جيل النكسة والإصرار على الحقوق الفلسطينية / سري القدوة

ثلاثاء, 13/09/2022 - 22:28

سري القدوة – فلسطين (خاص/ التواصل)

الأربعاء 14 أيلول / سبتمبر    2022.

من النكسة ولد جيل وتربي علي حب الأرض الطيبة حب فلسطين ومن النكسة تألقت الثورة وتعاظم عطاء الشهداء ليصنع شعبنا ملحمة الكرامة وملحمة بيروت ويواصل انتفاضته الأولي وانتفاضته الثانية والانتفاضة الثالثة هيا انتفاضة العودة والتحرير انتفاضة الدولة الفلسطينية المستقلة ومن النكسة استمرت معركة البقاء وكان جيل النكسة الذي أنا من مواليده هو جيل الإصرار الفلسطيني علي التواصل .

حاربت دولة الاحتلال جيل النكسة، الذي كبر في ظل احتلال ولا يعرف معنى الحياة، عاش الدمار بكل أشكاله، حرم وحورب حتى في تلقى تعليمه، وكانت نظرية قادة الاحتلال الذين قالوا عن هذا الجيل "الكبار يموتون والصغار ينسون" معتقدين أنهم بذلك يلغون جيل ما بعد النكبة وكان وهم لهم، فجيل النكسة هو الجيل الذي حفظ عن ظهر قلب معني حب الوطن وكان خيرة أبنائه شهداء أو أسرى أو مشردين بحكم ممارسات الاحتلال.

فلسطين بجيل النكسة صنعت الدولة الفلسطينية وقاومت في كل المعارك وحققت الانتصارات، فالشعب الفلسطيني هو شعب حي لا يموت، ولا نقول هذا الكلام من باب المجاملات، لكن الواقع والأرقام وحدها تتحدث حيث الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين واستمرار الشعب بالمقاومة والتعبير عن رفضه للاحتلال وانتزاع الاعتراف الدولي بالشعب الفلسطيني وإيجاد مكانة طبيعية للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية علي الخارطة الدولية كان من أهم مقومات النضال الوطني الفلسطيني .

جيل النكسة كان الجيل الذي تحمل كل المصائب وحمل الراية واستمر و آمن بالثورة واستعد للتضحية من أجل فلسطين ومن أجل الحرية، وهذا ما يتجاهله العالم، حيث يتجاهل حقوق شعب يريد العيش بكرامة، وإننا هنا نتساءل ونتوجه بالسؤال إلي عالم غاب ضميره، لماذا يعيش شباب (إسرائيل) بأمن وتنمية ويمارسون حياتهم بينما يقتل الشباب الفلسطيني ويدفعون إلي الموت ويمارس بحقهم الظلم ..؟؟ !!

إنها باختصار لعبة الموت وحضارة القوة التي تحكمون العالم بها ويبقي الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي يمتلك قوة الحضارة وقوة العدالة مؤمنا بالانتصار ومستعدا للتضحية حتى لو تبقي أصغر طفل فلسطيني.

هذا الجيل لم يصل إلى ما يطمح فكانت كل الظروف تحاصره والسلطة الفلسطينية بمحدودية قدراتها لم تتمكن من حمايته ناهيك على انقسام ينهش بلحمه ليعيش ملتحفا الأرض وينظر إلى السماء قهرا .

وفي ظل تواصل انسداد الأفق الفلسطيني يكون لزاما علينا إعادة تقييم التجارب لاستخلاص العبر والخروج من هذا الحصار الذي يفرضه الاحتلال بواقعه المر وبمعطيات الانقسام ونتائجه الصعبة التي باتت تعصف بجيل بأكمله.

تحاصرنا تلك القضايا برغم من بعدنا عن الوطن فيلاحقني دائما هموم أبناء شعبي لأكتب عن جزء من تلك المعاناة والمناشدات التي أتلقاها يوميا والتي تطالب بمجملها بإيجاد أفق وطني يحمل المسؤولية الوطنية أمام هذا الجيل الذي يبحث عن حريته واستقلاله ودوره في الحياة .

ويبقى الإيمان بحتمية الانتصار أقوى من كل المتغيرات والظروف القهرية التي تحيط بجيل النكسة وبرغم من كل آلام النكبة والتشرد والمعاناة الا ان الكل يؤمن بحتمية الانتصار ويستعد للتضحية والفداء، وان من يناضل من اجل الحرية والكرامة سيعيش يوما مرفوع الرأس وسيرفع شبل من أشبال فلسطين علمنا الفلسطيني خفاقا فوق ربوع ومازن القدس شاء من شاء وأبي من أبي والنصر لثورتنا ولشعبنا العظيم الذي يقود الدولة إلى التحرير، ومن نصر إلي نصر، وإنها لثورة حتى النصر.

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]