الشيخ ولد معط وبعثة UPR في توجنين... سر نجاح الخطابات وحسن تسيير التناقضات المحلية

ثلاثاء, 01/06/2021 - 16:46

(( في شيكاغو بالولايات المتحدة  الأمريكية سنة 2000، ردّ مدرس بالمرحلة الإعدادية على تعليق مناهض للمعلمين صدر من أحد المحامين، عندما قال:"من يستطيع أن يقدم شيئا، يفعل، ومن لا يستطيع، يُعلّم".

فجاء ردُّ المدرس: "هل تعلم ماذا أفعل؟"!  وتابع قائلاً: "أنا أجعل الأطفال يعملون بجد أكثر مما توقعوا، ويمكنني أن أجعل تلميذاً حقق مستوى ضعيفا يشعر وكأنه أحرز وسام الكونغرس الشرفي، وبإمكاني أيضا أن أجعل تلميذاً أحرز مستوى متفوقا يشعر وكأنه لم يحرز شيئا"...وأضاف، التعليم مهمة سامية بالنسبة لي، وليس عملا يُحكم عليه من خلال الأجور...)).

وفي سنة 2021 خلال مهرجان الفرع رقم 1 في قسم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في توجنين وقف أستاذ التعليم الفني الشيخ ولد معط خاطبا أمام جمهور حاشد من مختلف الأجناس والطبقات...

كان هذا الأستاذ يرأس بعثة حزبية لشرح مخرجات المؤتمر الثاني لحزبه UPR الذراع السياسي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث يتعين عليها ذكر إنجازات الحكومة وتقييم أداء قطاعاتها الخدمية وتعديد مشاريعها المنجزة والمبرمجة.

ومن مهمتها أيضاً بل من أهم مضامين هذه المهمة الإفصاح عن اهتمامات رئيس الجمهورية والتذكير بأولويات إستراتجيته التنموية التي يأتي في طليعتها الانفتاح والتسوية السياسية وإصلاح التعليم.

أما قصة هذا الخطاب وحكايته فترويها لحظات من استخدام المهارات المكتسبة والملكات الفطرية امتزجت معاً لتعبر عن:

- صفات الخطيب المفوه في ترجمة ما يَعْتَمِلُ بعقل ووجدان الإنسان المشحون بالسخط الإيجابي على واقع القطاع الذي يرى فيه  - حصرياً - طوق نجاة مجتمعه ووطنه، "قطاع التربية والتعليم"... مع حوافز الانسجام والتلاقي في القناعة بإرادة رئيسه مع قيادة حزبه.

- التحلي بنفائس لو لم تكن أكثر وضوحاً وأعمق رسوخاً في ذات هذا الإطار الكفء بتجربته، الألْمَعِي في شخصيته لما تمكن من إحداث ذلك التفاعل مع الجمهور والفاعلين على حد سواء... فجَمْعه بين هذه المميِّزات الشخصية كان سبباً في امتلاك المقدرة على التواصل اللفظي واللغوي المسموع أثناء تواصله مع أفراد و جماعات الحشد لتصنع تأثيراً إيجابياً لدى مستمعيه وتقنعهم بفكرٍ جديد يحملهم معه على استيعاب مضمون رسالته وتغيير سلوكهم المألوف و نظرتهم المعتادة إلى ما تُقَدِمه البعثات من التزامات ووعود.

- مستوى الحنكة السياسية والفطنة واللياقة الأخلاقية، والموضوعية في الأسلوب والممارسة، كلها قيم مكنت بعثة توجنين من بَثِّ رسالة الحزب في كل بيت وأن تُفاجئ كل المراقبين بإنجاز مهمتها على أكمل وجه من دون أبسط خلاف داخلي أو أي خدش في صورة الحزب الذي كان يعيش في توجنين حالة استثنائية بعد استحقاقات 2018. 

نعم،  لقد استطاع فريق بعثة توجنين أن يعزز آمال وثقة  مناضلي حزب الاتحاد UPR والمواطن في توجنين عموماً في برنامج وتعهدات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وأن يُمكن لسياسات الحزب من جديد في هذه المنطقة التي ينعدم فيها دور المنتخب الجمهوري مطلقاً، فلا نائب ولا عمدة ولا مسئول سامي وصي تلجأ إليه القواعد الحزبية المحلية سوى ذلك الدور الذي تلعبه رئيسة جهة نوكشوط والذي تستفيد منه قواعد الحزب في عموم نواكشوط.

 

مولاي ادريس م ا