الإخواني المغربي أحمد الريسوني: موريتانيا "مغربية و وجودها خطأ" ... منذ متى؟

اثنين, 15/08/2022 - 16:32

قال القيادي الإخواني المغربي أحمد الريسوني، رئيس اتحاد علماء المسلمين، الذي يضم أبرز فقهاء التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، إن موريتانيا مغربية و وجودها خطأ بحسب تعبيره
وقال الريسوني خلال محاضرة أخيرة له «إن أي موريتاني له عمق ديني وتاريخي يعتبر نفسه مغربياً».
وأكد في محاضرته «أن موريتانيا طارئة، للأسف، والناس الذين عندهم أصالة في موريتانيا يعتبرون أنفسهم مغاربة».
و قد ووجهت تصريحات الريسوني بردود فعل غاضبة من مختلف مثقفي وسياسيي موريتانيا.
ويبدو أن الريسوني نسي أن الحدود الحالية بين الدول العربية والإسلامية طارئة مع عهد الاستعمار وأن المغربي والشنقيطي والجزائري والتونسي كانوا يعبرون من بلد إلى بلد بأسمائهم وصفاتهم "الفاسي، الشنقيطي، الوهراني، القيرواني، الطرابلسي، إلخ ..." دون أدنى عقبة.
ولو أنصف التاريخ لكان كل من خضع لحكم المرابطين شنقيطيا موريتانيا حيث أسسوا قوتهم وملكهم في جزيرة "تيدره" الموريتانبة ثم توغلوا في الجزائر إلى حدود ممالك أبناء عمومتهم ثم ملكوا المغرب والأندلس.
وأعتقد أن تقسيم الصحراء الغربية وقبول موريتانيا بداية السبعينيات بجزء منها كان خطأ تاريخيا فادحا ثم جاء الخطأ الأكبر بعد انقلاب 1978 حين تخلى حكام موريتانيا الجدد عن ذلك الجزء الغالي من موريتانيا وانسحبت منه قوات موريتانيا لأسباب مختلفة، لكن من يبصر ويسمع ويعقل يدرك جيدا أن لا شيء يجمع البيظان الصحراويين بالمغاربة، لا اللهجة ولا الزي، الذي تحدث عنه الريسوني، ولا العادات والتقاليد ...، فأي شيء يمغرب الصحراء أحرى موريتانيا بكل مكوناتها وإثنياتها.
ليس من الحكمة التحدث عن تبعية بلد لشقيقه، خاصة إذا كان ثمة تباين كبير في أشياء كثيرة، لكن لو تحدث الريسوني عن وحدة الشعب العربي المسلم وضرورة توحيد الأمة واصطفافها في وجه الأطماع الخارجية لرحب الجميع بحديثه خاصة في وجه التغلغل الصهيوني في المنطقة ومحاولة شذاذ الآفاق الصهاينة التفرد بكل قطر عربي مسلم على حدة لننسى الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويصبح الكيان الصهيوني بديلا طبيعيا عن فلسطين؟!
على أمثال الريسوني أن يعوا ما يقولون، وأن يدركوا أننا في عصر مختلف ومع ذلك فإننا لا نحمل الشعب المغربي الشقيق تبعات تخريفات إخواني لا يعي خطورة ما يقول، فمثل هذه التصريحات المسيئة مدعاة للتفرقة وزرع الشقاق والخلاف بين الأشقاء وهو ما لا يمكن لمغربي "مرابطي" مسؤول أن يتبناه.
وأخيرا لنبحث في مستقبل الأمة وفي التعاون المثمر بين الأشقاء ولنواجه الأطماع الصهيونية في المنطقة والتحديات التنموية الكبرى، في مغربنا العربي الكبير، الذي يقف حيث هو منذ إعلانه أواخر الثمانينيات.

من صفحة "أحمد الشنقيطي" على فيسبوك.