقوف ضد عمليات التهويد واستهداف وجود الفلسطينيين داخل المدينة المقدسة يبدو خافتًا للغاية، في ظل الاستهداف المتكرر للمؤسسات والإمكانيات الفلسطينية هناك.

ويعتقد الوزير الفلسطيني أنه "رغم كل المحاولات والتنديدات، لا يوجد دعم يليق بقدسية المسجد الأقصى المبارك، والمدينة المقدسة، ولا بحجم معاناة الفلسطينيين من إجراءات وجرائم الاحتلال".

ووصفت الرئاسة الفلسطينية، يوم الخميس، "اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى بـ"الأمر الخطير"، مؤكدة أنه يسهم في تصعيد الأوضاع.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "اقتحام وزير متطرف في حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، استكمالا لما يقوم به المستوطنون المتطرفون من جرائم قتل وحرق بحق أبناء شعبنا الفلسطيني"، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية- "وفا".

وأضاف أبو ردينة، أن "اقتحام المسجد الأقصى، وعمليات القتل المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وآخرها إعدام طفل في قلقيلية، كلها تعبر عن السياسة الرسمية للحكومة اليمينية المتطرفة الرامية إلى تفجير الأوضاع".

وأكد المتحدث الفلسطيني أن "إقدام المتطرفين اليهود على اقتحام الأقصى بقيادة بن غفير هو استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم، وتحد سافر للشعب الفلسطيني"، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع، تتحمل نتائجه الخطيرة سلطات الاحتلال التي توفر الدعم والحماية لهذه الاعتداءات المتواصلة بحق أرض الفلسطينيين ومقدساتهم.

وشدد أبو ردينة على أن "المحاولات الإسرائيلية لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في القدس، أمر مرفوض ومصيره إلى الفشل"، مؤكدا أن "المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين فقط، والقدس الشريف والمقدسات خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا".

وحمّل المتحدث "الإدارة الأمريكية مسؤولية ما يحدث من انتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، جراء صمتها ورفضها الضغط على سلطات الاحتلال، لوقف عدوانها وجرائمها والالتزام بما أقرته الشرعية الدولية".

وقام الإرهابي إيتمار بن غفير والمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، وأدى المستوطنون طقوسا تلمودية عند باب السلسلة في المسجد الأقصى، وذلك بعدما بدؤوا، مساء الأربعاء، برفقة الإرهابي بن غفير، اقتحام البلدة القديمة في القدس للمشاركة في مسيرة الأعلام الصهيونية الاستفزازية.

من جهتها، قالت الخارجية الفلسطينية إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتن ياهو، "يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الاقتحام الاستفزازي، مشيرة إلى أن ما يقوم به بن غفير يمثل غطاء رسميا للاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى.

ولفتت الوزارة الفلسطينية إلى أن المسجد الأقصى يتعرض لما وصفته بـ"المخططات التهويدية وفرض تغييرات قسرية على واقعه التاريخي والقانوني القائم"، مشيرة إلى أن ذلك يمثل جزءا لا يتجزأ من العمليات، التي تستهدف تهويد القدس وتفريغها من أصحابها الأصليين لتغيير هويتها,