الفساد بين لصوص اليوم والامس: "أولئك الذين يحاربون الفساد، يجب عليهم تنظيف أنفسهم أولا"

جمعة, 08/01/2021 - 22:24
أحمد عبد الرحيم الدوة

ان الفساد واختلاس المال أصبح منظومة أخلاقية في بلادنا لايزيغ عنها الي "موفق""اومنفوش "بتعبيرمحلي" لم يعد هنآك ادني درجات الخجل من انتشار الفساد  والمفسدين في بلاد "السيبة" لقدعشنا -حينا من الدهر- في حكم أنظمة  يفتخر فيها الموظف العمومي جهارا نهارا بحصوله  علي حصته من "الغنيمة"في الدولة "المستباحة" وبأساليب  مكشوفةومعروفة ومشهودة- الرشوة -والاختلاس- والمحسوبية .....
-ماكان لزاما ان يلوم لصوص اليوم لصوص الأمس  علي سرعة اكتسابهم اللحرفة لتي اصبحت ثقافة متاحة لكل "شاطر خفيف اليد"فخزائن الدولة ومفاتيحها بيد رجل واحد وعقل واحد  وكل من يريد علوا اومنصبا  في "المخزن" ماعليه الي الدخول للبيوت من ابوابها  ،وكسب ود الحاكم وتعداد خصاله  وحكمته وإنجازاته الظاهرة والباطنة  وسيفوز  بنصيبه من "الكعكة"وظيفة ممنونة  اوصفقة "دسمة" ستسمنه وتغنيه  هو وامه وأبيه وصاحبته وبنيه وعشيرته لتي تأويه
 انها"لعبة المصالح""وفن الممكن" يتنافس في حلبتها المتنافسون  لكسب رضي "فرعون وهامان و جنودهما" للفوز
 { قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين  قال نعم وإنكم لمن المقربين }وعلي قدر" المفسد"تأتي العزائم والولائم.
فلا يغرنكم مايقوم به حكامنا  من رفع شعارات الفساد والمفسدين ومتابعة وزراء ومديرين سابقين بحجة الفساد وتشكيل لجنة في تحقيق ( فساد العشرية  وملف الرئيس السابق)
فهؤلاء للصوص الصغار الذين تتم ملاحقتهم إعلاميا وقضائيا  لحاجة في نفس" قادة المرحلة"هؤلاءليسوا في نهاية المطاف سواء اسماك  صغيرة-في وقت تعصف فيه الحيتان "الضخمة" بكل القوانين والمحظورات وهم داخل  وخارج البلد محميين "بقانون القوة"فلاسيادة ولا قانون يمارسون هوياتهم المفضلة مع كل نظام  يخططون ويختلسون وللاقتصاد يدمرون ، وللجيوب يجمعون ، وعلي خيرات الوطن يسطون .
ان محاربة الفساد في إدارة بيروقراطية فاشلة في التفكير والتيسير والتدبير  للشأن العام، وتدوير الفاسدين، هو  نوع من الضحك علي الاذقان ، طالما يعرف  العارفون بأسرار الحكم في موريتانيا،  انه لا إرادة  في  قطع الايادي الملطخة  بالسرقة، بل هناك محاولات ومبادرات  متقطعة من أجل "ذر الرماد في العيون" وجلب بعض" الرؤوس الصغيرة"  للمسائلة  والمتايعة والسجن  والهاء الرأي العام  الوطني  عن المعاناة الحقيقية  للمواطنين والوطن.
 (للهم اعطيناالقوة لندرك ان الخائفين  لا يصنعون الحرية  والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمتمردين لن تقوي ايديهم المرتعشة علي البناء.)

أحمد عبد الرحيم الدوة