هل تصبح موريتانيا مجاري صرف لمشاكل أوروبا الاجتماعية؟

سبت, 10/02/2024 - 18:27

ظل العقل الأوروبي عصيا على تقبل الآخر و رافضا قبوله على أرضه حتى وإن كان  الغرب الاستعماري يتحمل جزءا كبيرا من معاناته كما حدث له مع اليهود، فما تبقى منهم بعد المحرقة المزعومة رمتهم أوروبا باتجاه فلسطين لتفرغ صداعها الاجتماعي ولتكفر عن ذنبها بخلق صداع  وألم لجسم آخر.
يتكرر اليوم نفس المشهد مع المهاجرين الأفارقة الذين تيمموا شطر أوروبا مقتفين أثر ثرواتهم التي نهبها المستعمرون الأوروبيون ولا يزالون يدمنون على اختلاسها بشكل مباشر أو من خلال الحكام الأفارقة الذين يحرسون مصالح المستعمر أكثر من مصالح بلادهم.
فبدل استقبال المهاجرين ودمجهم في المجتمعات الأوروبية وتوفير فرص العمل والرعاية الاجتماعية لهم ها هي أمواج الأطلسي تقذف بهم إلى شواطئ بلادنا حسب ما أشيع من نتائج زيارة الوفد الأوروبي.
لا يكاد العقل يصدق أن السلطات الموريتانية المثقلة بمشاكلها الاقتصادية والمنهكة بأزماتها الاجتماعية:
 تفشي البطالة.
 الصراع الهوياتي.
 تردي الخدمات التعليمية والصحية.
العجز عن تغطية الخدمات في مجالي المياه والكهرباء.
لايعقل أن بلدا واقعه هكذا سيوقع على اتفاقيات تجعله قناة لصرف مشاكل أوروبا التي سببها المهاجرون الأفارقة إليها  دون وضع الاعتبار للانعكاسات السلبية لتلك الاتفاقيات وما ستخلفه من تحديات اقتصادية واجتماعية وحتى أمنية.
فهل هناك مخطط غربي لتغيير التوازن الديمغرافي للبلد ؟
وما مصير مئات الآلاف الذين سيرحلون إلى مراكز إيواء على أرض موريتانيا وبدون أوراق ثبوتية بعد ما رفضت بلدانهم استقبالهم؟
ولماذا نتحمل عبئا اخلاقيا لسنا سببا فيه؟
لماذا نرضى لأنفسنا أن نكون حراسا لحدود أوروبا؟ 
إلى متى ومصالحنا العليا تباع بالمزاد العلني؟
على سكان انواذيبو رفض إقامة تلك المعسكرات مهما كلفهم ذلك من ثمن.
يجب على البرلمان الضغط على الحكومة لتتراجع عن تلك الاتفاقيات المزعومة وليعلم من وقعوها أنها ستكون على هرم ملفات مقاضاتهم حينما يخرجوا من السلطة. 
شيخنا محمد سلطان