لماذا (إسرائيل) في تشاد ومالي؟

خميس, 31/01/2019 - 01:11

منذ بداية الحديث عن "صفقة القرن" قبل بضعة أشهر يسعى كيان الاحتلال الصهيوني للتغلغل في القارة الافريقية مجددا وخاصة في تلك البلدان التي ظلت عصية عليه في السابق حيث يروج لــ "السلام" ولدعم دول القارة السمراء أمنيا وتكنولوجيا

وتعاني معظم دول الساحل والصحراء من الفقر وانعدام الأمن والتخلف، وهو ما يستغله كيان الاحتلال الصهيوني للترويج لــ"خدماته" التي يقول انها ستضمن استتباب الأمن وإحداث التطور التكنولوجي والتنمية الاقتصادية التي تتطلع إليها معظم تلك الدول

تشاد و (إسرائيل)

تعتبر تشاد مستعمرة فرنسية سابقة ولم تكن ترتبط بعلاقات مع تل ابيب لكن مواجهتها للفقر والتخلف وانعدام الأمن وتطلع نظامها لإقامة علاقات اقتصادية وعسكرية قوية مع واشنطن جعلها تدخل من بوابة (اسرائيل) لضمان سرعة كسب رضى سادة البيت الأبيض الذين يدعمون الاحتلال العنصري بكل قوة ودون تردد ويقفون في وجه الدول التي تشكل عقبة في وجه تمدده عبر العالم

ولعل الكيان الصهيوني كان يتطلع منذ فترة لمثل هذه العلاقات لضمان وجوده استخباراتيا وأمنيا على مقربة من الحدود الجنوبية لليبيا وغير بعيد من الجزائر حيث منابع النفط والغاز في هذين البلدين، كما أن الحد من نفوذ الصين اقتصاديا والتمكين لوجود أمريكي إسرائيلي ولو على حساب فرنسا يعتبر هدفا مهما لحكام تل أبيب وحلفائهم الأمريكيين هذا فضلا عن دور الاحتلال الصهيوني في انشقاق جنوب السودان وتغذية الحرب فيه وخاصة عبر دارفور والتدخل لدعم الحكومة التشادية في وجه معارضة الرئيس ادريس دبي اتنو، وهي المعارضة التي يحتضنها السودان بشكل أو بآخر مقابل احتضان تشاد للمعارضة السودانية المسلحة، أي أن (اسرائيل) تحضر بقوة في المناطق التي تعصف بها النزاعات المسلحة والحرب الأهلية باستمرار، وهو نفس الأمر الذي جعلها تعمل للعودة إلى مالي.

(إسرائيل) في مالي واختراق دول مجموعة الساحل الخمس؟

زفي السياق ذاته من المتوقع ان تعود العلاقات طبيعية بين باماكو وتل أبيب خلال فترة وجيزة حيث من المتوقع ان يزور الرئيس المالي مدينة القدس المحتلة قريبا للتأكيد على عودة العلاقات بين مالي والاحتلال العنصري الصهيوني

ولا شك أن مالي تسعى للحصول على دعم أمني وعسكري إسرائيلي في وجه الجماعات الجهادية ومعارضة الشمال فضلا عن ما يمكن أن تجنية جراء التطبيع مع تل أبيب من تسهيلات اقتصادية وعسكرية أمريكية

وفي جميع فإن فرنسا التي تدعم الاحتلال الصهيوني تنظر بعين الريبة لإمكانية وجود أمريكي عسكري وامني أقوى على حساب الوجود الفرنسي هناك، تماما كما عليه الأمر في تشاد

كما أن هذا التغلغل الإسرائيلي في خاصرة مجموعة دول الساحل الخمس، التي أسستها نواكشوط مؤخرا وتضم موريتانيا ومالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر، يعتبر اختراقا للمجموعة إن لم يكن ثمة تنسيق غير معلن لضمان حصول المجموعة على دعم مالي أمريكي مقابل التطبيع مع (اسرائيل)، خاصة وأن أمريكا ترفض تقديم الدعم والتسهيلات لهذه المجموعة التي تحارب الإرهاب في خمس دول افريقية وتسعى للرفع من المستوى الاقتصادي للدول الأعضاء.

أحمد مولاي امحمد