العرب و نظرية المؤامرة

اثنين, 10/06/2019 - 19:44

الأوائل,  أرقام قياسية عالمية  , أغلي غرف فنادق في العالم, الغرف المطلة علي الحرم , و أهل مكة أهل كرم و ضيافة, وهم خدام ضيوف بيت الرحمن, فكيف يستقبلون العالم بهذا الغلاء ؟ أين  التعاضد والتراحم و والرفق بالمسلمين ؟  وهل " لبيك اللهم لبيك " هي تلبية لحصد المال و فتاة الدنيا  ؟  ــــ أطول قطار  في العالم  يوجد بموريتانيا لنقل الحديد الخام  ـــ  أطول برج يوجد  بدولة الإمارات  ـــ  أطول راية   ـــ   أكبر قاعة حفلات أعراس  ــــ أضخم وجبة غذاء ( أكبر قصعة أكل )  ــــ أطول ميدان سباق هجن في العالم  ـــ  أول مسابقة جمال للماعز في العالم أجمل معزة , أجمل تيس ,أقيمت في بلد عربي  ـــــ أكبر محمية صقور في العالم  ـــ أكثر الأسر في العالم سيارات هي الأسر العربية , كل فرد بسيارة  ـــ أكثر أطفال في العالم يمتلكون جوالات , الأطفال العرب , كل طفل بجوال  ــــ  أكثر الموظفون تغيبا عن أوقات الدوام , أكثر إجازات  طبية, الأوائل عالميا في السفر و الترحال و كثرة العطل السنوية هم العرب , فمن وراء كل ذلك ؟

أما الغرب فقد اعتمدوا الآية : "  و أعدوا لهم ما استطعتم  من قوة " فكانت أرقامهم القياسية كالتالي:  أكبر بارجة حربية , أضخم دبابة  , أسرع مقاتلة , أفتك قذيفة انشطارية  , أذكي تطبيق الكتروني , أضخم طائرة ركاب , أفضل منظار أشعة طبي , أحدث علاج للأورام السرطانية , أول روبوت بشري .....

مؤامرتهم أم مؤامرتنا ؟, أن يكون الرئيس العربي هو أغنى رئيس في العالم , الملك العربي هو أغنى ملك في العالم , الأمير العربي هو أغنى أمير في العالم , وزير النفط العربي هو أغنى وزير نفط في العالم , وزير المالية العربي هو أغنى وزير مالية في العالم , أغنى  قائد أركان في العالم , عربي , أغني ضباط سامون في العالم ,عرب  ,  ــــ  أغني رجال أعمال  , الأوائل من حيث المال في العالم كلهم من العرب , و و

هل من مؤامرتهم , أن يكون العرب هم أكثر الأمم علي منابر الجمعة حثا علي الزهد في الدنيا و في نفس الوقت يكونوا أكثر الشعوب تنافسا حاكما و محكوما علي المال و الثراء  , هلع منقطع النظير عند العرب علي المال , وزهد في الدنيا عند الغرب حكام بسيارات بسيطة ومنازل عادية , مفارقة كبرى و الإسلام  دين العطاء و الإنفاق و الزهد , فمن يا ترى أصحاب المؤامرة ؟

الحكم , المعادلة  : العسكري العادل هو أحق شخص في العالم لقيادة الأمم  " ان وجد "  و إلا  فان أي مدني و لو كان مجنونا فهو أرحم  , فالعسكر الذين لا تتوفر فيهم مواصفات قائد الجيش الخليفة عمر بن الخطاب  لا يصلحون لقيادة الشعوب فهؤلاء خلطوا العسكرية بالتجارة بالشركات وطغوا في الأرض فسادا بالمال و السلاح و الوحدات و تسلطوا و قتلوا ونكلوا , فليسوا مؤهلين لقيادة الشعوب  وان تظاهروا بالإخلاص و الولاء للوطن فلا يصلحون للحكم فقد خرجوا عن مسار العسكرية الحقة وانهمكوا في جمع المال و الصفقات في الخفاء و أمام أعين الناس يتظاهرون بالإخلاص و الاهتمام بمصالح الناس وتدشين مشاريع البلاد .

المبالغة في تجريم الإخوان  ، وماذا عن الآخرين ؟ , كلهم  في خندق واحد , فالكل يريد الحكم و لا شيء سوى الحكم , العقل العربي مسكون بالحكم , بقايا ثقافة قديمة "  علاقة الراعي بالقطيع " , خلط الإخوان السياسة بالدين ،  وحاولوا  التسلق علي ظهور الناس  للوصول للحكم , جريمة , مثلهم الآخرون فقد خلطوا السياسة بالعلاقات الاجتماعية واستغلوا عواطف الناس وأكلوا المال العام وضيعوا الحقوق وغيبوا العدالة و بثوا  الرعب و الخوف و كله لأجل الحكم ولا شيء سوى الحكم , جريمة كذلك

كان الناس  في أمان و رغد عيش و اطمئنان و اليوم  خيم الرعب و ثقافة الخوف و أصبح العيش في  البلدان العربية لا يطاق, التنصت علي الهواتف, الاطلاع علي أسرار البيوت ,  مراقبة الأسفار و عدد الرحلات و الزيارات , كاميرات و ترصد مكالمات , صاحب ذلك ظهور ثقافة جديدة  هي " ثقافة المن علي الشعوب بالأمن و الاستقرار " و كأنه في جيوب مدعيه ــ الكون عليه حفظة كرام  ــ  و أصبح خطاب محاربة الإرهاب  مطية لممارسة الطغيان و الظلم ,  فمن الذي دفع العرب للظلم و الطغيان و الاستبداد ؟ الغرب ,  فلماذا لا يمارسونه علي أرضهم ؟  أم أنها جريمة العرب وعقدتهم و تهربهم المستمر من عيوبهم بإسقاطها علي الأخر .

" اذا أسند الأمر لغير أهله فارتقب الساعة " صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم , وبدأت المؤشرات مع مجيء الديمقراطية التي هي في الغالب : مسرحية لإبعاد العلماء والمفكرين والخيريين عن الحكم  لإتاحة الفرصة أمام أراذل الناس لكي يقودوا العالم ,  فمبدأ حق تزكية الصناديق , مبدأ لا يفرق بين رقاص و قاطع طريق و عالم مفكر , فهو تلاعب بمصير الأمم  , أما ديمقراطية الشورى الإسلامية التي تنطلق من الحي , ففي كل حي ثقات خيرون يعرفهم أهل الحي , في القرية كذلك خيرون معروفون في المدينة في المحافظة  في الإقليم  و هكذا حتي يتشكل مجلس امة من الأخيار لا من قطاع طرق و لصوص و أكلة المال العام فيختارون حاكما للبلاد , فمن الذي منع الأمة من منهج الخليفة عمر ؟  هل هم الغرب ؟

مسؤول حكومي رفيع المستوى لكنه يكذب مثل ما يتنفس، و المصيبة انه لا يشعر انه يكذب ،  أمثاله كثر, مناصب عليا  لكنهم يحدثون الناس كذبا " حتي يكتب عند الله كذابا " صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم , فمن أمرهم بذلك ؟ ولماذا يتفشي الكذب بين مسؤولي الدولة ؟  ودولة إيران الإسلامية ما الذي يمنعهم من إصدار قرار حكومي رسمي وتعميمه بين الدوائر الحكومية وفي الإعلام وعلي القنوات الفضائية بمنع سب أم المؤمنين عائشة والصحابة , وهكذا حتي يصدق العالم أن إيران فعلا هي دولة إسلامية , فالقاعدة المعروفة لدي كل مسلمي العالم أن من لا يحب أم المؤمنين عائشة  لا يحب النبي محمد صلي الله عليه و سلم  و من لا يحب محمدا  لا يحب الإسلام فما الذي يمنع حكومة إيران من إصدار قرار كهذا بمنع السب  وفرضه علي القنوات و داخل الحسينيات ؟  هل هو الشيطان الأكبر كما يسموه , هل هم الغرب ؟ , من إذا " أصحاب المؤامرة " ؟

العرب و الكذب , الحكام يكذبون ,  العلماء ينافقون و يجاملون في قول الحق و يروجون لثقافة الذل و الانبطاح حجتهم  طاعة ولي الأمر , والظلم في المحاكم العربية يتفشي جهارا , رشاوى  , ملفات تطوى  و أخرى تسحب مقابل مبالغ مالية و اخري يسرع الحسم فيها  ليزج بأبرياء " أكباش فداء " في السجون , السجون في البلدان العربية ملأى , عدد المساجين رقم قياسي , أصناف التعذيب في الصدارة عالميا , سوء المعاملات , فهل كل ذلك من مؤامرة الغرب ؟

وهذه السذاجة و "الوسطية الغبية " ,  اشربوا الخمر,  تحرروا  افتحوا  قاعات الرقص و السينما و أنواع المجون وصلوا في المساجد , اخلطوا بين هذا و ذاك فتلك هي الحداثة و الانفتاح و مسايرة العصر ,  والمذيعات في القنوات الفضائية عليكم بالعري و اللبس الفاحش ,  والمجتمع عليك بتقبل  الخلط بين الإنسانية و الدين و التراث , أصنام مع مساجد مع كنائس , حوار الأديان , مرحبا بالوثنية و الكهنوت و الدين و اللا دين , و آخرون خلطوا  بين السياسة و الدين , وآخرون خلطوا بين الطغيان و الدين , فمن وراء هذا وذاك ؟ وهل الغرب فعلا هم أصحاب المؤامرة؟

وتكييف نصوص الشرع ؟  فمن وراء التهافت عليه ؟ أصحاب المؤامرة أم علماء الأمة ، فلماذا يا علماء  ؟ أليس الأصوب تكييف العصر و لي أعناق مستجداته لمسايرة نصوص الشرع  ؟  معاملات إسلامية , البنوك  الإسلامية تتهرب من تملك السيارات وأنواع البضائع  مخافة الكساد , لكنهم مستعدون لخدمة الزبائن بالتحايل علي النصوص  و تملك البضائع مؤقتا  , الإسلام لا يرخص في التحايل أيا كان , فمن وراء هذا النهج ؟ أصحاب المؤامرة ؟ عجز في نصوص شرع الله  ؟  أم  هو بخل أصحاب البنوك و خوفهم وتهربهم من المخاطرة و الكساد ؟

الاسلام ليس بالسيف , ولا شيء  في الإسلام يفرض بالسيف , فلا الصلاة بالسيف , صلي ان شئت او لا تصلي ,  صم أو لا تصم  , حج أو لا تحج ,  فذاك شانك  , وحدها الزكاة لأنها  تتعلق بالشأن العام , ضريبة علي الميسورين ملزمين  باخراحها لتصرف علي مستحقيها  , أما العنف والفرض بالسيف , فهو نزعة عدوانية وظاهرة مرضية,  تخص أصحابها  و الإسلام براء منهم , فمن روج لمنطق السيف ؟ هل هو الغرب أم هو فهمنا الخاطئ للدين  ؟

تيارات , الطائفية الدينية , الدين للكل وليس من حق جماعة او حزب احتكاره و استغلاله و الزج به في سياسات لصالح جماعات , العنصرية , القومية الهندية , القومية اليهودية , القومية العربية  , التركية ,  الصينية , كل يغني علي ليلاه و يراها الأفضل , طرح متخلف , نزعة ذاتية أنانية , مرفوضة , أما الإسلام دين السماء فرسالته منذ البداية , سيدنا بلال الحبشي  من إثيوبيا , سلمان الفارسي  من إيران , صهيب الرومي من اسبانيا , حمزة بن عبد المطلب من الجزيرة العربية , رسالة واضحة للعالم , وأنه دين أمريكي , أوروبي , عربي , إسرائيلي , هندي , صيني , إفريقي , دين الكل و يرحب بالكل

تيار الدعوة للمساواة , المرأة بالرجل , المساواة بين البشر في الأصوات في الحقوق , مهزلة كبرى و جهل , وتنكر ورفض صارخ لقانون السماء  " سنة  التفاضل و الاختلاف " و قانون القوامة , قوامة البنية , الفكر , الدور , فكل ميسر لما خلق له , وإذا لم تكن قوامة و تفاضل واختلاف  , فلما تتعدد الأجناس وتتنوع الأدوار و المسؤوليات ... , الناس ليسوا سواء , البشر من آدم  و آدم من تراب  و التراب معادن و خير المعادن الذهب , فثمة نبلاء و أشراف و آخرون دون ذلك  و لا يليق بأي حال أن تتساوى الأصوات و التزكيات .

هل هي مؤامرتهم ؟ أن يمنع الشخص في حالة الطوارئ و الحالات المستعجلة من تلقي العلاج و الإسعافات الأولية ويترك ملقى في المستشفيات ينزف لأنه لا يمتلك المال أو لا يمتلك  أوراق ثبوتية , إقامة , تأشيرة, هل يمارس الغرب ذلك في بلدانهم ؟  أما دين الإسلام فإنه يمنع منعا باتا أن يعرقل أي شخص في حالة مستعجلة بغض النظر عن حالة إقامته أو إمكاناته المادية , ويعتبر رفض معالجة الناس في الحالات المستعجلة ,  بسبب فلوس  أو وضعية  أوراق , جريمة إنسانية ودينية و أخلاقية , وللأسف  الظاهرة معتمدة مطبقة فقط في مستشفيات العرب, فمن إذا أصحاب المؤامرة ؟

المعادلة الكونية الكبرى : " العدالة ,  الأمن " , فمن وراء الخلل " ؟ , الغرب ليس بريئ و لا أحد يروج لتبرئته أو تنظيف ملفه و تزكيته , و صراع الخير و الشر صراع أزلي قائم إلي أن يرث الله الأرض و من عليها ,  ولكن الخير ليس حكرا علي الشرق , كذلك الشر ليس حكرا علي الغرب , بل لابد من الاعتراف أن الغرب فيه خير وأنهم يطبقون جزءا كبيرا من الشريعة الإسلامية علي أرضهم , من احترام حقوق الإنسان و حقوق الحيوان و الحفاظ علي البيئة و احترام النظام  , و احترام خصوصيات الأفراد  و و ...

ومهما يكن فيظل الخير في الأمة , كما  " الخير معقود في نواصي الخيل إلي يوم القيامة " ما تمسكت الأمة بنهج الصادق الأمين صلي الله عليه و سلم , الذي هو الصدق و الإخلاص لله و استحضار رقابة الله  في ما يصدر من قول أو فعل , أما  مسرحية الإعلام وحب الظهور و الخطابات علي المنابر و التظاهر بالنزاهة و تنميق وتحسين السيرة الذاتية و إظهار للعالم الشخصية المثال , كل يسعي ليظهر أن ملفه نظيف , وأنه رجل صالح , مخلص لأهله و وطنه ثمة ملف آخر سري هو الأهم  , سيرة ذاتية أخرى , العرب اليوم أحوج للمصالحة مع الذات  وتصليح البيت من الداخل حتي تعود الأمور لمجاريها  فيتصدرون مجددا مكانتهم بين الأمم .

البشير ولد بيا ولد سليمان