تايمز: حماس تخدع "إسرائيل" كما فعل محمد علي كلاي مع فورمان

اثنين, 08/04/2024 - 12:32

قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن إسرائيل لا يمكن أن تخرج من حربها على غزة إلا ضعيفة بعد وقوعها في نفس الخدعة التي أغرت الغرب بالذهاب إلى حرب العراق، ليجعل نفسه أكثر إرهاقا وأكثر تعرضا للخطر، في وقت أهدر فيه سلطته الأخلاقية.
وانطلقت الصحيفة -في مقال بقلم ماثيو سيد- من إستراتيجية الملاكم محمد علي كلاي التي استخدمها ضد منافسه جورج فورمان في مواجهتهما التاريخية عام 1974، والتي تقوم على استفزاز الخصم، وإغضابه بالتهكم لإثارة رد فعل مبالغ فيه لإرهاقه، حيث يتذكر فورمان أن محمد علي قال له "هل هذا كل ما لديك يا جورج؟" حتى لكم نفسه في حالة من الإرهاق، ليفوز عليه علي بالضربة القاضية في الجولة الثامنة.
وأسقط الكاتب هذه الإستراتيجية على ما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما اعتقد القادة الأميركيون والبريطانيون أن الغزو الشامل لأفغانستان والعراق من شأنه أن يجعلهم أكثر أمانا، وقد كانوا مخطئين بشكل رهيب، حين ضربوا بقوة، وقتلوا مئات الآلاف من المدنيين، وعادوا أكثر إرهاقا وأكثر تعرضا للخطر بعد أن أهدروا سلطتهم الأخلاقية، كما أراد خصمهم تنظيم القاعدة.
ووقعت" اسرائيل " في نفس الفخ -كما يرى الكاتب- لتردد أن "حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طائفة من القتلة المتعصبين"، لكن (حماس) اتبعت إستراتيجية متطورة، عندما بالغت بإغضاب" إسرائيل "في هجوم السابع من أكتوبر، في إشارة إلى طوفان الأقصى، فيما اعتبره الكاتب جزءا من خطة مصممة بدقة لحث تل أبيب على رد فعل مبالغ فيه من شأنه أن يجعل حماس أقوى وإسرائيل أضعف.

وبذلك نجحت حماس -كما يقول الكاتب- لأن قصف "إسرائيل" لغزة بالكامل، وتبريرها لكل تفجير بالإشارة إلى الفظائع التي تحملتها جراء طوفان الأقصى، خدم مباشرة أعداءها التواقين إلى دعاية صور سفك الدماء التي تنقل إلى العالم الذي يراقب الحرب، في حين تصبح إسرائيل أكثر عزلة في الأمم المتحدة، ويبدأ حلفاؤها بالتفكير في فرض الحظر، ويميل الرأي العام العالمي ضدها بشكل متزايد.
وعبر الكاتب عن ذهوله من مستوى الغضب الصهيوني من أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حتى توقف الصهاينة عن التأمل في التناقض الذي يكتنف هدفهم المعلن من الحرب، الذي هو القضاء على (حماس)، متناسين أن (حماس) أيديولوجية لا يمكن القضاء عليها بقوة السلاح وحدها، وأن تدمير غزة أثبت أنه عامل تجنيد أكثر فعالية من ألف مدرسة