الطلقات النارية لعزيز على الناصريين.

اثنين, 03/10/2022 - 23:13

كثيرا ما يظلم التاريخ الشعوب ويصعقها بأحداث تهز كيانها وتصيبها بالوهن والانحدار نحو المجهول ويغير مجرى تطورها ونمائها فيحول آمالها إلى وخزات ألم اكثر ازعاجا من عض حشرة تسي تسي.
حدث هذا مع مصر حينما استفاقت بعد صدمة غياب الزعيم ناصر على اعتلاء الصهيوني السادات قمرة قيادة مصر ومن ورائها العرب فكان الانحراف عن مسار العزة والكرامة والعدالة والنماء إلى التبعية والانحطاط والتفريط في الأرض والإنسان.
نفس القدر شربت من كأسه موريتانيا عندما ساقت لها الأقدار واحدا من أكثر رؤسائها جهلا بتاريخها السياسي وأقلهم إئتمانا على مصالحها الوطنية الكبرى و أضيقهم أفقا في إدارة الشأن العام والقدرة على تحليل معطيات الواقع المحلي والدولي وأكثرهم تقلبا في المواقف حسب مزاجه النفسي ومصالحه المادية الضيقة ذلكم هو الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز.
استمعت أمس إلى صوتيات منسوبة إليه في مؤتمر صحفي أجراه في ديار أولياء أمره من الفرنسيين.
كنت أحسب الرجل سيزلزل الأرض تحت أقدام خصومه ويكشف أسرارا لا أحد يعرفها سواه كما كان يتوعد أيام سجنه المريح داخل منزله.
كنت أحسبه سيبرر لنا ثراءه الفاحش الذي اعترف به.
ويكشف لنا سر الجفاء بينه ورفيق دربه.
وأن يطلعنا على حقيقة ما تعرض له في حادثة اطويلة.
وما المبررات الاقتصادية لتبديله لعملتنا الوطنية وما انجر عنه من انهيار لها وللاقتصاد من بعدها. وعن انعكاسات الاتفاقيات التي ابرمها نظامه مع شركات أجنبية أدت إحداها إلى تصحر شواطئنا التى كانت تضرب مثلا في الوفرة السمكية ذات الجودة العالية. وأن يطلعنا على الأسباب الحقيقية لصلاة الغائب التي أقامها على انقلابيين عنصريين ليعمق الجرح الوطني بعدما كادت التسويات السابقة أن تضمده لينزف من جديد على يديه.
وأن يكشف لنا سر علاقته بالعنصري بيرام ولأي هدف انشأ ظاهرته ولصالح من كاد يمزق بها المكون العربي لولا وعي النخب الوطنية فيه ورفضها الانجرار وراء مخططاته ومتانة علاقات الأخوة وصلات الرحم بينها.
للأسف تحاشى السيد الرئيس الإجابة على تلك الأسئلة وفضل توجيه رسائل إلى أطراف متعددة:
التناغم مع حركة افلام حينما صب جام غضبه على القوى القومية وخاصة الناصريين وتحميلهم أسباب فشل تسيير الأحكام العسكرية جاهلا أن الناصريين هم التيار السياسي الوحيد الذي لم يدبر ولم يدعم انقلابا عسكريا واحدا حتى حركة التمرد 2003 التي قام بها ضباط من الجيش بعضهم كان يحسب على القوميين لم يجدوا لهم من حاضنة سوى الاسلامويين. وليضف السيد الرئيس السابق إلى معلوماته السياسية الضحلة أن الناصريين هم أول حركة سياسية حلت تنظيمها السري لإفساح المجال لتنضيج التجربة الديمقراطية الوليدة.
الرسالة الثانية:
التكفير عن "ذنب" قطع العلاقات مع العدو الصهيوني الذي قام به الرئيس السابق تزلفا وتقربا من الشهيد القذافي لا قناعة وإيمانا بعدالة القضية الفلسطينية. واليوم يمثل الهجوم على الناصريين صك غفران للسيد الرئيس السابق يتقرب به للدوائر الصهيونية.
الرسالة الثالث إلى الجيش في محاولة يائسة لتبرئته هو ومن سبقوه من الحكام العسكريين لتبييض صفحات حكمهم من جرائم اقترفوها ليرمي بها برآء لم يقتربوا يوما من افران الطبخ السياسي لتلك الأحداث ناسيا أن  الجيش الوطني مقدس ولا أحد يحمله تلك الجرائم.
هل يهيئ الرئيس السابق الأرضية لتحالف ثلاثي أضلاعه:
عزيز + افلام + بيرام، ويكون الراعي الدوائر الصهيونية للزج بمرشح في الرئاسيات القادمة.
سيبقى الفرق شاسعا بين المحمدين حينما يعترف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للناصريين بوطنيتهم وسلميتهم وتضحياتهم في حين يرميهم عزيز بجرائم لم يقترفوها. 
هنا يتنزل معنى "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".
شيخنا محمد سلطان