متى يوقف غزواني تصفية الحسابات في لعصابة؟ ابو بكرن محم

سبت, 11/11/2023 - 14:23

يستغرب الكثيرون هذا الفشل الذريع الذي مني به حزب الإنصاف الحاكم في ولاية لعصابة خلال الانتخابات المحلية الاخيرة، حيث فشل مرشحو الحزب الكبير لبلديات؛ كيفة المركزية، واغورط، وكورجل، وبلدية احسي الطين في بومديد، وبلدية كرو المركزية..  وتزداد الغرابة عندما يشاهدون مسلسل استهداف الأطراف التي رفضت الاقصاء في ترشيحات الحزب الماضية كما عبرت عنه سلسلة الإقالات المتواصلة لأطر بارزين بالولاية التي ينحدر منها رئيس الجمهورية ...
التهديدات التي أطلقها الوزير الأول في الحملة الانتخابية الأخيرة بمعاقبة المغاضبين لم يتم تنفيذها بشكل سافر الا على مستوى أطر الولاية الثالثة ..
واذا كانت الإقالات على مستوى كرو اخذت شكل تحويلات كما وقع مع مدير المدرسة العليا لتعليم الأساتذة الدكتور ازيد بيه ولد محمد محمود، فإن الضربات جاءت مباشرة وانتقامية لأطر كيفة المغاضبين، وكانت إقالة الزعيم التقليدي  "شيخ العامة" سيد محمد ولد محمد الراظي من سفارة غامبيا رسالة مباشرة بأن تصفية الحسابات لن تستثني أحدا...
المجموعة التي تعرضت لسلسلة الإقالات الأكبر كانت المجموعة التقليدية التي ينحدر منها العمدة المركزي لمدينة كيفة الدكتور جمال ولد كبود..
فقد كانت إقالة مدير شركة إسكان الوزير السابق حامد ولد حموني أولا، ثم العمدة جمال ولد كبود نفسه من مفتشية وزارة البيطرة تعبيرا عن حنق المجموعة التي رشحت عمدة الإنصاف محمد ولد هاشم  و فشلت في فرض خيارها على ساكنة المدينة الاكبر بعد نواكشوط ..
واستكمالا لحلقة الاستهداف لهذه المجموعة جاء اقحام مدير المعهد العالي محمد محمود ولد سيد يحي في تقرير محكمة الحسابات بحجج كانت مضحكة، انتقاما من وقوف عمه الشيخ عبد الله ولد سيد يحي مع العمدة جمال رغم كل الضغوط، ورفضه تهميش جماعته من قبل  الثلة التي اختطفت ترشيحات الحزب الحاكم..
والغريب في الأمر أن هذه التصفيات التي سوقتها مجموعة خاصة لرئيس الجمهورية أعمتها تصفية الحسابات الضيقة عن خطاب الرئيس الداعي لاشراك الجميع حتى من خارج أغلبيته في المشهد السياسي، ولم تراع حرص معظم المغاضبين في لعصابة على اختيار أحزاب الأغلبية في ترشحاتهم وتاكيدهم كل مرة انهم يدعمون رئيس الجمهورية، ولعل هؤلاء نسوا أو تناسوا أن الرجل يستعد لخوض انتخابات رئاسية في غضون أشهر قليلة..
فإلى متى سيترك غزواني مجموعة صغيرة من ولايته تستخدم الدولة في تصفية حساباتها الضيقة؟، وهل من المعقول أن يتقدم الرئيس لخلافة نفسه في الرئاسيات القادمة قبل أن يقوم بترتيب بيته الداخلي في ولايته التي ينحدر منها، وتضميد الجراح التي خلفتها تصرفات عابثة لمجموعة ضررها عليه أكبر من نفعها؟