الشيخ الرضى (غيت)

اثنين, 25/02/2019 - 23:26
عبده سيدي محمد

عبده سيدي محمد

كنت قد أشرت منذ برهة من الزمن في تغريدة مختصرة أن بوادر اﻷزمة العقارية لن تظهر للعلن إلا قبيل الانتخابات الرئاسية دون تلميح أو تصريح و اﻵن و خلال متابعتي للملف الذي أصبح قضية رأي عام و شهدت تطورات خطيرة على الجانب اﻷجتماعي و الاقتصادي أود أن أعطي بعض الاستنتاجات لعلها تنير القارئ و تفيد في تنفيس اﻷزمة داعيا الله سبحانه وتعالى  ان يسدد دين المديونين و يفرج عن المكروبين

1 / رغم عدم معرفتي الشخصية بالشيخ الرضى الصعيدي إلا أنني لمست خصال و شمائل حميدة يتحلى بها و هي توبته الصريحة و الجريئة و من تاب تاب الله عليه و الثانية أعترافه ( اﻷعتراف سيد اﻷدلة) بكافة المعاملات و المبايعات التي قام بها فريق مكتبه التجاري رغم أن الشيخ الصعيدي غير ملزم قانونا باﻷعتراف فهو لم يشتري و لم يوقع أي بيوع أو معاملات بإسمه و هذا في حد ذاته ليحسب للشيخ الرضى و يظهر دماثة الخلق الناحية الثانية هو مطالبة الشيخ لمحبيه و مريديه و للجميع بالمساعدة العينية لفك كربة الديون من خلال الهبات و الهدايا و العطايا و الزكوات و الصدقات

2 / صفقات البيع تمت بالتراضي و الموافقة وعليه فملاك المنازل تنازلوا شرعا وقانونا عن الملكية مباشرة عند توقيع عقد البيع و بالتالي فالمشتري له حرية التصرف في ملكية العقار

3 / حسب معلومات موثوقة تم التسديد لبعض الدائنين في اﻵجال المحددة 

لحد الساعة  فاﻷمور عادية و تسير في الاتجاه الصحيح و كانت تسجيلات الشيخ الصعيدي التي تصاحب أي تحرك من التمضررين تلاقي أذانا صاغية و تهدئ من الوضع و تنجح كل مرة في استدرار العطف و تهدئة الوضع و طمأنة حشود الدائنين لكن  تغيير نبرة الشيخ و بعض المواقف أثارت الشبهات فعلى سبيل المثال دعوة الشيخ الرضى الصريحة لدعم حزب اﻷتحاد و مناصرة الرئيس و الثناء عليه بل تأييد المبادرات المطالبة بخرق الدستور من أجل مأمورية ثالثة ثم لقاء الشيخ الصعيدي بسمو ولي العهد السعودي و الحراسة و الحماية التي  توفرها السلطات له ثم مشروع شركة الفوسفات و دعوة القبائل للتكفل بديون أبناءها ثم أخرا و ليس أخيرا تشنج نبرة المضررين و الشروع في العودة إلى منازلهم التي أدت إلى أعتقالهم و إخضاعهم إلى الرقابة القضائية لا شك إنها تطورات دراماتيكية في غاية الخطورة خاصة في ظل تداول معلومات عن علاقات لنافذين و متنفذين في فضيحة  العقارات إذن القضية باتت قاب قوسين أو أدنى للخروج عن السيطرة و لكن أريد أن أختم ببعض اﻷسئلة قد تفيد في إنارة الرأي العام

السؤال اﻷول لماذا تتغاضى السلطات عن هذه القضية الحساسة و المدمرة للأقتصاد و المضرة بالمجتمع طوال العشرة السنوات الماضية  و على وجه الخصوص ان من أولويات السلطة حماية المواطن و الممتلكات ؟ فلو تدخلت الدولة  و اﻷمر في محل التدارك لما وقع الشيخ الجليل في هذا المأزق الذي أدى إلى تشريد آلاف اﻷسر قرابة 8900 متضرر

السؤال الثاني إين ذهبت مبالغ المبيعات إلى أي جهة و ما هي أوجه الصرف أو اﻹيداع ؟ حتى و ان كان البيع بالخسارة لكن هناك مبالغ طائلة محصلة من عملية البيع فلو صرفت تلك المبالغ في تسديد بعض الديون لخففت  منها

السؤال الثالث ما مدى صحة تورط شخصيات نافذة و متنفذة خاصة ان بعض المصادر اﻹعلامية تحدث عن لقاءات تمت في قرية التيسير ؟

لنترك اﻹجابات جانبا و نتحدث عن الحلول المتوقعة و هي تكمن في :

1 / إرجاع المنازل إلى ملاكها اﻷصليين و تعويض الملاك الجدد

2 / تسديد الديون من خلال التقويم العقاري ﻷثمانها حسب الموقع

3 / أقتحام المنازل و محاولة إخراج الملاك الجدد

و حسب اعتقادي فإن أيا من الاحتمالات غير قابل للنقاش فهو خسارة في خسارة لكن الخاسر اﻷول واﻷخير هم ملاك المنازل اﻷصليين و ما عليهم سوى انتظار الفرج و الدعاء بفك كربة الشيخ الصعيدي وأي تصرف أخر هو فوضى و شغب ليس في صالحهم

فهل ستظهر مبادرة وساطة لحلحلة اﻷزمة يقودها مستقلون وعلماء و نشطاء مدنيون برعاية الدولة، الغائب الحاضر، في هذه القضية الحساسة البالغة الخطورة