تلفيقات اللجنة الإعلامية لحملة الغزواني، تعبير عن أمر و تحضير لآخر

جمعة, 22/03/2019 - 16:16

بقلم: يعقوب ولد عمر

ما إن تناهت إلى أسماع الرأي العام أخبار تشكيل لجنة إعلامية تابعة لحملة المرشح لرئاسة الجمهورية محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني, والتي تم تشكيلها من شخصيات متنافرة الطرح ومختلفة المشارب, حتى ظهرت كالطائر المحرر من سجن القفص تضرب يمينا وشمالا, حتى قبل أن تبدأ الحملة بشكلها الفعلي, وقبل أن يستكمل المرشحون المفترضون إجراءات الترشح.

ورغم التسريبات التي تحدثت عن تقدم أكثر من شخص للانتخابات الرئاسية المقبلة, إلا أن اللجنة لبروبكاندية الاستخباراتية حشرت أنفها وكتمت أنفاسها في طيات الأرشيف لتتبع مسار مرشح واحد, هو الوزير الأول الأسبق والسفير السابق سيدي محمد ولد بوبكر, وبدأت في تلفيق التهم والكلام المرسل بحقه.

لقد رأى المراقبون في تركيز اللجنة, غير المتجانسة أصلا والمنسجمة حاليا, ما يمكن أن يسمى بفوبيا ترشح ولد بوبكر, خوفا من أعضائها على تاريخ غير مشرف ومستقبل قاتم لا يبشرهم بخير.

ففي حين قام أعضاء اللجنة, قبل الإعلان عن تشكيلها, بمحاولات يائسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال بيادقهم المعروفة لتحميل ولد بوبكر مسؤولية إقامة العلاقات المرفوضة مع إسرائيل, بدأ نفس الأعضاء بنشر معلومات مغلوطة لا تستند إلى اَي براهين حول علاقة المرشح “المزعج” بدولة قطر وبرجل الأعمال المغضوب عليه محمد ولد بوعماتو.

إن حالة الهيستيريا التي أصابت هذه اللجنة في أول أيام عملها لا تعدو أن تكون تعبيرا عن أمر وتحضيرا لآخر.

فأما الأمر المعبر عنه, الكامن في اللا شعور, فهو حالة الخوف الشديد من مصداقية المرشح الرئاسي سيدي محمد ولد بوبكر وتجذر كفاءته ونظافة يده ونصاعة تاريخه وسعة اطلاعه وغزارة علمه وتشعب علاقاته في الموالاة والمعارضة وفي المحيط العربي والدولي.

وأما الأمر المحضر له فهو نزع الصبغة الأخلاقية عن خطاب مرشح السلطة محمد ولد الغزواني, والتي طبعت خطاب إعلان ترشحه, بغرض ملاءمة حملته مع مقاسات المنحطين أخلاقيا والسافلين تاريخيا والمفسدين مستقبلا, وهو ما يعتبر رسالة احتجاج ضمني ورفض مبدئي لكافة المشتركات التي قد يتفق على احترامها المرشحان الرئاسيان الغزواني وبوبكر, خوفا من تأسيس بيئة أخلاقية ستسود في المرحلة المقبلة وتبعد كل من يفضل الصيد في المياه العكرة التي تعمل اللجنة الإعلامية المشكلة حديثا على منع تحريكها خوفا على مصالح أفرادها والمستفيدين من تآمرها على الأخلاق والتلاقي, وعلى الوطن برمته.

فلو كانت اللجنة “الإعلامية”, التي تضم إسحاق الكنتي ومحمد الشيخ ولد سيدي محمد وغيرهم من المتناقضات, تحترم نفسها لاضطلعت بمسؤولياتها في منافسة حرة لاستحقاقات رئاسية تتطلب الإقناع بالبرامج الانتخابية, بدل التركيز على الشخصنة والتلفيق.