معلومة مغلوطة في تقرير السلطة العليا للصحافة عن الصحف المكتوبة ؟!

جمعة, 01/09/2023 - 00:14

أوردت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في تقريرها 2022 ، وهو نسخة طبق الأصل من المسح الذي أجرته  السلطة للمشهد الإعلامي الوطني سنة 2020، معلومة غريبة حيث قالت إن الصحافة المكتوبة "الورقية" تعتمد فيما تنشره بشكل تام على المواقع الإلكترونية" ولم تستثن هذه الملاحظة أو المعلومة أي صحيفة بل وردت ملاحظتها بصيغة التعميم.

هذه الملاحظة اعتمدها الزميل الهيبة ولد الشيخ سيداتي، مدير موقع الأخبار، في مقال نشره بمجلة الشعب الشهرية الملونة، أكد فيه هذه المعلومة دون أن يستثني صحيفة واحدة.

والحقيقة أن المهنية والموضوعية المتوخاة في كل ما يصدر عن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية تستدعيان منها توخي الدقة الكاملة فيما ستنشره من تقارير وخاصة إذا كانت موجهة للاستئناس بها من طرف الجهات المختصة وصناع القرار.

ولنفي هذه الملاحظة، وهو ما يؤكد للأسف أن المكلفين بمتابعة الصحافة المكتوبة في السلطة العليا للصحافة لا يطالعون محتوياتها بالمرة، نود إبداء ملاحظة بسيطة وهي أن هناك بعض الصحف التي تنشر مواد صحفية من إنتاجها، وقد لا تنشرها بالمرة على المواقع الالكترونية، مثل الأخبار الوطنية والمتابعات والتحاليل والأعمدة والزوايا الثابتة والمقابلات، ولعل من بين هذه الصحف على سبيل  المثال، والتي نطالب السلطة بمراجعة محتوياتها، صحيفة التواصل، التي تعتمد بشكل أساسي على مواضيع رئيسية تحليلية لأبرز أحداث الساعة، فضلا عن المقابلات والزوايا والأعمدة الثابتة، وكذلك صحيفة الصدى وصحيفة القلم (الناطقة بالفرنسية) والتي تشتهر بمقابلاتها شبه الأسبوعية. ومع ذلك فإن نشر آخر الأخبار اعتمادا على مواقع تابعة لهذه الصحف أو المواقع الرسمية والدولية ذات مصداقية هو أمر طبيعي إلا أنه لا يمكن أن يتيح الفرصة لتسجيل ملاحظة كتلك التي أوردتها السلطة في تقريرها واعتمدها الزميل الهيبة في مقاله المذكور.

ولاشك أن هناك ملاحظات كثيرة على مضمون المسح الذي أجرته السلطة سنة 2020، والذي لم يتم تحديثه حتى الآن، ومن ذلك مثلا أنها أوردت أزيد من 55 "مؤسسة صحفية" اعتبرتها "الأكثر تأثيرا في الرأي العام" ولكنها رتبتها بشكل لا يمت للموضوعية المتوقعة منها بأي صلة، وهو موضوع سنتطرق له في قراءة مفصلة للمسح المذكور وللتقرير المعنون بتقرير 2022 والذي اعتمد بشكل أساسي على نتائج مسح المشهد الإعلامي سنة 2020 غير المُحدّث.