الأسد يستقبل إبراهيم رئيسي في أول زيارة رسمية لرئيس إيراني منذ 13 عاما

خميس, 04/05/2023 - 00:00

وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، إلى مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير، وسيجري مع الرئيس السوري بشار الأسد مباحثات سياسية واقتصادية موسّعة، يليها توقيع عدد من الاتفاقيات.

وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، يضم الوفد الوزاري المرافق للرئيس الإيراني كلا من حسين أمير عبد اللهيان، وزير الشؤون الخارجية، ومهرداد بذرباش، وزير الطرق وبناء المدن (رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة)، ومحمد رضا آشتياني، وزير الدفاع، وجواد أوجي، وزير النفط، وعيسى زارع بور، وزير الاتصالات، وغلام حسين إسماعيلي، أمين رئيس مكتب رئيس الجمهورية، وعباس كلرو، ممثل عن مجلس الشورى الإسلامي، ومحمد جمشيدي، معاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية.

واستقبل الأسد الرئيس الإيراني في قصر الشعب في مراسم استقبال رسمية وعزف النشيدان الوطنيان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، بعد ذلك جرى استعراض حرس الشرف، وصافح الرئيسان أعضاء الوفدين الرسميين.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى سوريا، نجاح لدبلوماسية الحكومة في استكمال عملية التكامل الإقليمي.

العلاقات بين إيران وسوريا... تعاون وثيق سياسي واقتصادي

العلاقات بين إيران وسوريا مستقرة، وتتعاون الدولتين فيما بينها في المجال الاقتصادي وفي المجالين السياسي والعسكري، وتعد نقاط الاتصال الرئيسية بين الدول هي الناقل المعادي لأمريكا والمناهض لإسرائيل.

ومن العوامل التي تكمن وراء العلاقات المستقرة بين البلدين حقيقة أن سوريا دعمت ثورة 1979 في إيران، واعترفت سوريا بإيران في فبراير/ شباط 1979، لتصبح واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بإيران بعد الثورة.

وفي آذار/ مارس 1982، خلال زيارة الوفد السوري لإيران، تم إبرام عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، تغطي المجالين الاقتصادي والعسكري.

وتعاونت سوريا وإيران أثناء حرب لبنان عام 1982، ونفذتا عمليات موجهة بشكل خاص ضد إسرائيل والولايات المتحدة، كما دعمت سوريا من جانبها إيران في الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988. بالإضافة إلى ذلك، وجد كلا البلدين أرضية مشتركة في السياسة الموجهة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان الموقف الأمريكي المتشدد ضد دمشق وطهران، ومحاولة واشنطن المتكررة التدخل في شؤون البلدين الداخلية، أحد العوامل التي ساهمت بتعزيز وحدة الحال بين سوريا وإيران.

في عام 2006، تم توقيع اتفاقية بين إيران وسوريا بشأن التعاون العسكري ضد "التهديدات المشتركة" من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وفي فبراير 2007، استضافت طهران اجتماعًا بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والرئيس السوري بشار الأسد، وأعلن الطرفان خلال هذا الاجتماع عن تشكيل تحالف لمحاربة الولايات المتحدة.

وفي عام 2011، بعد بدء الأزمة السورية، دعمت إيران حكومة الرئيس بشار الأسد، واستمرت أيضا في زيادة التعاون مع سوريا في المجال الاقتصادي، وفي صيف عام 2011، أدلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بتصريح مفاده أن الولايات المتحدة وإسرائيل وراء زعزعة استقرار الوضع في سوريا.

وأرسلت إيران مستشارين عسكريين بطلب من الحكومة السورية، وقدمت المعدات والدعم المالي، وفي عام 2012، بدأ العمل باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.

وبدأت إيران في بناء خط أنابيب غاز عبر العراق إلى سوريا في عام 2012. بالإضافة إلى ذلك، قدمت إيران المساعدة للحكومة السورية في محاربة الجماعات الإرهابية، وأفادت الأنباء أن إيران نفذت في عام 2017، ضربات صاروخية على الأراضي السورية موجهة ضد الجماعات الإرهابية.

وتم في عام 2019 توقيع اتفاقية بين الدولتين حول التعاون الاقتصادي، وفي يناير/ كانون الثاني 2022، صرح وزير النقل والتنمية الحضرية في إيران، رستم قاسمي، أن الدولتين قد توصلت إلى اتفاقيات بشأن إنشاء منطقة اقتصادية حرة مشتركة، وبنك مشترك.

وفي مايو/ أيار 2022، قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إيران لإجراء محادثات مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

في فبراير 2023، أرسلت إيران طائرة إلى سوريا تحمل 45 طنًا من المساعدات لضحايا الزلزال في سوريا، وفي أبريل 2023، كجزء من محادثة هاتفية بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد، أشار رئيسي إلى ضرورة دعم سيادة سوريا.

كما تم في أبريل الماضي توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، ويشمل توسيع التعاون في قطاع الطاقة، وكذلك في مجال الاستثمار في قطاعي الكهرباء والنفط.

وتوّجت تلك العلاقة بين البلدين، اليوم الأربعاء، بزيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى دمشق في أول زيارة رسمية لرئيس إيراني منذ 13 عاما.