من أنا ؟ / شيخنا محمد سلطان

سبت, 25/02/2023 - 00:23

أنا بلد متعدد الأسماء متنوع الأعراق، كانوا يسمونني "شنقيط" عندما كانت لي هوية عربية إسلامية بفنونها ومن خلال علمائي ذاع صيتي.
استعمرني الغزاة فابدلوا إسمي و اغتصبوا هويتي، أطلقوا علي موريتانيا واطلقوا رصاصة "الرحمة" على هويتي عندما اجبروا صغاري على تعلم لغتهم الفرنسية ليربطوا احلامهم ووجدانهم وتفكيرهم بقيمهم المنافية لديني وهويتي الحضارية.
لما اجتاحتهم عواصف التحرر منتصف القرن الماضي سلموني لحراس مصالحهم وقيمهم الحضارية من "آماليز" ليورثوا عهود العمالة لأبنائهم جيلا عن جيل.
تعاقب علي حكام ديكتاتوريون جاء كل منهم بعد طعنة في ظهر رفيقه ممتطيا دبابة ورافعا شعارات سقاني منها سراب الانقاذ والخلاص والعدالة.
امتلأت جيوب حكامي نقودا وسكن المعدمون منهم القصور بعدما قدموا من اعماق الريف ونفضوا عنهم غبار الفقر، وجعلوا الثروات والامتيازات الوظيفية دولة بينهم و رواد بلاطهم.
قتلوا احلام شبابي و أضحى طموحهم ركوب موج الهجرات إلى ما وراء بحر الظلمات، فكان الجدار أرحب لهم من حضن وطن رماهم على قارعة البطالة والتهميش والإقصاء.
قذف باطن أرضي بما فيه من ذهب وحديد و معدن نفيس فما أنقذ ذلك مريضا من أبنائي من مرض عضال وما اسكت صراخ امعاء أطفال جياع عجز أباؤاهم عن سد أفواههم بحبة بطاطس على الرغم من خصوبة سهولي وكثرة مياهي.
أعرفتم من أنا ؟
أنا أرض خانها الأبناء و استباحت ثرواتها الذئاب وأصبحت أتذيل قائمة البلدان إلا في الفساد والتملق والنفاق.
لم يعد لي موقع في خارطة العالم المتحضر.
فمتى أسترجع اسمي الحقيقي وهويتي غير المزيفة ويقتفي أبنائي أثر سلفي الصالح؟
حلم أراه قريبا وترونه بعيدا.

شيخنا محمد سلطان.