د. الكنتي يكتب عن "الإخوان": قم غادر !

اثنين, 13/03/2023 - 17:39

لا تزال تداعيات هذا الأمر بالنفرة ضد المسلمين، والانغماس في الفتنة، تخلف ضحايا أبرياء إلى يوم الناس هذا.
كان أمرا بمنكر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله؛ إذ يستنهض أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، إلى الانغماس في الفتنة وحمل السلاح ضد بلدانهم وشعوبهم. ونص التحريض على خلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ففيهما فجاهد"، فترنم المنشد، وتمايل المشايخ طربا.. "إنس الزوجة والوالد…". غير أن المشايخ أمروا الناس بما يرونه برا، ونسوا أنفسهم وأهليهم، حين تخلفوا وعوائلهم عن "الجهاد"، ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف…
منذ إنشاء النظام الخاص لجماعة الاخوان المسلمين بدأت الاغتيالات السياسية تحت عنوان جديد: تنفيذ حكم الله في أعداء الله! وبذلك شطح العنف السياسي عن أطره المعروفة ليصبح تنفيذا "لحكم الله على عباد الله في أرض الله."
لقد عبر المرشد الهضيبي عن هذا التعالي بالعنف السياسي بصريح العبارة حين قال في مناظرة معرض الكتاب في القاهرة:"نحن نتعبد الله بأعمال النظام الخاص". أعمال تتلخص في اغتيالات سياسية طالت رئيسي وزارة، وأحد القضاة، ومدير أمن القاهرة… ثم جاء التنظير للعنف لتتسع دائرته حتى شملت المجتمع كله الذي وصف بالجاهلية. وظهر النظام الخاص تحت يافطات جديدة؛ التكفير والهجرة، الجماعة الإسلامية، القاعدة، داعش… 
لقد تبرأ حسن البنا من أعمال النظام الخاص، ووصف منتسبيه في بيان نشره بأنهم "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"، كما تصدر بيانات الإدانة اليوم لجرائم الإرهابيين. غير أن المتتبع لتاريخ الجماعة يلاحظ أن غالب المرشدين الذين تعاقبوا بعد البنا كانوا من قادة النظام الخاص. ولم يتبرأ أي مرشد، ولا قيادي في الجماعة من سيد قطب، منظر العنف، وإنما يعدونه ثاني "شهدائهم"!
إن الفصل بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية حز في غير مفصل. فالجماعة هي الحاضنة الفكرية والسياسية للعنف الممارس باسم الدين. وقد قدم نظام مرسي رحمه الله خير دليل على ذلك في تعيين محافظين من الجماعة الإسلامية المسؤولة عن مذبحة الأقصر، وفي تعامله مع أحداث سيناء.
إن من أفتى وحرض وجمع التبرعات وردد الأناشيد في الملعب الأولمبي هو من نظر لمذابح لمغيطي وتورين، واحتفل بهما في السجن، وهو من قتل ضابط الشرطة في نواكشوط، وحاول تفجير السيارات المفخخة في نواكشوط والنعمة، ودبر محاولة تفجير منصة عيد الاستقلال، وكان وراء الانقلاب الدموي…
إنها نفس الوجوه التي لا زالت تستغل العمل الخيري لتمويل الانتخابات والإرهاب، وتنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، في منام، أن الحرب في اليمن جهاد، ثم تفتي بأنها عدوان! نفس الوجوه التي تنكر حد الردة في " مقاربات"، وتسخر من حكم الرجم…
إنها نفس الوجوه التي انتمت للقاعدة وجندتها المخابرات، واخترقت الأحزاب، واغتصبت المنابر…
رحم الله شهداء الواجب من أبناء قوات أمننا البررة، وكفانا الله شر الخلايا النائمة اليقظة.

د. محمد إسحق الكنتي