ثورة وجدت لتنتصر وستنتصر

أحد, 01/01/2023 - 22:22

بقلم: سري القدوة – فلسطين (خاص/ التواصل)

ينتهي عام 2022 الأكثر دموية في حياة الشعب الفلسطيني ونحن نستقبل عاما جديدا نتطلع إلى أن يكون واقع الحال الفلسطيني هو الأفضل وأن يشهد العام الجديد ميلاد الدولة الفلسطينية وأن يكون التواصل الفلسطيني والعطاء والانتصارات، عام المجد والحضارة والتاريخ، عام الوحدة والتوحد والانطلاقة المجيدة لفجر قادم طالما انتظره أحفادنا الذين حملوا الأمانة وكانوا الأوصياء على الحق الفلسطيني ودماء الشهداء الابطال .

ويشكل بداية العام ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي  عمدت بدماء الشهداء والجرحى وسجلت تاريخ امتد لأجيال فمن الشهيد احمد موسى سلامة إلى الشهيد الرئيس ياسر عرفات تاريخ وثورة وكفاح وحكاية شعب فلسطين الذي قدم خيره رجاله من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

إنها حكاية الانطلاقة وقصة ( عيلبون ) التاريخ والحضارة وفجر المقاومة الفلسطينية الباسلة وتلك الأيادي التي صنعت تاريخ المجد لشعب رفض الركوع أو الخنوع للواقع مقدما الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين ورووا الأرض الطاهرة بدمائهم الزكية وكتبوا قصص الكفاح على طريق شمس الحرية والاستقلال .

لقد كرست الثورة الفلسطينية المعاصرة واقعا تراكمياا للشعب الفلسطيني على طريق نيل الحرية والاستقلال وإن هذا التراكم النضالي والانجازات للثورة الفلسطينية المعاصرة مكنها من شق طريق الحرية والطرح الوطني الهادف والشعار الواقعي معتمدة علي الوحدة الوطنية أساسا في النضال والكفاح والشراكة  طريقا لممارسة الثورة وعملت على (استقلال القرار الوطني الفلسطيني ) وحافظت على وحدة الموقف ووضعت الاستقلالية عنوانا لا يقبل الهيمنة ولا الاحتواء ولا التبعية، وعملت بحيادية مطلقة وكانت بوصلة فلسطين والقدس العاصمة للدولة الفلسطينية .

ومع انطلاقة عام 2023 تتجدد روح العطاء والفداء والإصرار لنيل الحقوق الفلسطينية ويكتب شعب فلسطين كفاحه عبر التاريخ فهذه الثورة وجدت لتنتصر وسوف تنتصر مهما طال الزمن ولتكتمل تجربة الدولة الفلسطينية في انجاز وطني مهم علي طريق معركة التحرير وبناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية الحلم والتاريخ لشعب يمتلك قوة الحضارة والأصالة من اجل فلسطين الدولة علما وهوية وعنوان .

الوطن والدار وحكاية الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية الجماعية تتوارثها الأجيال ويحفظون العهد جيلا وراء جيل ولا نستغرب أن طالب الصف الأول في المدارس الفلسطينية أول ما يكتب ويتعلم قصة فلسطين ويعرف معنى الصمود والقدس حيث تتشكل فلسطين التاريخ والحضارة وتكبر فينا حلما جميلا ليحمل الجيل القادم أمانة العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية.

الثورة الفلسطينية وفي ذكري انطلاقتها ستبقى نبراساً للأجيال وستبقى حامية الدولة وستكون قبلة لكل فلسطيني يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من أجلها، وستبقي الثورة خالدة عبر التاريخ لن تنال منها مؤامرات الأعداء مهما اشتدت شراسة المؤامرة ولا يمكن لأحد أن ينال من إرادة أبناء فلسطين هذا الجيل صانع الانتصار الحتمي والحافظ للأمانة .

شعب فلسطين العظيم يستحق نيل الحرية والاستقلال وقيام دولته الفلسطينية وان ينعم بالحرية و أن يعترف به العالم فهذا الشعب تعلم جيدا كيف ينهض من بين الرماد وكيف يكون شديداً في وقت الشدة وعظيماً في وقت العظمة وقوياً في وقت القوة، هكذا هي فلسطين صانعة الأجيال، وهكذا نستمر بروح التحدي والإيمان والكفاح والعطاء والتضحية نستمر على درب فلسطين الشهداء الأبطال حتى نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحماية تاريخ فلسطين وحضارتها الأصيلة.

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]