نصيحة فبل الصدام المرتقب

أربعاء, 03/10/2018 - 23:35

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدنا

الزمان انفو /المنطق الذى طبع المؤتمر الصحفي الرئاسي ما بعد اختتام اقتراع أيار ٢٠١٨ غلب عليه اتهام حزب تواصل بالتطرف و الارهاب ،من غير دليل طبعا ،ثم تبع ذلك إغلاق مؤسستين إسلاميتين كبيرتين شهيرتين ،مركز تكوين العلماء و جامعة عبد الله بن ياسين ،دون مقدمات تحقيق منصف مقنع ،يتناسب مع حجم الادعاء بأنها دولة قانون ،و الواقع أنها دولة يغلب عليها طابع حكم الفرد و عصابته، لا أقل و لا أكثر .و هو الحكم المهمين على المشهد السياسي منذو نشأة الدولة و إلى اليوم باختصار.

إن حصول حزب سياسي وطني مشرع مرخص طبعا ،مثل تواصل ،على أربعة عشر نائبا برلمانيا و بعض البلديات ،ينبغى أن لا يثير كل هذا اللغط و الغضب و لا ينبغى ،بسبب الحسد ،أن يكون حاضرا أو لاحقا، سببا لافساد التجربة التعددية المورياتنية المعتلة الناقصة، و لا سببا لتقويض الاستقرار الوطني الهش ،للأسف البالغ !. الدولة بحاجة، إن لم يكن لمراكز الاستشراف، لمكاتب الاستشراف والتوقع المتخصصة العلمية المستقلة .

فالجهد الفردي لا يكفى البتة ،فى هذا الصدد الأمني و السياسي و الاستراتيجي الحساس !. النظام “العزيزي”، مقدم راغب أو مكره على الصدام الحاد مع المعارضة الراديكالية عموما و تواصل خصوصا ، والحصيلة المرتقبة فرض مأمورية ثالثة لصالح ولد عبد العزيز بطريقة مشينة و غير دستورية و غير أخلاقية، بعد صدامات واسعة متفاوتة الخطورة والوتيرة، و بعد حل حزب تواصل و اعتقال العديد من الإسلاميين و أنصارهم، من مختلف المستويات و تقديمهم لمحاكم إستعجالية ظالمة قطعا.

و بعد تربع ولد عبد العزيز على الحكم بوقت غير طويل، لا يكاد يتجاوز الأشهر على الأرجح، سيحصل انقلاب، كالمعتاد، و يزيل سبب التوتر العام، و ترسو السفينة ربما على شاطئ الاستقرار تدريجيا بإذن الله .

أما مرحلة التضييق على المعارضة الراديكالية عموما والإسلاميين بوجه خاص، فستكون دعاية ضمنية عميقة لصالحهم، و ربما تكون فرصة لصعود هذا الفريق، بصورة تشاركية نموذجية واسعة لدفة الحكم، بعد التصريح لحزب جديد محسوب على التيار الاسلامي بإذن الله .فموريتانيا ليست مصر و لا تقع على حدود الكيان الصهيوني، و علاقاتنا الطيبة مع سائر مجتمعات و دول الخليج لا تعنى الاستنساخ و الارتهان البتة.

هذه الاحتمالات وفق مفردات المشهد و بعض معطياته الدافعة للتوقع المنطقي، يمكن تلافيها بالتعقل والتهدئة من طرف جميع الجهات المعنية .لكن الأسلوب السائد لدى رأس النظام و محرضيه السيئين الضعفاء المستوى أصلا والإجراءات والتصريحات الصادرة حتى الآن، لا تدل على أفق جامع سلمي، يساعد على عبور وتجاوز هذه القنطرة الخلافية النزاعية الحرجة .اللهم سلم سلم .

و لعل بعض المتربعين على الكراسى بحاجة للتنبه الكامل إلى أن الشعوب ليسوا ببساطة بعض ملك اليمين، يتصرفون فيه كما يشاءون .فاغلاق المؤسسات التعليمية دون مبررات مقنعة مرفوض و حل الأحزاب كذلك و تعطيل التعددية مرفوض و التلاعب بالدستور مجددا مرفوض ،و المعارضة و غيرها من القوى الحية مطالبة بالرفض السلمي الحضاري الحازم، و إلا اعتبرت مستقيلة .