خسارة "المرابطون" أمام الرأس الأخضر ليست نهاية المطاف

ثلاثاء, 30/01/2024 - 16:02

من المسلمات في عالم كرة القدم أن هناك فوزا و تعادلا وخسارة.
طالما فرحنا بالفوز ينبغي أن نرضي بالهزيمة، فالخسارة ليست نهاية المطاف، و من لا بقبل الخسارة في عالم كرة القدم عليه أن يتوقف عن التشجيع، لأن الخسارة مثلها مثل الفوز أو التعادل جزء من لعبة كرة القدم، لعل هذا هو سر الإثارة والمتعة.
أقل ما يمكن ان يقال عن مشاركة المنتخب الوطني المرابطون المشرفة للمرة الثالثة تواليا علي مستوى بطولة كأس أمم إفريقيا نسخة كوتديفوار 2023 و التأهل المستحق إلى الدور الثمن النهائي و لأول مرة أمام نظيره الجزائري هو إنجاز تاريخي غير مسبوق، تمكن خلاله القائمون على شأن رياضة كرة القدم و عناصر المنتخب الوطني الحالي من تحقيق ما عجز عنه رؤساء الاتحادية الموريتانية في الماضي  وتشكيلات المنتخب الوطني المرابطون في السابق طيلة الخمسين سنة من قيام الدولة المركزية دون المرور إلى هكذا مناسبات قارية إفريقية و لو لمرة واحدة.
يأتي خروج المنتخب الوطني المشرف من الدور الثمن النهائي من بطولة أمم إفريقيا بعد تلقيه هدفا عن طريق ركلة جزاء سجلت في الوقت القاتل على بعد 3 دقائق من نهاية عمر المباراة، إثر خطإ فادح مشترك بين اللاعب الوطني البديل ياسين و حارس المرمي المتألق في البطولة نياس، في لقاء تميز بالأداء البطولي و بالندية أمام منتخب الرأس الأخضر العنيد المتصدر لمجموعته على مستوى الدور الأول ب 7 نقاط.
في حين يجمع و يؤكد بعض المراقبين الرياضيين على أن كرة القدم لعبة اخطاء قد تحصل من حين لآخر على مستوى اللاعبين و حراس المرمى و الحكام، و إن كان هذا الأخير قد تقلصت أخطاءه باعتماد تقنية الفأر.
تفاصيل شكلت في عمومها جزئيات اللعبة.
بينما ينظر إلى الحارس بأنه نصف الفريق إذا ارتكب خطأ واحدا فقط سيكون كفيلا بإسقاط فريق بأكمله و تكليفه خسارة غير مبررة، لذا هو اللاعب الأكثر تأثرا بأي شئ على أرض الملعب و الأكثر حساسية في كل الظروف.
فهو بالتالي يتحمل مسؤولية كبيرة و هي حماية مرمى من 7 أمتار.
لا شك أن المنتخب الوطني المرابطون قدم مستويات استثنائية عالية ضمن بطولة أمم إفريقيا CAN 2023 حقق خلالها تأهلا تاريخيا إلى الدور الثمن النهائي، سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاطي مع لعبة كرة القدم و سيرفع سقف الطموح في قادم البطولات و المناسبات الرياضية.
لذا تحتاج كرة القدم الموريتانية اليوم أكثر من أي وقت مضي إلى لفتة دائمة و دعم خاص و تشجيع و رعاية و مؤازرة مستمرة بغية الوصول إلى المقاصد والأهداف الرامية لتعزيز المكاسب و خلق بيئة مناسبة للاستثمار في رياضة كرة القدم.
و عليه فإن كرة القدم استطاعت عبر سرعة انتشارها واستقطابها لشعوب العالم بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم وأعمارهم أن تجعل منهم حالة تعكس مدى التلاحم الوطني والانتماء للوطن و الهوية الوطنية الجامعة بعيدا عن الانتماءات الضيقة الأخرى.
حيث يظل الاستثمار الوطني في مجال رياضة كرة القدم مطلبا ضروريا وفرصة متاحة لرجال الأعمال الموريتانيين بقصد الانخراط في استثمار واعد و النهوض بالقطاع الرياضي و الخروج به من رحم المعاناة.
في ظل سعي الاتحادية الموريتانية لكرة القدم برئاسة السيد أحمد ولد يحي، في إطار التعاون مع الوزارة الوصية، إلى إرساء سياسات ناجعة للنهوض بلعبة كرة القدم القاعدية من داخل عمق الأحياء الشعبية و إبراز أوجه و مواهب سيكون لها شأن كبير في قادم المناسبات داخل المشهد الرياضي الوطني و الدولي.
بدوره هنأ رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لاعبي المنتخب الوطني والطاقم الفني والإداري على هذا التأهل المستحق، كما أشاد بهذا الإنجاز التاريخي و بالجهود المبذولة في إطار العمل بروح الفريق الواحد، مؤكدا دعمه الكامل للنهوض بكرة القدم الوطنية و الوقوف إلى جانب الاتحادية الموريتانية، و هو ما يعني أن كرة القدم كرست روح المواطنة و الشعور بالانتماء للوطن الشئ الذي عجزت عنه السياسة و الأحزاب الوطنية في لم الشمل و رياضات أخرى في مناسبات مماثلة. 
الشكر موصول لكل القائمين على شأن كرة القدم الوطنية على هذا الإنجاز العظيم، بالإضافة إلى أعضاء الجهاز الفني والإداري و جميع عناصر المنتخب الوطني المرابطون.  
حظ أوفر في قادم الأيام  
أباي ولد أداعة.