لا جديد يميز هذه الحملة عن سابقاتها...
نفس الوجوه و نفس الأشرطة المزعجة بنغمات وكلمات غير متجانسة... خيم و محلات و سيارات إيجار تطوف و تلف الشوارع.
العاصمة (الثقافية) تغزوها جبال القمامة و أكوامها و الروائح المتعفنة التي تزكم الأنوف و تعاف منها الفئران.
فوضى المرور و طرقات مغلقة للصيانة و تبديد الميزانية و عرقلة المرور .....
صور لبعض المرشحين بين أكوام الزبالة... اتحفظ على نشرها لأسباب اللباقة و الإنسانية.
صور لامعة و معدلة بألوان زاهية تسر الناظرين و خطابات و لقاءات مجاملة تحت الأضواء و الخيم و القاعات المؤجرة...
مواعيد ليلية و سهرات صاخبة و شعارات و رموز غريبة على المجتمع والعادات و التقاليد و مصحف و مسبحة و سفراء (الجنة).
في (المرجع) اختلط الصالح بالطالح فالديمقراطية الظرفية تستدعي الملاطفة وإظهار(التعدد).
مليار أوقية من خزينة الدولة لدعم الأحزاب المتحولة و المنصهرة والداعمة و المدعومة و الموالية و المعارضة شكلا لا مضمونا.
ضحك بؤساء (هوجو) من بؤساء موريتانيا و سخر بخلاء (الجاحظ) من بخلاء الوطن.
الشعب في كل مناسبة إنتخابية يقرأ الفاتحة على رفات (الوطن) و يجدد القسم على عهد (القطيع).
حصانة برلمانية و دبلوماسية و شراكة تجارية و مصاهرة بين المصالح. قبة البرلمان بوابة رسمية لتشريع الصفقات الحكومية المشبوهة والمتردية و ما أكل الأجنبي.
امتيازات و وظائف و فرص رد الجميل و تعويض المال السياسي (السائب).
ديمقراطية (الفوتوشوب) غير مستقرة قابلة للطي و النسيان مثل وعود ومشاريع الانتخابات و مثل ذاكرة المواطن التي لا تحفظ من حق (المواطنة) سوى تعظيم من بيده السلطة.
قانون التوريث سائر المفعول منذ الأستقلال و حتى اللحظة و المواطن مجرد جسر عبور نحو القصور و الحسابات البنكية و الميزانيات الضخمة المحصلة من عرق و جهد و جهل (الناخب).
غدا تنتهي الحملة و تتبخر بهرجة الصور المعالجة بخلفية متخلفة و تظهر شمس الحقيقة على المواطن في الشوارع المتسخة و برك و بحيرات عقب موسم الأمطار و صور اسقف و اعرشة لفصول تعليمية لدولة غنية طبيعيا بالثروات و الموارد و فقيرة فعليا في قيمة الإنسان و تسيير المصادر.
عبدو سيدي محمد
28 ابريل 2023