الميثاق الجمهوري اتفاق سياسي أم طمس للهوية؟

أربعاء, 20/09/2023 - 18:39

تسرب إلى الاعلام مقترح لنص اتفاق بين النظام الحاكم وجماعات الاسلامويين و الماركسيين والفرانكفونيين ممثلين في أحزاب الإنصاف و UFP و RFD .
يدعي هذا الميثاق اجراء اصلاحات ديمقراطية واتخاذ اجراءات تهدف إلى تقوية الجبهة الداخلية في وجه التحديات وحالة الاستقطاب الدولي التي تعانيها شبه المنطقة.
إن قراءة للنص المقترح تبين الملاحظات التالية:
أن الاتفاق همش أحزابا تدافع عن الهوية العربية الافريقية لهذا البلد كحزبي التحالف الشعبي التقدمي وحزب الصواب.
أن النظام بعدما ارتمى في أحضان الناتو الغربي بدأ يهيئ الأرضية لحاضنة جديدة له تنسجم مع توجهاته الجديدة وحلفائه الجدد الذين يدارون من طرف اللوبيات الصهيو-أمريكية، وربما يتم الضغط على النظام لإعادة علاقاته مع الكيان الصهيوني.   
يسعى النظام إلى إطالة عمره بعدما وصل عجزه وفشله عن إدارة شؤون البلاد الحد الذى باتت فيه العاصمة انواكشوط مهددة بالزوال بسبب العطش كما حدث لمدينة آوداغوست الغنية بالذهب ذات يوم. 
تسعى الاحزاب ذات المرجعيات الفرانكفونية إلى أن تفيق من صدمة الانتخابات السابقة بعدما لفظتها صناديق الاقتراع وتهيئ نفسها لتلعب دورا قد يتجاوز البعد الوطني إلى المحيط الإقليمي خدمة لأسيادها بعدما قطع دابر فرنسا في أربع دول غرب إفريقية.
تبنى الميثاق الجمهوري طرح حركة افلام في إطارالهوية حينما قرر العمل على تساوي اللهجات الوطنية مع اللغة العربية، اللغة الرسمية للبلد، وهو إجراء يستهدف تحييد البولار الموريتانيين عن الصراع الإقليمي وكذا إرضاء القوى  الفرانكفونية وإمعانا في تهميش القوى القومية خاصة والقوى العروبية عامة وتجسيد فصل جديد من فصول طمس الهوية الوطنية.
على النظام أن يعي جيدا أن ميثاقه الجمهوري يهدد التماسك الوطني ويقوض الجبهة الداخلية وأن أي تهميش لمكون وطني سيهيئ الأرضية لأطراف دولية أخرى لتبحث لها عن موطئ قدم في الساحة الوطنية.
إن المساس بمكانة اللغة العربية خط أحمر سيدفع النظام ثمنه غاليا كما دفعه أسلافه من الحكام.
على القوى القومية داخل وخارج النظام رص الصفوف في وجه الميثاق الجمهوري المعد من طرف القوى الإخوانية الفرانكفونية الماركسية.
شيخنا محمد سلطان.