غدا ... أنتم أمام مسرحية جديدة

أحد, 19/09/2021 - 13:54

غدا الاثنين 2021/09/20، سيجري في مديرية الأشخاص المعاقين، (بمقر صونادير سابقا)، حفل توزيع المنحة المالية (2.000 اوقية جديدة شهريا)، على الأطفال متعددي الإعاقة، وهي المنحة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في خطاب عيد الاستقلال الماضي، اي منذ 10 أشهر تقريبا، وحسب بعض المصادر المطلعة، فقد تم استدعاء فئة من الأشخاص المعاقين، لعرضهم أمام وسائل الإعلام، وتلقينها بعض عبارات الشكر والثناء والتثمين، التي أصبحوا يحفظونها عن ظهر قلب، وسيقوم رئيس اتحادية المعاقين FEMANPH ، والمقربين منه، بتبادل الخطب مع الوزيرة الوصية، في حال غياب السيدة الأولى، وسيتم ذكر بعض الأرقام الفلكية والإنجازات الخيالية.
بعد انتهاء هذا الحفل الاعلامي، سيتم توزيع هذه المنحة، على بعض مستحقيها، في منسقية دار النعيم، التابعة للوزارة.
ولكن الحقيقة شيء آخر: فشريحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في واد، والوزارة الوصية والاتحادية التابعة لها في واد آخر...
-  لقد عجزا حتى عن إيجاد إحصاء لتعداد هذه الشريحة !!! فتارة تمثل أقل من 1% (حوالي 40.000 نسمة)، واخرى 3% في الوقت الذي تعتمد منظمة الصحة العالمية مقاربة تقضي بأن نسبة هذه الشريحة في كل مجتمع تناهز 10% من مجموع السكان، أي حوالي 400.000 نسمة من سكان موريتانيا ! 
فمادامت مثل هذه الاحصائيات الدقيقة غائبة فلا معنى لأي نشاط يخدم شريحة لم يتم إحصاؤها؟!
- لقد تم تعمد تغييب الكثير من المنظمات الخاصة بهذه الشريحة، والعاملة في الميدان والتي تقدم الكثير من الخدمات لهذه الشريحة، معتمدة في الغالب على مواردها الذاتية، فلماذا ؟
- غالبا ما يتم منح الأولوية لبعض فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، على حساب البعض الآخر، حيث نلاحظ، منذ سنتين تقريبا، مثلا منح أولوية خاصة لفئة "أطفال التوحد"، دون أن يكون هناك ما يبرر ذلك من أي منطق، فهل هم الأكثر عددا ؟ ام هل هم أكثر هشاشة؟ أم لحاجة في نفس يعقوب ؟
- رسميا يتحدث المسؤولون عن منحة مالية سنوية من الميزانية العامة في حدود أل 100 مليون اوقية قديمة، لصالح هذه الشريحة، تتوزع على 45 منظمة متخصصة في مختلف الإعاقات، في الوقت الذي تؤكد، غالبية هذه المنظمات الفاعلة، أنها لم تستفد قط من هذه المنحة، بينما البعض الآخر يستفيد منها بما لا يغطي مصاريفه الشهرية ؟! فماذا عن هذه الميزانية التي لا علم لغالبية هذه الشريحة بوجودها أصلا ؟
- هناك غياب عام للمنظمات والهيئات التي تمثل هذه الفئة الهشة، فمثلا تم توزيع منحة مالية (1000 أ.ج/شهريا) من التعاون الألماني BMZ، تحت إشراف من اليونسيف، وتم التلاعب بها عبر اصدار بطاقات مصرفية GAB منتهية الصلاحية من بنك الامانة...ثم تم استرجاع تلك البطاقات في عملية مشبوهة!؟ حدث كل هذا التلاعب دون أن تحرك الاتحادية FEMANPH، أو غيرها أي ساكن، وكأن الأمر لا يعنيها!!!
- بل وصل هذا الاحتقان ذروته حين قام أحد أفراد هذه الشريحة، في سابقة من نوعها، بإشعال سيارته بجانب ساحة الحرية والوزارة الوصية، تعبيرا عما وصل إليه حال هذه الشريحة التي تعاني أكثر ما تعانيه من أولئك الذين نصبوا أنفسهم أوصياء عليها، مدى الحياة، ويكفي أن يعرف الجميع، أن هذه الشريحة عرفت 3 رؤساء فقط خلال أكثر من نصف قرن، هو عمر  هذه الاتحادية.!!!.

هذا قليل من كثير..وغيض من فيض..وما خفي أعظم

محمد عبدالقادر/ محمد سالم
أحد وكلاء ذوي الاحتياجات الخاصة