الحكومة الجديدة واختبار تامشكط

سبت, 02/04/2022 - 16:36

عبد الله شيخنا - تامشكط (خاص/ التواصل)
فشلت الحكومة السابقة في تغيير الواقع إلى الأفضل أو المعقول، وكنا نقيس مدى فشلها بحجم المعاناة والفساد في تامشكط كساكنة، و هي المقاطعة التى شكلت اختلالات بقيت عصية على الدولة وعلى الإدارة وحتى المنتخبين.
لن نتكلم في وزارة التجارة فقد فشلت على العموم.
فشلت وزارة الثقافة في إطلاق أي تظاهرة ثقافية في تامشكط رغم وجود ممثلية لها سابقا وعمالا مكتتبين  باسمها و في وقت لا يوجد فيه مقر لها وهو ما شكل هدرا لأموال الدولة ومحسوبية وتوظيفا لا محل له من الإعراب، فهل سيتغير الوضع مع الوزير الجديد أم أن الحلم لا يزال بعيد المنال ؟.
فشلت وزارة الصحة، فبعد افتتاح المركز الصحي الوحيد  في المقاطعة ككل، لا تزال النقاط الصحية الأقل عدة وعتادا وكادرا بشريا أكثر استقطابا للمرضى، كما أن المركز شهد تسيبا بذهاب عماله مثل طبيب المركز والقابلة وعدم حضور طبيب الأسنان، ودونما حسيب أو رقيب، رغم علم الوزير بالموضوع، فهل سيتغير الوضع أم أن وزير الثقافة السابق الذي لم يستطع تنظيف وزارته من العمال المكتتبين و غير المداومين هنا في تامشكط سيستطيع تطبيق القانون في المخالفين وتصحيح وضعية المركز الصحي؟ المنطق يقول غير ذلك ولكن اليوم لم يعد هناك حكم للمنطق !!.
وزارة الزراعة فشلت هي الأخرى، فأكثر من 43 تعاونية زراعية لا يمكنها توفير  50 كلغ من مختلف الخضروات، ورغم أنه كان مقررا أيضا بناء عشر مشتلات للاتحادية لم تبنى منها سوى واحدة فأين ذهبت البقية؟  
واليوم لا يوجد في المقاطعة المركزية مشروع زراعي واحد ناجح، فهل سينجح الوزير الجديد أم أننا سنشاهد البعثات في التلفاز ولا نرى لهم أثرا في الواقع ؟.
فشلت وزارة البيطرة فلا نزال الى اليوم نأكل اللحوم المذبوحة في الشارع وليس في المسلخ البلدي غير الجاهز.
إذا كانت الحكومة جادة فعليها تنظيف وزاراتها من العمال المكتتبين، والذين لا يقدمون أي خدمة، وإستبدالهم بمن هم موجودين ميدانيا وأحترام العمل وأوقات الدوام.
تامشكط مثال للمحسوبية، فكل وجيه وسياسي وإطار له نصيب من المكتتبين في المؤسسات الخدمية وأما البقية فلا حقوق ولا فرص وحتى وإن كانوا أكثر كفاءة والتزاما.
تبقى تامشكط نموذجا لعدم الشفافية فأغلبهم موظفون مجهولون يتقاضون رواتبهم دونما وجه حق ودون أي مردودية ونتمنى أن تفرض الدولة على كل مؤسسة تعليق أسماء عمالها على واجهتها وإلزامهم بالعمل او التفرغ.
نعم سيتضح قريبا إن كان ثمة إرادة للإصلاح وسنبلغ كل وزارة بالاختلالات وسنرفعها للسيد الرئيس عند الضرورة فإما أن يتغير الوضع أو نستسلم للقدر.