الوجه الآخر لعدالتهم ... أمضى 68 سنة خلف القضبان وخرج لعالم مختلف

أربعاء, 31/03/2021 - 10:58

أحمد طالب م - خاص / التواصل
تناولت بعض الصحف الغربية ، خلال الأسابيع الماضية ، قصة إطلاق سراح الأمريكي  الأسمر"جوزيف ليجون"  ، نزيل "الأحداث" الأطول مدة في السجون الأمريكية ، الذي حكم عليه بالمؤبد في العام 1953 ، بفيلادلفيا ، حيث لايزال حينها يافعا في  أل 15 من عمره .
 وأمضى  " ليجون " ، 68 عاماً خلف القضبان ، وليخرج من السجن في فبراير الماضي ، وقد بلغ من العمر عتيا ، في سن أل 83 .  
وحسب الروايات الأكثر تداولا ، فإن "جوزيف ليجون"  دخل السجن إثر إتهامه ، مع مجموعة من رفاقه المراهقين الثملين حينها ، بالمشاركة في عمليات سطو قتل خلالها شخصان في مدينة فيلادلفيا الامريكية .
وعلى الرغم من عديد الفرص التي أتيحت له ، مثل بعض نظرائه ، للخروج من السجن بشروط ، ظل  "جوزيف ليجون" متمسكا ببراءته ، نافيًا مشاركته في قتل أي شخص ،  وعدم قبوله لحرية منقوصة رافضا الاستجداء و تقديم أي طلب للعفو ، خصوصا عندما صدرت أحكام عفو في سبعينيات القرن الماضي ، في حق أعداد كبيرة من سجناء المؤبد مثله .  
وعندما أصدرت  المحكمة العليا الأمريكية في سنة 2012  ،حكما يقضي بعدم دسورية إصدار أحكام المؤبد على  " الأحداث " رفضت ولاية بنسلفانيا  في بداية الأمر تخفيف أحكام السجن مدى الحياة .
وبعد 4 سنوات  أصدرت أوامر جديدة أيضا لهم بتخفيف الأحكام في جرائم «الأحداث» بأثر رجعي، حينها قرر القضاء  بالولاية  إعادة محاكمة «ليجون» مع ميئات الأشخاص الآخرين المحكوم عليهم  بالسجن المؤبد ، حيث تم تخفيض مدة حبسهم.
 ولم تشفع  ل «ليجون» ، سنه الصغيرة ، في وقتها ولا ظروفه الاجتماعية والمادية ، حيث ولد لعائلة فقيرة في ولاية ألاباما،  قبل أن ينتقل إلى  فيلادلفيا ويفشل في تعليمه هناك بعد إخفاقه من الصف الرابع ابتدائي ، مما جعله يشعر بأنه غريب بين أقرانه ، فهو الأمي الذي لم يتعلم الكتابة والقراءة إلا في السجون ، حيث أعتبر نفسه كبش فداء ، كما ردد ، دائما،  معتبرا أن الظروف أجبرته على الوقوع في مواقف من هذا القبيل .
وعلى الرغم من الفرحة العارمة والقبطة التي تملكته بعيد خروجه من السجن والدهشته الكبيرة التي  انتابته، من رؤيته لناطحات السحاب ، وتعجبه من تغير العالم وأفقه المزدحم بالابراج التي طبعت هذا العالم ، شعر  مع ذلك بمرارة وحزن عميقين  لافتقاده لأفراد أسرته الذين وافتهم المنية وهو في السجن ،  ولم يعد له أمل لتحقيق لم الشمل معهم .
وهكذا أمضى "جوزيف ليجون" ما يقارب سبعة عقود ، شكلت بالمجمل حياته داخل السجن، متمسكا ببراءته رافضا التهم الموجهة إليه ، غير راض بأقل من حرية كاملة ومتهما في نفس الوقت المنظومة القانونية والاقتصادية والاجتماعية ، حينها بالتسبب بالزج به في السجن في الوقت الذي تمتع فيه من اقترف أشنع الجرائم بعقوبة لا ترقى لمستوى محكوميته....