ذات "اجتماع مغلق" و"مشاورات مكثفة" بين مسؤولين كبيرين في الأجهزة المكلفة بالإعلام بشقيه العمومي والخاص، تقرر أن يتم اعتماد قائمة محددة من "المؤسسات الصحفية الخاصة" و"الخاصة جدا"، ليتم التعامل معها كممثل "شرعي ووحيد" للصحافة المستقلة في بلادنا، رغم أن بينها صحف لا تصدر وأغلبها مواقع "إخبارية" لا تميز بين الخبر والتقرير والسرد، بل وبينها "مؤسسات" لها ولاءات أخرى، لكن ما يشفع لها جميعها هو أنها "منتقاة" على مزاج بعض "العارفين بالحقل" من الذين أخطأوا التقدير فجانبوا "الإنصاف" والحق والعدل، ومكنوا ثلة من الذين لا يفقهون في المهنة ولا في أخلاقياتها مما لا يحق لهم معنويا وماديا، فكان تمثيل الصحافة المستقلة "الناشرين" من نصيبهم منذ 2020 في إلغاء فج ومفضوح وعملي لتراخيص هيئات قائمة ولآلية التناوب بين هيئات الناشرين المحدودة التي ظلت تتناوب على تمثيل هيئاتها والدفاع عن مصالح مؤسساتها في صندوق دعم الصحافة الخاصة، ما أدى إلى أن تحظى هذه الثلة بنصيب الأسد من موارد الصندوق منذ ثلاث سنوات على التوالي، وفي المقابل تجفيف مصادر دخل صحافة مهنية مسؤولة ذنبها أنها ترفض أن ترتهن وترهن مؤسساتها لبعض "المصلحين" الجدد، كما تم "تمكين" هذه "المؤسسات المنتقاة" من احتكار التناوب على مرافقة رئيس الجمهورية والوزراء في تغطية النشاطات الخارجية والداخلية، والمؤتمرات الصحفية بالغة الأهمية، ومع ذلك يتحدثون، بكل وقاحة، عن حرية الصحافة والتعبير في بلدنا ؟ّ!.
يمكننا الجزم بأن هذا المسار لن يضر سوى بالحكومة التي وضعت كامل ثقتها في بضعة أشخاص وتركت لهم الحبل على الغارب ليختطفوا الحقل الإعلامي خدمة لأمزجتهم وأهوائهم وتصوراتهم "الإصلاحية" القاصرة حقا.
إنه لا يمكن أن يتم أي إصلاح بمعزل عن مؤسسات ومنظمات صحفية قائمة مؤثرة وفاعلة في المشهد رغم كل التضييق عليها من هؤلاء، ورغم تجفيف مصادر تمويلها ومحاولة منعها من إيصال وتوضيح سيناريوهات اختطاف الحقل الإعلامي بكل هذه الوقاحة والفجاجة.
حقيقة ستتكشف مشاهد الفضيحة وسيدرك رئيس الجمهورية شخصيا أن الصحافة ليست "مؤسسات إيديولوجية" ترفع شعار المهنية وتتأبط الولاء للآخر ... لن نسكت لأن هذه جريمة بحق البلد وبحق السلطة الرابعة في بلد هو بلدنا، وليست لدينا "ولاءات" لغيره .... والبقية تأتي ...
أحمد.م.أ
زاوية "جسر التواصل" - العدد 736 من أسبوعية التواصل بتاريخ 04 يناير 2023