السباق إلى الدرك الأسفل / النجاح بنت محمذ فال

اثنين, 15/05/2023 - 15:17

سئمنا هذه اللحظة التاريخية ، ليس لأننا لا نهوى هذا العمدة أو ذاك أو لأننا لا نهوى رئيس الجهة هذا أو نرضاه ..

بل  لأننا  سئمنا أن تكون لنا  مدن بلا إنارة ، بلا  مدارس، بلا نظافة، بلا ساحات عمومية خضراء، بلا صرف صحي

أي ببساطة سئمنا أن نُحرم !

- أين ذلك المنتخب الذي تم اختياره خارج جبة الحزب الحاكم لكي يكون قادرا على منازلته على انه بمثابة واقع جديد !!

هل يعد ما حدث في نواذيبو وشنقيط مثلا بمثابة دعم مبطن لرجال الأعمال الذين هم منتخبو الحزب الحاكم أصلا  لتمكينهم من كسب أصوات لم يكن بالإمكان حصولهم عليها وهم في جبة الحزب الحاكم ! نظرا لما يعتريه من خفض منسوب الولاء لرئيسيه السابق و الحالي !

أليس هذان من سدنة الرئيسين ؟

أين الجديد ؟ في السباق الانتخابي الحالي

إذا لم نعتبر أن حزب الإنصاف غير إستراتيجيته بأن اعتمد أسلوب التواري وراء ملابس حزبية جديدة لتمكين سدنته من كسب الأصوات،  ثم جلبهم من جديد إلى مائدته..

قد تكون الأيام أفضل رادار Radar كاشف عن  هذا الأسلوب الجديد الذي يخفي واقعا محزنا مؤداه أن الحزب عاجز عن كسب الأصوات من خلال رسم سياسات مقنعة،  والحال أنه  ليس مجبرا على ذلك في غياب منافسين ليس لهم طرح يتبنى سياسات قطاعية تحددها برامجهم الانتخابية وعلى أساسها مارسوا أو سيمارسون مسؤولياتهم  الانتخابية ..

الأمر لا يتوقف عند حد التُقنيع بل يتجاوزه إلى حد التٌقزيم أي أننا والحال هذه، لا يمكن أن نشهد تجربة حزبية تراكمية تٌمكن هذا العمدة أو هذا النائب من خوض انتخابات رئاسية !

 الأمر الذي لم نشهده أيضا فى سابق انتخاباتنا ..

وهو أمر يجعل من شخصنة السياسة منهجا تَقزيميا للحياة الحزبية يظل العمدة أو النائب بموجبه قابعا وراء أقنعة حزبية مختلفة خرقاء !

نحن الآن نتسابق لانتخاب من صنعوا لنا جبالا من اليأس راسيات، مظهرها:

غياب الأنشطة الاجتماعية التي هي من واجب البلديات فضلا عن تنمية  البنى التحتية

- نحن الآن  نسابق من يصلون إلى البرلمان وهم لا يدرون مدى قدرة الاقتصاد الموريتاني لو أُحسن تدبيره على امتصاص البطالة ؟

- كم يمكن أن تمتص شركة الكهرباء التي تبيع ما لم تشتره لأن معظم إنتاجها بطاقة كهرو-مائية ؟

وكم يمكن أن تمتص شركة الماء وهما على امتداد التراب الوطني كله ؟

- كم يمكن أن تمتص شركة تازيازت وهوندونگ؟  وشركات الصيد التركية والصينية  واليابانية وغير وغير !!

أما أوروبا فهي غنية عن الشركات لأنها تستغل قرب مسافة الشواطئ الموريتانية فتَسرح أساطيلها وتمرح دون رقابة بحرية فعالة !

وهل تعرف نوابنا يوما على مضمون الصفقات مع مستثمرين أجانب او موريتانيين ؟

أردت أن أخترق جبل اليأس هذا لأطالب بمعايير جديدة تُرسي نظاما انتخابيا بالنسبة للنواب بموجبه لا يقبل ترشح من لا يحمل شهادة جامعية

وبالنسبة للبلديات يشترط فيه الحصول على شهادة الباكلوريا أو تجربة استثمارية ناجحة صاحبها مقيم حيث يتم انتخابه .. و إلا فإننا سنظل نلهو في مقابر أحفادنا !!