الدكتور مولاي امحمد ولد مولاي إدريس لــ "التواصل": لم تصل بلادنا مرحلة ذروة انتشار كورونا لأن الحالات النشطة في تزايد

ثلاثاء, 16/06/2020 - 22:38

قال الدكتور الطبيب مولاي امحمد ولد مولاي إدريس، في مقابلة مع "التواصل"، إننا في موريتانيا لم نصل حتى الآن مرحلة ذروة انتشار فيروس كورونا المستجد، مبينا أن انتهاء مرحلة الذروة يُعتمد وفق إجراء حاسم و هو "عدد الحالات النشطة"، أي أن يستمر عدد الحالات التي لا تزال مصابة بالفيروس في الارتفاع حتى يصبح عدد المرضى الذين يتوفون أو يتعافون كل يوم أكبر من عدد الإصابات الجديدة، بمعنى أنه عندما تقل عدد الإصابات الجديدة عن عدد المتوفين أو المتعافين في أحد الأيام، فهذا يعني هبوطا في عدد الحالات النشطة، وبالتالي يبدأ معدل الحالات المصابة يقل، وهو ما يعني تسوية منحنى الحالات النشطة ثم هبوطه.

وأوضح الدكتور مولاي امحمد أن الإجراء الأنجع لمواجهة انتشار الفيروس هو إتباع الإجراءات الاحترازية لأن ذلك هو الحل الوحيد لمواجهة تفشي فيروس كورونا، كما دعا للتغذية الجيدة وخاصة بالأغذية التي تحتوي على فتامين (س) وفيتامين (د) بوصفها الأفضل لتقوية جهاز المناعة.

وقال الدكتور مولاي امحمد إنه "ينبغي لجميع الأشخاص، ‏أيا كانت أعمارهم، التماس العناية الطبية فوراً إذا ‏أصيبوا بالحمى و/أو السعال المصحوبين بصعوبة في ‏التنفس/ ضيق النفس وألم أو ضغط في الصدر أو ‏فقدان القدرة على النطق أو الحركة".

وهذا نص الحوار:

أجرى الحوار: علواته فاضل

-----------------------------------

التواصل: هل من تعريف موجز عن فيروس كوفيد 19 وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه؟

د. مولاي امحمد: مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا.

ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019. وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.

وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في ‏الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وتشمل الأعراض ‏الأخرى الأقل شيوعاً، ولكن قد يُصاب بها بعض ‏المرضى مثل: الآلام والأوجاع، واحتقان الأنف، ‏والصداع، وألم الحلق، والإسهال، ‏وفقدان حاسة الذوق أو الشم، وظهور طفح جلدي ‏أو تغير لون أصابع اليدين أو القدمين.

وعادة ‏تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ بشكل تدريجي. ‏ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن يشعروا إلا ‏بأعراض خفيفة جداً، ويتعافى معظم الناس (نحو 80%) من المرض دون ‏الحاجة إلى علاج خاص. وتزداد مخاطر الإصابة بمضاعفات وخيمة ‏بين المسنين والأشخاص المصابين بمشاكل صحية ‏أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والرئة ‏أو السكري أو السرطان.

وينبغي لجميع الأشخاص، ‏أيا كانت أعمارهم، التماس العناية الطبية فوراً إذا ‏أصيبوا بالحمى و/أو السعال المصحوبين بصعوبة في ‏التنفس/ضيق النفس وألم أو ضغط في الصدر أو ‏فقدان القدرة على النطق أو الحركة.

ويمكن أن يلتقط الأشخاص عدوى كوفيد-19 من أشخاص آخرين مصابين بالفيروس. وينتشر المرض بشكل أساسي من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي يفرزها الشخص المصاب بكوفيد-19 من أنفه أو فمه عندما يسعل أو يعطس أو يتكلم. وهذه القطيرات وزنها ثقيل نسبياً، فهي لا تنتقل إلى مكان بعيد وإنما تسقط سريعاً على الأرض. ويمكن أن يتلقط الأشخاص مرض كوفيد-19 إذا تنفسوا هذه القُطيرات من شخص مصاب بعدوى الفيروس. لذلك من المهم الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل (3 أقدام) من الآخرين. وقد تحط هذه القطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، مثل الطاولات ومقابض الأبواب والسلالم. ويمكن حينها أن يصاب الناس بالعدوى عند ملامستهم هذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس أعينهم أو أنفهم أو فمهم. لذلك من المهم المواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون أو تنظيفهما بمطهر كحولي لفرك اليدين.

التواصل:  بم تنصحون المواطن في هذه الظروف الخاصة وما هي أنجع السبل لتفادي الإصابة بالفيروس؟

د. مولاي امحمد: يمكنك الحد من احتمالات إصابتك بعدوى كوفيد-19 أو نشرها باتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة:

- واظب على تنظيف يديك جيداً بفركهما بمطهر كحولي لليدين أو بغسلهما بالماء والصابون

- حافظ على مسافة متر واحد (3 أقدام) على الأقل بينك وبين الآخرين.

- تجنب الأماكن المزدحمة

- تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.

- تأكد من إتباعك أنت والمحيطين بك ممارسات النظافة التنفسية الجيدة. ويعني ذلك أن تغطي فمك وأنفك بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس. تخلص من المنديل بعد استعماله فوراً.

- إلزم المنزل واعزل نفسك حتى لو كانت لديك أعراض خفيفة مثل السعال والصداع والحمى الخفيفة، إلى أن تتعافى. اطلب من شخص آخر أن يحضر لك مشترياتك. وإذا اضطررت إلى مغادرة المنزل، ضع كمامة لتجنب نقل العدوى إلى الآخرين . 

- إذا كنت مصاباً بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس الرعاية الطبية واتصل بالرقم 1155.

التواصل: ما هي نصائحكم للمصابين بالفيروس وما هي أفضل حمية غذائية بالنسبة للمصابين وللوقاية بالنسبة لغير المصابين في مواجهة كورونا؟

د. مولاي امحمد: على المصابين بالفيروس، والذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، تتبع توجيهات وزارة الصحة بالعزل الذاتي على الأقل 14 يوما.

إذا كانت أعراضك خفيفة، من قبيل الكحة البسيطة أو الحمى الطفيفة، فلا حاجة عموماً إلى طلب الرعاية الطبية. إلزم المنزل واعزل نفسك وراقب أعراضك. واتبع الإرشادات الوطنية المتعلقة بالعزل الذاتي. ولكن إذا كنت تعيش في منطقة تنتشر فيها الملاريا أو حمى الضنك، فمن الضروري ألا تتجاهل أعراض الحمى. اطلب المساعدة الطبية بالاتصال على الرقم 1155. وعندما تتوجه إلى مرفق الرعاية الصحية ضع كمامة، وحافظ على مسافة متر واحد على الأقل بينك وبين الآخرين وتجنب لمس الأسطح المحيطة بيديك. وإذا كان المريض طفلاً، فساعده على الالتزام بهذه النصائح.

يجب بشكل عام تناول الكثير من الأطعمة الغنية بفيتامين (س) و(د) والحديد، لأن التغذية الجيدة تلعب دوراَ أساسياً، لاسيما في مقاومة العدوى الفيروسية التي تضعف الجسم كثيراً.

التواصل: موريتانيا أعلنت قبل شهرين تقريبا شفاء آخر حالات الإصابة المسجلة لديها والتي لم تتجاوز 8 حالات، لكن الفيروس عاد بقوة لتسجل بلادنا أكثر من 1700 إصابة جديدة في اقل من شهرين، ما هو تفسير هذه الحالة؟ وهل نحن في بداية ذروة انتشار الفيروس أم في نهايتها؟

د. مولاي امحمد: التفسير لهذه الحالة هو للأسف عدم التزام بعض المواطنين بالإجراءات الوقائية وخاصة التجمع في الأماكن المغلقة والمناسبات الاجتماعية، وعدم غسل اليدين بانتظام وعدم طلب الرعاية الصحية عند ظهور أعراض المرض وهذا ما نفسره بالحالات المجتمعية الكثيرة، وكذلك المتسللين الذين يختلطون بالأشخاص غير المصابين...

لا يزال الوباء لم يصل إلى ذروته بعد. فالإعلان عن انتهاء الذروة يعتمد على إجراء حاسم آخر هو "أن يستمر عدد الحالات النشطة"، أي عدد الحالات التي لا تزال مصابة بالفيروس، في الارتفاع حتى يصبح عدد المرضى الذين يتوفون أو يتعافون كل يوم أكبر من عدد الإصابات الجديدة.

بمعنى أنه عندما تقل عدد الإصابات الجديدة عن المرضى المتوفين أو المتعافين في أحد الأيام، فهذا يعني هبوطا في عدد الحالات النشطة، وبالتالي يبدأ معدل الحالات المصابة يقل، وهو ما يعني تسوية منحنى الحالات النشطة ثم هبوطه.

التواصل: يقال إن الفيروس لم يعد قويا ولا شرسا كما كان في بدايات ظهوره، هل ذلك صحيح وكيف؟

د. مولاي امحمد: لا يوجد حاليا أي دليل يدعم نظرية أن الفيروس فقد قوته، على الرغم من الدراسات الجارية لمعرفة مدى صحة ذلك..

التواصل: حالات الوفيات لدينا مرتفعة، لكن اغلب المتوفين بالفيروس لم يدخلوا المستشفيات ولم يخضعوا للعلاج، بم تنصحون المواطنين والسلطات لتفادي تسجيل وفيات أكثر؟

د. مولاي امحمد: على المواطنين الذين يشعرون بالأعراض المذكورة آنفا أن يتصلوا على الرقم 1155 و أن لا يستمعوا للإشاعات التي لا أساس لها من الصحة، فالمستشفيات مجهزة بأجهزة التنفس والأدوية اللازمة لمواجهة الحالات المعقدة ومضاعفات المرض.

التواصل: أعادت دول بينها الكويت وتركيا أجهزة فحص عن الفيروس الى الصين بحجة انها تالفة وغير دقيقة، وهو ما لاحظه مسؤولون في قطاع الصحة هنا قبل ان يعدلوا عن رأيهم، هل تعتقدون ان هذه الأجهزة سليمة ودقيقة ؟

د. مولاي امحمد: أوضح وزير الصحة أن الصين قدمت مساعدات طبية، "من ضمنها أجهزة فحص غير صالحة" وعزا أسباب ذلك إلى "ظروف الحفظ وخصوصا درجة الحرارة اللازمة" ولكن تم التغلب على تلك المشكلة باستبدالها بأجهزة جيدة تحت رقابة خبيرين في الوزارة وخبراء دوليين تابعين لمنظمة الصحة العالمية.

التواصل: ما هو الفرق بين الفحوص السريعة والفحوص المخبرية من حيث دقة النتائج ؟

د. مولاي امحمد: يعتمد الفحص السريع على الكشف عن الأجسام المناعية المضادة ( IgG ) و ( IgM ) في عينة الدم لتحديد هل أن الشخص قد أصيب بالفيروس وربما تَحصّل على بعض المناعة ضده.

اختبار "PCR" وهو يعرف بفحص "تفاعل البوليميراز المتسلسل"، ويعد من أكثر الفحوصات التي تجريها المستشفيات ليحدد سلالة الفيروس الموجود في جسم الإنسان، ويستخدم هذا الفحص لكشف عدة فيروسات سواء أكانت تلك المرتبطة بالأنفلونزا أو حتى نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والفيروسات المعوية، والفيروسات المرتبطة بالجهاز التنفسي، والتي من بينها (كوفيد - 19) أو كورونا.

التواصل: ماذا تقترحون على السلطات واللجنة الوزارية بخصوص الإجراءات الاحترازية، هل يتم تشديدها ام تخفيفها؟.

د. مولاي امحمد: يجب تشديد الإجراءات الإحترازية وخاصة عدم السماح بالمناسبات الاجتماعية والتجمعات غير الضرورية، وإجبارية ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العمومية المغلقة مثل المكاتب و الأسواق...الخ.

التواصل: يتهم نشطاء ومراقبون السلطات الصحية واللجنة الوزارية بالتقصير حيث لا تتوفر فرق طبية مخصصة لمرضى الفيروس في كل مقاطعة وخاصة في المدن التي ينتشر فيها الفيروس، كما يتهمونها بإهمال المرضى والمحجورين، فهل يعني ذلك وجود حالة ارتباك لدى هذه الجهات، وما هي الخطة المتكاملة التي ترونها انسب لمواجهة كوفيد 19 في بلادنا؟

د. مولاي امحمد: شخصيا لا أعتقد أن هناك تقصيرا و لا ارتباكا، و لكن الجائحة لا يمكن السيطرة عليها مائة في المائة وهذا ما تلاحظونه في أقوى دول العالم وأكثرها تطورا من حيث النظام الصحي،

أطرنا الصحية، بالرغم من ظروف الأطباء وعمال الصحة المادية والمعنوية، يبذلون أقصى جهودهم ليلا ونهارا في التصدي لهذا الوباء العالمي.

التواصل: هل لديكم ما تودون توجيهه للرأي العام ؟.

د. مولاي امحمد: أود أن أتقدم بطلب لجميع المواطنين وهو أن يفهموا أن نظامنا الصحي ليس من الأنظمة القوية، والدولة تعاني من نقص شديد في الأطباء والذين هم الحصن بينكم وبين الفيروس، فلتساعدونا بتطبيق الإجراءات الوقائية لكي نحمي وطننا وخاصة أهلنا من كبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة، ونحمي أطرنا الصحية من أطباء وممرضين...

التواصل: شكرا جزيلا