لعب الكبار وعطش الصغار في تامشكط ... صونداج أقليك أهل الطاهر نموذجا

جمعة, 27/05/2022 - 18:01

يحزن المرء حين يتجاوز حد العطش في مقاطعة تأسست 1927 م،  اي قبل عواصم ولايات كثيرة، وهي لا تستطيع أن تسد حاجات ساكنتها من الماء عند أي خلل.
سمعنا وتمت الإشادة بآبار أرتوازية تجاوز عددها  52 في مقاطعة تامشكط لنعلم أن من بينها هذا الخزان المائي والذي يجاورنا ولا يبعد سوى 6 كلم عن المقاطعة، أي أقرب من البئر المتعطلة حاليا، ولكن ييقي السؤال هل هو عمومي أم خصوصي؟
حسب البعثات التي أقامته فهو خزان رعوي، أي أنه تابع للدولة وليس ملكية شخصية ولذلك كان من المفروض أن تعلق عليه لافة تبين طبيعته وعموميته.
أصبح الخزان يحمل اسم صونداج أهل الطاهر ، وهنا  يمكن أن تكون هذه التسمية شعبوية وليست ملكية.
بعد أزمة المياه الخانقة، والتي لم تجد حلا حتى الآن، كان الخزان بسعته الكبيرة أحد الحلول بعد دراسة طبيعة مياهه وإمداداته ليشكل حلا للمقاطعة شبه دائم 
وبعد أن رحب النواب  بالفكرة وسعوا في تنفيذها بدأت مرحلة جديدة من استغلال النفوذ من طرف أحد النافذين ليتم تعطيل الحلول والعدول عن الفكرة والتى كانت حلا للمشكلة مع العلم أن 15 مترا مكعبا أو حتى أقل كانت كافيه لحل مشكلة تامشكط المركزية النائية وتبقى أكثر من 8 متر مكعب في الساعة للرعي وحتى الزراعة واستغلال النخيل الذي بدأ العمل فيه.
يجب ان يفهم أصحاب النفوذ أن الاستيلاء على ممتلكات عمومية وعدم السماح للدولة باستغلال مقدراتها لحل مشاكل الساكنة لا يمكن ان يكون مقبولا لا عمليا ولا أخلاقيا كما أن المنتخبين يجب أن لا يقبلوا بلعبة ضد ساكنة تنتخبتهم وهي من تضرر جراء هذا الإجراء سواء لسبب قبلي أو سياسي أو تبادلا للأدوار في غض الطرف واستغلالا للساكنة والتي لا يعلم أغلبها أن له الحق في العيش الكريم وأنه المستهدف الأول في مقدرات الدولة ومشاريعها.
إن تمالؤ الجميع، ساسة ومثقفين، وترك تامشكط تعاني الأمرين من العطش لن تغفره الساكنة وأما استخدام الماء لغير الشرب فقد أصبح من الترف.
لا أظن أن هذا الأسلوب يمثل التوجه الجديد الذي أمر به الرئبس محمد ولد الشيخ الغزواني ويبدو أننا ما زلنا لم نحمل كلامه على محمل الجد، فعندما يكون نافذ أعظم قدرا من ساكنة بأكملها تعيش تحت وطأة العطش والخزان بجانبها والخزان خزانها والشركة كانت مستعدة لربطه بشبكتها فالوضع مازال بحاله.
لم تتغير العقلية مادام النافذون يستغلون النفوذ والتسيير  على حساب الجميع.
قد يستولي النافذون على حق عمومي وقد يتجاهل آخرون اغتصابه، ولكن حق  كل عجوز وطفل ومريض لا يقدر على حمل الماء ولا يجد له مصدرا في هذا الحر  الشديد لن يتركه رب الأرباب يضيع وإن أمهل فلن يهمل  وعند الله تجتمع الخصوم .

عبد الله شيخنا