افتتاحية الصواب: (صناعة الإستيراتيجيات)

سبت, 20/03/2021 - 15:47

تواصل الوحدات العسكرية بفروعها المختلفة مناورات زمور 2 لتطوير ادائها وتعزيز مهاراتها العسكرية، وتقوية قدرتها في الدفاع والهجوم،  في منطقة من بلادنا نواجه فيها  كثيرا من التحديات الامنية اقلها خطرا انتشار الاسلحة والنشاط المكثف للمجموعات الارهابية، وعمليات التهريب الواسعة في صحراء تنفتح من ضفاف الاطلس غربا حتى شواطئ البحر الاحمر شرقا، وعلى تخوم تحتضن نزاعا يعود لاربعة عقود، وستزداد اهميتها الاستراتيجية والاقتصادية بعدد الاكتشافات المتتالية لثروات باطنية من ضمها الذهب والنفط والغاز ومعادن ثمينة أخرى ...
إنه التدريب والمناورة اللذين يجب ان نحافظ عليهما وتطوير ادواتهما على امتداد خريطتنا الوطنية، والاستثمار الى ابعد الحدود فيما يتطلبانه من تضحيات وإنفاقٍ مهما كانت كلفته، عملا برؤية الاستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل الذي قاده ثاقب النظر وشمول الرؤية وعمقها الى هذه القناعة في 2007 وعبّر عنها في السطور التالية ضمن دراسة له معروفة حول التحديات الاستراتيجية التي تواجهها بلادنا: (مسؤوليات ومهام وواجبات الدولة تبقى تامة وخاصة أمام التحديات الاستراتيجية المطروحة على عاتق كل دولة مهما كانت، ديمقراطية أو مستبدة. هذه المسؤوليات تتعاظم وتتضاعف بالنسبة للدول الصغيرة ليس فقط لكثرة وإلحاح الحالات الاجتماعية والاقتصادية المستعجلة التي تتدافع ولكن أيضا وأساسا بسبب حالة شريعة الغاب التي تحكم المجتمع الدولي والتي تسود فيها الحسابات الأنانية والجشع والأطماع والمنافسات، بدلا من العدالة والإنصاف وحب الغير. وكما أنه لا توجد ضمانة اجتماعية للدول المريضة أو المصابة بالضعف أو الضعيفة من الأساس، فإن الدولة التي تتميز بالوعي والمسؤولية، مع كونها موجودة في الفرن والمطحنة، تتقاذفها المهام اليومية، عليها أن لا تنام إلا نوم الأرنب - بعين واحدة- لتتأكد باستمرار أنها ليست في طريقها إلى الحصار أو أنه لا يوجد حصان طروادة، مطلي بألوان العدالة والحق، في قلب القلعة.قيادة شؤون الدولة هي باستمرار كشوكة الميزان متأرجحة بين الجراحات الداخلية والتهديدات الخارجية وتتزايد مصادفات اللعبة عندما ينضاف الاضطراب الشعبي أوفساد الحكام إلى الريبة الدبلوماسية.لا يمكن لأية دولة أن تبقى سلبية أو تتكل على طيبة الجيران وحماية الأصدقاء دون أن تعرض نفسها لأن تصبح مادة لصراع الآخرين وهدفا لرهانهم، وبالعكس عندما تقوم الدول الصغيرة باستعمال إمكانياتها في المناورة، مهما كانت ضئيلة، فإنها تصبح صانعة استراتيجيات، أي أنها أصبحت عامل مصادفة أو اضطراب للآخرين. عند ذلك تصبح من فاعلي اللعبة الدولية وتصبح سياستها سندا لمصالحها وعنصر دفاع عنها ضد التطاولات الأجنبية والهيمنات الاقتصادية.المناورات الدبلوماسية يجب عليها أن تندرج في إطار استراتيجية عامة، ومركبة إذا تطلب الأمر. بالنسبة لحكومة تنزع إلى منع تنامي الأخطار أو خلق المزيد منها، فإنها تصبح أداة لرقابة التأزمات. إن السيطرة على أزمة لا تعني بالضرورة تلطيفها ولكن، في الغالب، استعمالها لغاية استراتيجية معينة، أي لتقدمها في اتجاه أهدافها. ولكن الاستراتيجي يجب أن لا يخطئ في غايات سياسة منافسيه.)
السبت 20- 03 - 2021