ناصريو موريتانيا واليوم العالمي للقدس.....

سبت, 01/06/2019 - 21:52

تقاعس الاخوة في التيار الناصري في موريتانيا وكل من يرفع لافتة فلسطين والوحدة العربية ويحمل هموما تتعلق بالصراع الحضاري بيننا نحن العرب والمسلمون من جهة و الغرب الاستعماري ممثلا في الولايات المتحدة وربيبتها الصهيونية تقاعس هذا التيار الطويل العريض عن الاحتفاء باليوم العالمي للقدس امر يحتاج الى الفهم والى التفسير وهو امر غير مبرر اطلاقا بأي حال من الأحوال..

 لقد كان اجدر بمن يحمل مبادئ وقيم جمال عبد الناصر ويؤمن بمبادئ ثورة يوليو الخالدة ان يكون  اليوم اول ينفذ وصية الامام الخميني  وان يبادر الى احياء مراسيم هذا اليوم التاريخي وان يستوعب المعني الانساني والاستشرافي والاخلاقي الذي يرمز له..

وحسبي لو كان عبد الناصر حيا لكان اول من انتصر لهذا اليوم وخلده واحتفى به دون تردد ..

فان يبادر الامام آية الله الخميني رحمه الله عند اللحظات الاولى لانتصار الثورة في هذه الجمهورية الى الانحياز الى فلسطين والى اغلاق سفارة الكيان الصهيوني في طهران ومنح مبنى السفارة الصهيونية بكل ما تحويه للاخوة في فلسطين وان يخصص اليوم الاخير من شهر رمضان المبارك ليكون يوما عالميا من اجل القدس تنظيم فيه المسيرات وتعقد فيه الندوات ويخرج فيه المسلمون  وكل احرار العالم في مشارق الارض ومغاربها لتذكير العالم بمأساة  الفلسطينيين تحت نير الاحتلال الصهيوني  ولاعلان التضامن مع ابناء الشعب العربي في فلسطين ..

لقد كشف الامام الراحل  بذالك عن هويته الاسلامية  وعن عشقه لفلسطين ورفضه للظلم وللقهر الذي يعانيه اهلنا في الارض المحتلة.. هذا اضافة الى ان الرجل كان ذا بعد وذا رؤية بعيدة الاثر وكانه كان يقول اوصيكم بالقدس فان الزمن يطوي في ثناياه حثالات بشرية  قد تتجرأ على اغتراف ما لايمكن لعقولكم الحالية استيعابه.. هاهو اترامب اليوم يفاجؤنا بكل الموبقات حول القدس وصفقة القرن المشؤومة وغيرهما..

ان الاحتفاء بهذا اليوم لايعني مطلقا الارتباط بمذهب او الانحياز لمحور او لطرف على طرف ، وانما انحياز للحق وللعدل ولمعاناة شعب يتعرض لمؤامرات تزداد شراسة يوما بعد يوم فلم يعد ما تفعله عصابات العدو في الداخل الفلسطيني من قتل وتشريد واغتصاب للارض يكفي وانما هاهي الولايات المتحدة بكل وقاحة تعلن انحيازها للعدو وتكشف كل يوم عن سياسات وقحة ولا انسانية كاعترافها بالقدس عاصمة ابدية لدويلة العدو واعترافها بسيادة العدو على مرتفعات الجولان السورية..

اليوم على بعض ناصريي موريتانيا ان يدركوا ان غيابهم عن يوم القدس العالمي  امر غير مبرر وغير مفهوم على الاطلاق وعلى الحكماء مراجعة الموقف فالقدس في خطر حقيقي.. والعدو يكشر كل يوم عن انياب ولعل الحصار الامريكي وتهديدها للجمهورية الاسلامية الايرانية ليس الا لاجل عيون العدو الصهيوني لجهة الانتقام من هذه الدولة التي تعتبر قاعدة المقاومة وقائدة لها ورائدة في الفعل المقاوم ..ومحاولة شل قدرتها في دعم المقاومة في فلسطين..

هذه هي حقيقة الموقف بكل وضوح..

 

محفوظ ولد الجيلاني