نشر الفكر الإخواني علنا في موريتانيا ... ما ذا يعني إلقاء "الداعية" "المفكر" محمد غلام محاضرة بعنوان "ما ذا يعني انتمائي للإسلام" ؟

جمعة, 10/01/2020 - 22:53

يعني أنه يقدم فقرات من كتاب "ما ذا يعني انتمائي للإسلام" للمنظر الإخواني فتحي يكن، ويعتبر الكتاب من مراجع الإخوان التي يعتمدون عليها في  جذب وتربية الأفراد الجددوهذا يظهر أن فكر الإخوان ينشر علنا في منبر الجمعة " لقاء الإخوان".

(ماذا يعني انتمائي للإسلام؟»، عند قراءة هذا العنوان على غلاف أحد الكتب، فأول ما يخطر ببالك هو الدين الإسلامي، بشرائعه وتعاليمه، أو قصص النبي –صلى الله عليه وسلم- التي تستخرج منها العبر والسنن، ولكن عندما يكون مؤلف الكتاب فتحي يكن (المنظر الحركي للإخوان)، ستكتشف أن العنوان الحقيقي هو:«ماذا يعني انتمائي للإخوان؟) وليس للإسلام.

وعند البحث عن الكتب التي يدرسها «الإخوان»، تجد كتب فتحي يكن في الصدارة منها، ككتبه «ماذا يعني انتمائي للإسلام»، و«أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي»، و«المتساقطون على طريق الدعوة»، وهي جميعها كُتب تحظى باهتمام كبير من قبل أعضاء الحركة، وأثرت في فكرهم ووعيهم، لذا تجد أنه بمجرد انتمائك إلى الإخوان، أن أول كتاب تحصل عليه -كهدية فى بعض الأحيان- هو «ماذا يعني انتمائي للإسلام».

ويعتمد الكتاب على «دس السم في العسل»، فبعد أن يتحدث «يكن» عن الإسلام، وكيف يكون الإنسان مسلما حقًّا، وعن الإيمان القلبي والعقلي، ينتقل في القسم الثاني من الكتاب لأفكار سيد قطب في أوضح صورها، من تكفير واستعلاء واحتكار للدين، وقصر الإسلام الحق على أعضاء الجماعة، مبررًا ذلك بأن المسلم الذي يكتفي بالعبادات هو مسلم قاعد لا يؤدي الفريضة التي خُلِقَ من أجلها، يتخلف عن واجبه كمسلم، وهو ما قاله حسن البنا، في رسائله، عن المسلم القاعد والمسلم المجاهد، وكيف أن دروب العبادات ليست هي المرجوة من الإسلام...).

لكن المفارقة العجيبة أن كتب فتحي يدرسها الإخوان منذ عقود، ويجهل من ينتمي إليهم أن فتحي يكن لم يفارق الدنيا حتى خرج من الإخوان، وكان من أشد منتقديهم، عبرت عن ذلك وصيتهالمعنونة ب "ليت قومي يعلمون"والتي سأنقلها هنا فحذافيرها تبصرة وذكرى:

الى إخوتي في الجماعة، الى الشيخ فيصل مولوي الأمين العام و أعضاء مجلس الشورى واعضاء المكتب العام وجميع الأخوة المسؤولين في مؤسسات الجماعة وأجهزتها المختلفة. أخاطبكم اليوم من موقع غير المواقع التي كنت اخاطبكم منها، حيث لم يلق خطابي يومذاك اي استجابة منكم! ولعلكم تصغون اليوم و تستجيبون الى ما كنتم عنه معرضين، وفي ذلكم فلاحكم ونجاحكم وتوفيقكم في الدنيا والآخرة، وفي غيره تعثركم و فشلكم وخسارتكم، والله أسال ان يلهمكم الأولى و ينأى بكم عن الثانية.

أزمة قيم وزغل نفوس: لكم حاولت ان ابين لكم ان ما اصابنا انما هو نتيجة لزعل في النفوس و ازمة في القيم ، و كنتم تصرون على غير ذلك و تعيدون الامر الى غير ذلك و لكأنكم كنتم تراهنون على الأخذ بالرؤية السياسية لا بالرؤية الشرعية. ان من كبريات مشاكلنا أننا بتنا نقرب الموالين ولو كانوا أشقياء ونبعد المعارضين ولو كانوا أتقياء، و أرجو ان لا تغضبوا من صراحتي فلقد كنت حريصا على مخاطبتكم بها في حياتي ، فكيف بعد مماتي و من دنيا الحق التي انتقلت اليها! عمدتم الى اختصار الدعوة في نفر منكم، فكان أن ضاقت دائرة الكفاءات من حولكم و ابتليتم بالفقر في الرجال و الكفاءات، ولكم كانت كثيرة ونوعيّة. مشيتم بالريبة في اخوانكم السابقين و المؤهلين و المبدعين و الكبار، حتى انه لم يبق واحد من هؤلاء الا ورسمتم من حوله علامات استفهام، والمهم ان تبقى علامات الاستفهام بعيدة عن ملعبكم! فأسقطتم بذلك معظم القيادات السابقة من أعضاء مجالس الشورى و المكاتب العامة و الإخوة العاملين وغيرهم! عاقبتم من أحسن الى الجماعة و أحسنتم الى من أساء اليها، بل إنكم شجعتموه على الإساءة حتى استمرأها و امتهنها، بالرغم من انكار الكثيرين هذا الصبيع عليكم! وعدتم بالإصلاح و أخلفتم في وعدكم، وكان همكم تنفيذ حرفية النظام و التشبث بالمواقع و كان يؤدي ذلك الى استمرار الأزمة والى استفحالها! كانت الجماعة أمل أهل السنة و الجماعة في لبنان و خارجه، و محل إحترام و تقدير غير المسلمين، وكان أعداء الاسلام يحسبون لها ألف حساب، فكيف هي اليوم في نظركم، وكيف هي في نظر الآخرين؟ ولعلكم ترون أنها على خير ما يرام! إن سوء تعاملنا مع السياسة، وسوء تسخيرنا للنيابة أو تسخيرها لنا، شكلا بؤرة العلل في بنيتنا التنظيمية، و أحدثا خللا لا يتصور في ما يسمى ( توازن وأوليات الاهتمامات) وانعكس ذلك مباشرة على أدائنا التربوي و الدعوي: فذبلت محاضننا التربوية، وفجع الإخوة بظهور حالة انفصام كبيرة بين قولنا وفعلنا ... فكفر البعض بالسياسية والسياسيين والنيابة والنواب، فيما يئس البعض الآخر و تراجع الى أن اختفى عن مسرح الدعوة دون أن يشعر به أحد، أو يسأل عنه أحد! و كان من الطبيعي أن ينعكس ذلك كذلك على حركتنا و نشاطنا الدعوي، الذي هو مبرر وجودنا، وملاك أمرنا، فغدونا دعوة من غير دعاة و حركة بدون حركيين، واستمر هذا الأمر حتى كتابتي هذه السطور!

أخيرا... لكم أن تستجيبوا أو لا تستجيبوا، وأملي أن تكون الأولى، فتعيدوا النظر في كل شيء. و في أنفسكم أولا ... في تقواكم و صدقكم مع الله ... في اخلاصكم لله ... في اقبالكم على طاعته ... في ادباركم عن معصيته، في احياء فريضة الحسبة، وسنة الثواب و العقاب،فيما كسبتم ووردكم من أموال ونعم، في كيفية وصولها و إنفاقها، وفيما هو مال عام وآخر غير عام، فيما هو لكم و ما هو محرّم عليكم، في مسؤوليتكم عن اخوانكم البعيدين و المبعدين، فالله يسأل عن عشرة ساعة ... إن كنت أسأت فسامحوني، وما قصدت إلا الإصلاح، والدين النصيحة، و لئن أغضبكم كلامي ، فغضب الله أكبر وسخطه أعظم و أخطر... أسأل الله تعالى أن يغفر لي و لكم ، و يجمعني بكم في الفردوس الأعلى، في صحبة سيد الأنبياء و المرسلين ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا قد بلغت ... اللهم فاشهد ... و وفق و سدد ... و حسبي الله و نعم الوكيل. أخوكم الطامع بعفو ربّه: فتحي يكن.

وإذا كان فتحي يكن يخاطب بهذه النصيحة جماعة الإخوان المسلمين في لبنان، فيعلم الله، وكل من انتمى إلى الجماعة يوما أن الجماعة في لبنان لا تختلف مثقال ذرة عن الجماعة في موريتانيا، كما بلوتها وعشت معها سنين عددا، وربما لا تختلف عن الجماعة في مصر والشام والخليج...

http://nada3abdo.blogspot.com/2009/11/blog-post_08.html

 

عبد الله ولد محمد لوليد