على هامش اللقاء

أحد, 07/04/2019 - 21:48

لم تتضح بعد ملامح المرحلة الانتخابية الرئاسية المصيرية لكن الحملة المصاحبة لها قد بدأت و على عدة أصعدة فيما اختار مرشح النظام استعراض القوة و التلويح بعاقبة مخالفة الحكم العسكري ﻷن البلاد بيد و بقبضة أصحاب النياشين و رتب الظل يتصرفون فيها كيفما يشاءون و هو الشبح الذي يظل يحكم السلوك الجمعي لعدة عقود متتالية و النتيجة ما آلت اليه اﻷوضاع المعيشية للمواطن ناهيك عن التعليم و الصحة و القطاع الخدماتي 
المتتبع لجولة مرشح النظام لن يكتشف أي جديد فيكفيه مشاهدة تقرير تلفزيون القناة الرسمية فهي نفس اﻷشخاص و الرموز التي غزت الساحة السياسية و اﻻعلامية خلال العشرة العجاف و بالتالي هي إحياء و تكريس لطقوس التبعية القبلية و السباق غير النووي نحو الولاء من أجل المكاسب،  هي أسطوانة مشروخة و أغنية بائسة لم تعد تجدي نفعا في ظل التطور التكنولوجي لوسائل و وسائط التواصل الاجتماعي عموما 
هي جولة أظهرت الجانب الخفي لمرشح النظام من حيث وهم البلاغة و التمكن من كنه اللغة و القدرة الخطابية التي تباشر بها أنصار الرجل بعيد حفل الملعب حيث ذهبت تلك اﻷمنيات في مهب الريح بل أظهرت ضعفا لغويا وصعوبة مخاطبة الجماهير بطريقة بليغة و مؤثرة و تلقائية دون اللجوء إلى الخطابات المكتوبة و الجيدة التحضير .
نقطة أخرى أثارت حفيظة المتابعين لزيارة مرشح النظام هي الاستغلال المفرط لوسائل الجيش من حيث التنقل و الحراسة و ربما أراد الجنرال  منها إعطاء رسالة غير مشفرة ان لا حياد أو اختيار غير الحكم العسكري و هي رسالة ربما تنعكس سلبا على الزيارة و تثبت نظرية توريث الحكم التي سبق و ان تحدثنا عنها 
أما المرافقة الدائمة للمهرجين و المتمصلحين في كل محطات الزيارة فهي دليل واضح على التطابق و التناسخ و الاستنساخ بين الجنرالين. 
في الجانب اﻵخر من الحملة يقود المرشح سيدي محمد ولد بوبكر كوكبة من المناصرين في دعاية مدروسة و قراءة متعمقة للساحة السياسية، فلم يسجل الرجل أي مبادرة قبلية أو جهوية بل يسعى إلى انتهاج خطة شاملة للم شمل المواطنين مهما اختلفت مآربهم السياسية.
وحسب استطلاع ميداني فقد تميزت حملة المرشح ولد بوبكر غير الرسمية بدقة التنظيم و التنسيق و اﻹعداد، وخير شاهد على ذلك حفل إعلان الترشح في ملعب ملح و الذي حضرته شرائح عريضة و غفيرة من الجماهير، و رغم ذلك فقد تمت السيطرة بشكل دقيق على سير المهرجان، و كذلك اللقاء المفتوح مع الصحافة ليلة البارحة بفندق موري سينتر وهي بادرة حسنة تذكر فتشكر للمرشح ولد بوبكر، فهل هي إلتفاتة على حقل اﻹعلام فقط ؟ أم هي بداية تقييم شامل لمختلف الجوانب الحياتية للمواطن؟ وهل ستشهد اﻷيام المقبلة لقاءات مفتوحة مع قطاعات حساسة مثل التعليم و الصحة و الصيد والقطاع العام و الخاص؟
 تميز لقاء ليلة أمس بحضور مميز لوجوه إعلامية بارزة و مدونين و مهتمين لكن التدخلات كانت دون المستوى حيث ركز المتدخلون على طرح اﻷسئلة و الاستفسارات رغم ان المرشح ولد بوبكر طلب في مستهل كلمته الترحيبية الافتتاحية تقديم صورة متكاملة عن الصحافة الوطنية حتى يكون لديه إلمام يمكن من خلاله تقييم حقل الصحافة.
عبدو سيدي محمد