قراءة في خطاب حملة المرشح غزواني، قبيل الاختتام/ ح 6

جمعة, 28/06/2024 - 00:17

أعلن المرشح الرئاسي محمد ولد الغزواني قبل قليل أنه اكتشف ودون وسجل الكثير من النواقص والاحتياجات الأولوية للمواطنين خلال جولاته على مدى أيام الحملة الانتخابية وبينها النقص في خدمات مياه الشرب والكهرباء والاتصالات، وهو "اكتشاف" أثار تساؤلات النخبة والمواطنين حيث استغربوا أن لا يكون رئيس الجمهورية على علم بأولويات المواطنين طيلة خمس سنوات من حكمه، ويتساءلون: أين كان الرئيس خلال هذه السنوات ؟ ولماذا يقبل أن يكون هناك "وسطاء غير مؤتمنين" بينه وبين شعبه يحجبون عنه معاناة المواطنين ومظالمهم؟!
ولعل الرئيس، كذلك، لا يتوصل بكافة رسائل التظلمات التي تصل رئاسة الجمهورية عبر البريد الرئاسي وعبر مكتب الاستقبال في الرئاسة، لذلك تتم تسويات بعض المظالم ويتم إغفال غالبيتها بفعل إرادة المؤتمنين الذين أوكل إليهم رئيس الجمهورية مهمة إيصال التظلمات إليه.
لا شك أن غزواني مواطن صالح يطمح لتحقيق ما أمكن لكن حاشيته الفاسدة هي التي لا تقبل منه وله أن يسمع أو يقابل إلا النافذين من سياسيين ورجال أعمال وشيوخ قبائل ومشايخ مترفين ورجال "الدولة العميقة" اما غيرهم من الذين يتطلع الرئيس المرشح للاستماع إليهم من عامة الشعب فيتم حجب أصواتهم عنه حتى ولو لم تكن "مبحوحة".
لا شك أن الرئيس المرشح، بإعلانه هذا "الاكتشاف" سيسعى للاطلاع على المزيد، خصوصا وأنه لم يعد بحاجة إلى مجاملة جيوش المنافقين المحيطين به، لأنه باختصار يريد أن يخرج، حال فوزه وانتهاء مأموريته الأخيرة، دون متابعات وقد أنجز لهذا الشعب ما يخلد اسمه بين الرؤساء الذين حققوا ما يستحق الذكر، على قلتهم.
ولا شك أنه لاحظ، الليلة، كيف ساوى الطاقم المرافق له بين مستوى عطاء جيشنا الباسل وقوات أمننا الساهرين على حماية الوطن وأمنه وبين "القطاع الخاص" حيث وقفوا عندما ذكر الرئيس المرشح الجيش ثم لاحقا ذكر دور القطاع الخاص والتعويل عليه، لكن نفس الطاقم لم يقف احتراما للمتقاعدين الذين افنوا شبابهم في خدمة البلد ولا للمعلمين ولا لغيرهم ممن ذكرهم المرشح، لذلك يتساءل المتابعون: كيف وصل رجال القطاع الخاص إلى هذه المكانة وأغلبهم سبب في معاناة المواطنين اليومية؟! ولماذا يجلهم ويقف عند ذكرهم طاقم الصف الأول من معاوني الرئيس وحاشيته؟!.
اتمنى ان يعي الرئيس المرشح، وقد حسم أمر الفوز في خطابه، خطورة ما يقوده إليه بعض أو جل معاونيه وأن يدرك أن الشعب حمال ولكن "الجوع كافر" والمظلوم بلا عيون. خصوصا وأنه ثاقب الذكاء وراجح العقل ويقبل النقد والتوجيه حتى ولو جاء ممن هم "أقل منه مكانة".
حفظ الله موريتانيا وشعبها الصبور
أحمد ولد مولاي امحمد ولد مولاي إدريس