السلطات الأمريكية تحقق في "تهرب ترامب من الضرائب"

أربعاء, 03/10/2018 - 22:28

أكدت مصلحة الضرائب بولاية نيويورك الأمريكية أنها تحقق في ادعاءات صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الرئيس دونالد ترامب ساعد والديه على التهرب من دفع ضرائب بملايين الدولارات.

وزعمت الصحيفة أن الرئيس كان ضالعاً في "أنشطة ضريبية مريبة خلال التسعينات من القرن الماضي، بما في ذلك حالات تزوير صريح".

ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، القصة بأنها "هجوم مضلل".

وقالت إن المعاملات تم توقيعها من قبل السلطات الضريبية "منذ عقود".

أما الرئيس نفسه فلم يعلق على الأمر، لكن محاميه تشارلز هاردر قال في بيان: "لم يكن هناك احتيال أو تهرب من الضرائب من قبل أي شخص. إن الحقائق التي تستند إليها نيويورك تايمز في مزاعمها الخاطئة غير دقيقة تماما".

ماذا تزعم الصحيفة بحق الرئيس؟

بوتين يقول إن الدعارة والتجسس أقدم مهنتين، وإغلاق مطار الخرطوم، وميركل ستحصل على الدكتوراه من جامعة حيفا

دائما ما يُصنف ترامب نفسه بأنه ملياردير عصامي تلقى القليل من المساعدات من إمبراطورية العقارات لوالده الثري.

لكن في تحقيق حصري يستند إلى أكثر من 100 ألف صفحة من الوثائق، تزعم صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس تلقى بالفعل ما يعادل 413 مليون دولار.

وقالت الصحيفة: "وهو في سن الثالثة من عمره، كان ترامب يكسب 200 ألف دولار سنوياً، بالقيمة الحالية للدولار، من إمبراطورية والده. لقد أصبح مليونيرا في سن الثامنة."

ويزعم التقرير أن ترامب كان يحصل على ما يعادل مليون دولار سنويا من والده بعد وقت قصير من تخرجه من الكلية.

وأضاف التقرير أن هذا الرقم ارتفع إلى أكثر من خمسة ملايين دولار في الوقت الذي وصل فيه ترامب إلى الأربعينات والخمسينات من عمره.

وتفيد الصحيفة بأن "ترامب حصل على الكثير من هذه الأموال لأنه ساعد والديه على التهرب من الضرائب. لقد أنشأ هو وإخوته شركة وهمية لإخفاء ملايين الدولارات في شكل هدايا من أبويهم".

وتزعم الصحيفة أيضاً أن الرئيس "ساعد والده في الحصول على تخفيضات ضريبية مخالفة بقيمة ملايين أخرى". وتقول الصحيفة إن ترامب ساعد في تقليل الفاتورة الضريبية لوالديه من خلال استراتيجية عملت على تقليل قيمة أصولهما العقارية بمئات الملايين من الدولارات.

وفي حديثه عن دعاوى التهرب الضريبي، قال محامي الرئيس: "الرئيس ترامب لم يكن لديه أي تدخل تقريباً في هذه الأمور". وقال إن هذه الشؤون "تم التعامل معها من قبل أفراد آخرين في عائلة ترامب والذين لم يكونوا خبراء في هذا المجال"، واعتمدوا على متخصصين في مجال الضرائب.

وتشمل أكبر المزاعم الواردة في التقرير ما يلي:

نقل الوالدان الراحلان، فريد وماري ترامب، أكثر من مليار دولار لأولادهم. وتظهر السجلات الضريبية أنهما دفعا 52.2 مليون دولار كضرائب على هذه الأموال، بنسبة تصل لنحو 58 في المئة - بدلاً من أن يدفعا ضرائب تصل إلى 550 مليون دولار، حسب الصحيفة. وقال شقيق الرئيس، روبرت ترامب، في بيان يمثل الأسرة: "تم تقديم جميع الإقرارات الضريبية المتعلقة بالعقارات والهدايا، وتم دفع الضرائب المطلوبة".

يزعم ترامب أنه بدأ العمل في مجال الأعمال التجارية بـ "قرض صغير قدره مليون دولار" كان عليه تسديده بفوائده، وهو أمر غير دقيق. وتقول الصحيفة إنها وجدت أن فريد ترامب أقرض نجله ما يعادل 140 مليون دولار، بقيمة الدولار اليوم، ولم يرد ترامب معظمها لوالده.

ما هي الأشياء التي تستند إليها الصحيفة في مزاعمها؟

قالت الصحيفة إن مصادرها تشمل وثائق عامة مثل تقارير الإفصاح المالي، بالإضافة إلى سجلات سرية مثل البيانات المصرفية.

وأضافت أن "أكثر من 200 إقرار ضريبي من فريد ترامب وشركاته وشراكات ترامب المختلفة وصناديق الائتمان" كانت ضمن هذه الوثائق.

هل يرتبط ذلك بالإقرارات الضريبية لترامب؟

ولم تطلع الصحيفة على الإقرارات الضريبية الشخصية لدونالد ترامب، والتي يرفض حتى الآن الكشف عنها - على عكس الرؤساء السابقين للولايات المتحدة.

ولم تعط الوثائق التي لدى الصحيفة سوى القليل من المعلومات عن آخر الأعمال التجارية لترامب.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن السجلات التي اطلعت عليها - بما في ذلك الإقرارات الضريبية - ترسم صورة عن الكيفية التي أدت بها تعاملات العائلة إلى إثراء ترامب على مدى عقود.

وقالت مصلحة الضرائب والتمويل بولاية نيويورك لبي بي سي إنها "تراجع المزاعم التي وردت في مقالة نيويورك تايمز وتسعى بنشاط وراء كل السبل المناسبة للتحقيق في ذلك."

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه من غير المرجح أن يواجه الرئيس تحقيقا جنائيا نظرا لأن الأحداث المزعومة وقعت منذ فترة طويلة. ومع ذلك، قالت إنه لا يوجد حد زمني لفرض غرامات على من يثبت تورطه في الاحتيال الضريبي.