تناولت أسبوعية التواصل في عددها رقم 801 الصادر يوم الاثنين بتاريخ 13 مايو الجاري عما سمته باختطاف حقل الصحافة وتهميش المهنية منها.
وأوضحت الصحيفة، التي تعتبر هي أقدم صحيفة ناطقة بالعربية من الصحف المنتظمة في موريتانيا، أن أحد أبرز وزراء الحكومة "أمر" بتأسيس تجمع صحفي من أصدقائه ومعارفه ليحظى بدعم الحكومة و"تسمينها" حيث أصبحت "مؤسساته" صحافة شبه رسمية تحتكر المشهد الإعلامي من حيث تناوب أعضاء هذا التجمع على تغطية نشاطات وزيارات رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة، وأغلب منتسبي هذا التجمع مقربون إيديولوجيا من الوزير المذكور لأنهم في معظمهم من تنظيم "الإخوان المسلمون" المهادنين للسلطة، والمستعدون للتخلي عن أخلاقيات المهنة الصحفية مقابل امتيازات مادية ومعنوية تمنحها الحكومة لهؤلاء.
وجاء في افتتاحية الصحيفة "جسر التواصل"
تهميش الصحافة المهنية واختطاف الحقل
ليس سرا أن أحد أبرز وزراء الحكومة "أمر" بتأسيس تجمع صحفي من أصدقائه ومعارفه ليحظى بدعم الحكومة و"تسمينها" حيث أصبحت "مؤسساته" صحافة شبه رسمية تحتكر المشهد الإعلامي من حيث تناوب أعضاء هذا التجمع على تغطية نشاطات وزيارات رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة، وأغلب منتسبي هذا التجمع مقربون إيديولوجيا من الوزير المذكور لأنهم في معظمهم من تنظيم "الإخوان المسلمون" المهادنين للسلطة، والمستعدون للتخلي عن أخلاقيات المهنة الصحفية مقابل امتيازات مادية ومعنوية تمنحها الحكومة لهؤلاء.
بدأ تفعيل هذا المخطط عام 2020 حيث حظي التجمع المذكور، حتى قبل ترخيصه، باحتكار تمثيل الصحافة الموريتانية في كل شيء بما في ذلك عضوية لجان تسيير وتوزيع صندوق الدعم العمومي للصحافة الخاصة وتغطية زيارات الرئيس الخارجية والداخلية والدعم المعتبر من مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية بتوصية من الوزير المذكور الذي أمر أربعة وزراء للثقافة على التوالي بحصر التعامل مع الصحافة في ممثلي التجمع المذكور.
والحقيقة أن ما أقدم عليه الوزير وسكتت عنه الرئاسة والسلطة العليا للصحافة ووافقت عليه وزارة الوصاية مخالف للقانون وللديمقراطية التعددية حيث لا يمكن لأكبر اتحاد عمالي مثل اتحاد العمال الموريتانيين أن يحرم المركزيات النقابية الأخرى من حقوقها المادية والمعنوية في التمثيل والشراكة مع السلطة في الدفاع عن مصالح منتسبيها، فما بالك بتجمع "صحفي" ولد في ديوان الرئاسة ويترعرع في الداخلية وهو لا يمثل إلا جانبا من تنظيم الإخوان واليساريين الفرانكفونيين، وما الذي يمكن أن يسوقه النظام كمبرر لإقصاء أعرق تجمعات موريتانيا الإعلامية وأكثرها مصداقية ومهنية ؟
لا شك أن هذا الخطأ الفادح والتهميش الممنهج سيكون له ثمن، وعلى الجهات المعنية تصحيح هذا الاختلال في التعاطي مع الديمقراطية التعددية ومع الإعلام المهني، لأنه "ما استتر من قاد الجمل" ولا يمكن لنظام يستهدف الإعلام أن ينجو حتى ولو (نجح) في (إقناع) ممثلي "مراسلون بلا حدود" بأنه سوي وهو الأفضل، لأن حبل الكذب قصير وعمر الخداع أقصر.
وعن حالتي وفاة تم تسجيلهما لطفلين في أقصى الشرق الموريتاني كتبت الصحيفة في زاوية بلا قناع:
الليبرالية المتوحشة ومعاناة المواطن؟
تألمت كثيرا وأنا أتابع مقطع فيديو لسيدة موريتانية مريضة تعيش في أقصى شرق البلاد بلا سكن وبلا غذاء أو دواء وقد فقدت اثنين من أبنائها بسبب سوء التغذية وعجزها عن تسديد تكاليف التشخيص الطبي والأدوية لدى المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية الوطنية؟!.
إنها سيدة تعيش تحت خط الفقر، بلا مأوى وبدون دخل يعينها على تكاليف الحياة الصعبة، ولم تتدخل الحكومة ومختلف قطاعاتها المتخصصة لتوفير السكن والغذاء والدواء والدخل لهذه المواطنة، وأمثالها بمئات الآلاف على عموم تراب موريتانيا.
وبدون شك فإن الليبرالية المتوحشة وخاصة ليبرالية الصحة والتعليم وخصخصة تجارة المواد الغذائية الأساسية مثل شركة "سونيمكس"، كان لها الأثر السلبي الكبير على مستوى حياة المواطنين خاصة مع تخلي الدولة عن واجباتها اتجاه المواطنين عموما ومواطنينا من الفئات الهشة مثل هذه السيدة وغيرها كثير.
لقد أصبح البلد لعبة في أيدي التحالف العسكري الرأسمالي وأصبح المواطن وسيلة للوصول إلى الحكم وليس غاية الحكام والأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم البلاد.
لذلك فمن المؤسف أن ترفع منظومة الحكم في بلدنا شعارات براقة مثل الإنصاف والعدالة ومحاربة الإقصاء والتهميش والتآزر وغيرها من الشعارات التي لا وجود لها على أرض الواقع.
وفي المواضيع الأخرى تضمن العدد 801 عناوين بارزة من أهمها أبرز محطات زيارة الرئيس الغزواني لمدينة كيفة، والخلافات العميقة التي تكاد تعصف بحزب التكتل، واقتحام قوات فاغنر والقوات المالية لقرى حدودية وقمع الشرطة لوقفة احتجاجية لمترشحين رئاسيين منعتهم منظومة الحكم من الحصول على تزكيات المستشارين البلديين
كما تناول العدد خبرا عن دخول الأطباء المقيمين في إضراب عن العمل، و تندر المدونين على صورة للوزير الأول رفقة سيدة في اجتماع ثنائي بالولايات المتحدة الأمريكية،
كما نشرت الصحيفة معالجات متنوعة للقضية الفلسطينية والقضايا الوطنية المختلفة، فضلا عن تطورات الأحداث في فلسطين وفي قطاع غزة، إضافة إلى مواضيع متنوعة في صفحة منوعات حيث تضمنت عناوين من قبيل: السجن لمصري جمع 100 ألف دولار من أبراج الكويت، بسعر خيالي.. مطعم كويتي يقدم وجبة طعام مطلية بالذهب، بريطانيا.. "لص البيض" السبعيني في قبضة الشرطة للمرة الثالثة، لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟ وغيرها من العناوين والمواضيع الهامة.