تعليقات "ساخرة" في التواصل الاجتماعي من "ترهيب وترغيب" الوزير الأول والناطق باسم الحكومة

جمعة, 05/05/2023 - 16:13

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك والواتساب، تعليقات متباينة بعضها غاضب وأغلبها ساخر من تصريحات للوزير الأول محمد ولد بلال، خلال زيارة سياسية قام بها لبعض ولايات الشرق والجنوب الموريتاني، في إطار دعم وإسناد حملة حزب الإنصاف الحاكم في الانتخابات التشريعية والبلدية والجهوية التي سيتم الاقتراع لها يوم 13 مايو الجاري.

تصريحات الوزير الأول تضمنت تهديدا صريحا لكل من يصوتون للأحزاب الأخرى أو يترشحون منها، وفي المقابل أكد أن الامتيازات والمناصب والرواتب ستكون من نصيب من يدعم الحزب الحاكم دون غيره من الأحزاب بما في ذلك أحزاب الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الغزواني.

هذا التصريح سبقه تصريح للوزير السابق ولد اجاي المكلف بقيادة تنسيق حملة الحزب الحاكم والتي قال فيها إن التصويت لغير حزب الإنصاف أمر غير مقبول ولا يخدم نظام الرئيس الغزواني

ثم جاء الدور على الناطق الرسمي باسم الحكومة الناني ولد اشروقة الذي أكد "سنراقب مكاتب التصويت ونحاسب من صوت ضد خيارات الإنصاف ونكافئ من صوت لها ومعها"

تصريحات ولد أجاي، التي كانت هي الأولى، لقيت نصيبا كبيرا من الردود الغاضبة غالبا، حتى من بعض شخصيات أغلبية الرئيس الغزوواني، حيث رفضت هذه التصريحات، وأكد بعض من علقوا عليها أنهم يدعمون الرئيس محمد ولد الغزواني وبرنامجه الانتخابي لكنهم لا يدعمون حزب الإنصاف وليسوا معنيين به ولا بسياساته.

تصريح الوزير حظي بتعليقات بعضها غاضب قال أصحابه "إن البلد يعيش بؤسا وحرمانا غير مسبوقين، وأن المواطن لا يجد قوت يومه ونهب موارد الدولة مستمر ولا يمكن لتهديد كهذا أن يغير من قناعات وخيارات من أرادوا التصويت للتغير"

فيما قال آخرون: " هذا التصريح الذي شمل الترغيب والترهيب بوسائل وأشخاص الدولة يعكس بالفعل عدم حياد الإدارة بل وتسخيرها لخدمة حزب سياسي واحد وإكراه المواطنين، رغما عن قناعاتهم، على التصويت لاستمرار مهزلة برلمان "نعم" لكل شيء لا يخدم المواطن و"لا" لكل انحياز للمواطن وللفئات الهشة"

أما أحد التعليقات فجاء فيها: " إن البلد ميت وأهله ميتون ومن فيه قطرة دم قفز من جدار المكسيك بحثا عن حياة أفضل وكرامة إنسانية ولم يبق هنا إلا العجزة والأطفال أو من ليس لديهم ما يمكنهم من التنقل للوصول إلى الجدار"

يذكر أن الرئيس الغزواني في موقف لا يحسد عليه بسبب صراع محتدم بين الحزب الحاكم والأغلبية الحزبية الداعمة للرئيس ولبرنامجه الانتخابي، وهو ما يعني أنه سيتخلى عن أغلبيته ويكتفي بحزب الإنصاف أو سيسعى للاستفادة من دعم الأغلبية له إذا لم يحصل الإنصاف على أغلبية في البرلمان والمجالس البلدية والجهوية، وهو أمر قد يتسبب في شرخ كبير في أغلبية الرئيس الداعمة له.