بعد استشهاد رضيع نتيجة الجوع.. "الأورومتوسطي" يحذّر من كارثة تجويع الاحتلال لسكان غزة

خميس, 25/01/2024 - 21:10

حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من مخاطر تصاعد ضحايا نهج التجويع الصهيوني لسكان قطاع غزة، ولاسيما في صفوف الأطفال والمسنين، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تواصلها "إسرائيل" ضد سكان القطاع، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي تزايد خطر المجاعة بين 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة، بالتزامن مع تدهور شديد الخطورة في الصحة والتغذية والأمن الغذائي، وتزايد الوفَيَات بفعل تفشي الأمراض المعدية والنقص الشديد في خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة.
ووثّق "الأورومتوسطي" وفاة الرضيع الفلسطيني، جمال محمود جمال الكفارنة، وهو من مواليد أغسطس 2023، من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، والذي ارتقى من جرّاء الجوع بسبب عدم توافر الغذاء اللازم له ولوالدته.
وكان المرصد الأورومتوسطي تلقّى إفاداتٍ بحادثةٍ أخرى بشأن وفاة الرضيع براء الحداد، البالغ من العمر عاماً ونصف عام، من سكان مدينة غزة، من جرّاء الجوع والجفاف، يوم 30 ديسمبر الماضي.
وسبق للمرصد الأورومتوسطي توثيق عدّة حالات وفاةٍ بفعل الجوع، بينهم الطفلة جنى ديب قديح، البالغة من العمر 14 عاماً، والمريضة بالشلل الدماغي، والتي توفيت يوم 8 ديسمبر الماضي، في مدرسة "طيبة" في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بفعل الجوع والنقص في الأوكسجين اللازم لحالتها.
وجدّد المرصد الأورومتوسطي التأكيد أن "إسرائيل" أفرغت قرار مجلس الأمن الدولي، رقم 2720، بشأن توسيع المساعدات الإنسانية لغزة، من مضمونه، مؤكّداً أنّها لا تزال تستخدم التجويع سلاحاً ضد المدنيين الفلسطينيين.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنّى، في 22 من ديسمبر الماضي، قراراً يدعو إلى "اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية بصورة موسَّعة وآمنة، ومن دون عوائق، وتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية".
وفي هذا السياق، ومن خلال بيان مشترك، أكد رؤساء برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، "اليونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، أن إيصال الإمدادات الكافية إلى غزة يعتمد الآن على فتح مزيد من المعابر الحدودية، والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية يومياً، وضمانات السلامة للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات، ولمن يوزعونها أيضاً.
وشدّد رؤساء الوكالات الثلاث على الحاجة الملحّة إلى رفع الحواجز والقيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى غزة وداخلها، واستئناف حركة المرور التجارية. وكرروا الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لتمكين إطلاق عملية إنسانية ضخمة متعددة الوكالات.
وكان "الأورومتوسطي" نشر، في الـ19 من الشهر الماضي، نتائج دراسة تحليلية شملت عينة مكونة من 1.200 شخص في غزة، أجراها للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع، في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأظهرت النتائج أن أكثر من 71% من عينة الدراسة أفادوا بأنهم يعانون مستويات حادة من الجوع، وأن 98%؜ منهم قالوا إنهم يعانون عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64% منهم؜ بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية من أجل سد الجوع.
وصباح الأربعاء، ارتكب الاحتلال الصهيوني مجزرة بحق آلاف الجائعين، الذين كانوا ينتظرون المساعدات عند دوار الكويت، جنوبي مدينة غزة، أدت إلى ارتقاء أكثر من 20 شهيداً وإصابة 150 آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، التي رجّحت ارتفاع حصيلة هذه المجزرة.
وعمل الاحتلال على إخلاء مقر الوكالة التابع "للأونروا" في خان يونس، والذي يضمّ عدداً كبيراً من النازحين، وسط انتشار دباباته التي أطلقت القنابل الدخانية في اتجاه المواطنين، كما أطلقت قذائف دخانية على محيط منطقة الصناعة ومدارس الإيواء، غربي خان يونس، وفق ما نقل مراسلنا.