عمدة بلدية المداح للتواصل: لا علم لي ببحيرات جوفية في آدرار وهناك مناطق واسعة يتهددها العطش والجفاف

سبت, 21/11/2020 - 22:19

قال عمدة بلدية المداح بولاية آدرار، السيد عبدي ولد امحيحم، إن بلديته و ولاية أدرار عموما تعاني نقصا حادا في المياه أثر على واحات النخيل في عدة مناطق كما اثر على السكان الذين لا يشربون إلا بالطرق التقليدية في بعض مناطق الولاية كما يضطرون في مناطق أخرى لاستخدام المياه المالحة بسبب ندرة المياه.

وأوضح العمدة في حوار مع التواصل أن الدولة على اطلاع بهذه الوضعية الصعبة، خاصة مع عدم التأكد من وجود مصادر مائية يمكن الاعتماد عليها داخل الولاية وخاصة البحيرات الجوفية، مشددا على أن الحل يكمن في الاعتماد على بحيرة بالنشاب أو مياه النهر لتزويد ولايات آدرار واينشيري وتيرس زمور بالمياه للشرب وللري.

كما تحدث العمدة عن جهود محلية على مستوى الساكنة لإيجاد حلول ولو مؤقتة للحد من تاثير ندرة المياه في بلدية المداح خصوصا وولاية آدرار عموما.

وهذا نص الحوار:

التواصل: حدثونا عن مشاكل المياه في بلديتكم "المداح" وفي آدرار والتي يبدو أنه مزمنة وتتفاقم؟

عبد امحيحم: ندرة المياه مشكلة تعاني منها ولاية آدرار بشكل عام، لكنني سأبدأ الحديث معكم عما يتعلق منها ببلدية المداح، حيث سأتكلم عن المياه بشقيها، مياه الشرب ومياه الري.
و بالنسبة لمياه الشرب للأسف الشديد لم تكن في بلدية المداح أي شبكة مياه شرب، كانت هناك شبكتان للمياه مالحتان إحداهما في "لكليتات" واثنتان بين المداح ولكليتات تم إنجازهما بتدخل سعودي وذلك منذ 1989 ومياههما مالحة  حيث ل تستخدمها الساكنة بسبب ملوحتها.

وهناك شبكة صغيرة أيضا في اكرارت لفرس أنجزها برنامج التنمية المستديمة للواحات وهي تستخدم فقط للري ولأنها لا تصلح للشرب والاستخدامات الأخرى بسبب ملوحتها أيضا،

وبالنسبة لشبكات مياه الشرب لم تكن في البلدية نهائيا أي شبكة للشرب ولكن منذ السنة الماضية ولله الحمد تعاونت معنا إدارة المياه حيث حصلنا عل شبكتين عاديتين وهما شبكتان صغيرتان ولكن بطبيعة القرى غير الكبيرة من حيث عدد السكان تعتبران مهمتان جدا إحداهما شبكة في المداح والأخرى شبكة في تنمرورت، وه ما في الوقت الراهن تشهدان الأشغال حيث وصلت اللمسات الأخيرة وسيبدأ استغلالهما فورا،

هناك أيضا شبكة مياه أخرى تمت برمجتها من قبل في منطقة جالت أهل امود في اقرارت لفرس و لديها مناطق عديدة عطشى قدمنا طلبات باسمها لدى وزارة المياه وهي مناطق في أمس الحاجة للحصول على مصادر لمياه الشرب  بينها قرى كبيرة  مثل لكليتات و أيرش الكبلي وايرش التلي كذلك لغويبه والصفية والجاله وأيضا تراره  و اكراع الشرفه، هذه مناطق حقيقة تعاني من عطش حاد حيث مازالوا يشربون  وفق الطريقة التقليدية

وهناك أيضا قرية قبل تنمورت تسمى الرك تعاني أيضا عطشا حادا وكذلك قرية أمزماز وأيضا بلد النعمة وأكصار

ومع أن شبكة المداح نفسها ليست كافية حيث هناك قرى لم تصلها بعد مثل لقليب لخظر ولم تصل أيضا للجهة الأخرى  نحو بغداد و الغزمي، وهي كلها قرى تعاني العطش الشديد قرى حاليا.

هاتين الشبكتين الموجودتين لمياه الشرب، محصورتان في المداح وتنمورت  وقد بدأت فيهما الأشغال في هذه السنة أي بمعنى أن هناك بقية القرى تحتاج لمياه الشرب لأن ساكنتها تشرب حتى الآن بالطريقة التقليدية.

التواصل: هناك بعض المناطق التي توجد فيها مياه لكنها مهددة بالاستنزاف، أليس كذلك؟

العمدة عبدي امحيحم: بالنسبة للمياه بشكل عام في المداح فهي موجودة وخاصة بالنسبة المياه السطحية التي تسمى تقليديا "المجار" وهي مرتبطة بالأمطار وتتفاوت في عمقها حيث تصل أحيانا إلى 6 أمتار كي تصل إلى المياه كما تصل إلى 5 أمتار و 15 إلى 20 إلى 60 مترا حسب المناطق.

لكن بشكل عام وبنسبة كبيره تتوفر اغلب وديان البلدية على الماء فيما توجد أماكن عديدة هددها العطش خصوصا لكليتات حيث يعتبر واد لكليتات من أهم الأودية في البلدية وفي الولاية  لما يتميز به من إنتاج كبير وعدد الساكنة الكبير، وهو من الواحات التي تعتبر قبلة للمواطنين، لكننا للأسف نتحدث اليوم عن جفاف يهدد واحة لكليتات بسبب ندرة المياه، ذلك أنها تقع في مصب الوادي مباشرة وإذا لم تتواصل الأمطار أو تتهاطل بكميات معتبرة فإن الماء يتجاوزها دون أن يترك أثرا إيجابيا على الواحة لوجودها في المصب وهو ما يستدعي إنشاء حواجز مائية تحتفظ بنسبة من المياه بما يساعد في ري نخيل الواحة الكبيرة أو القيام تشييد سد متوسط يساعد في ذلك.

وكما قلت لكم  فإن قرية لكليتات  وواحتها أصبحت تعاني من نقص المياه ويمكن القول إنها معرضة للجفاف، وإلى حد الساعة لم يحصل أي تدخل رسمي مع أننا كتبنا للدولة في الموضوع وهي على علم بالوضعية الصعبة التي تعيشها المنطقة

التواصل: سمعنا عن مبادرات أهلية لإيجاد حل ولو مؤقت لأزمة المياه في بلديتكم، هل من تفاصيل ؟  

العمدة عبدي امحيحم: هناك مبادرة أهلية على مستوى ساكنة لكليتات حيث أنشئت مبادرة تحمل اسم " أنقذوا نخيل لكليتات" حيث جمعوا التبرعات المالية محليا وبدأوا في إعداد خطط تمكن من حجز مياه  الأمطار وتغيير اتجاهها وهي مبادرة تسمى محليا "التلفيته"، و الخلاصة أن هذه المنطقة بحاجة ماسة لتدخل سريع وفعال لمساعدتها في حل أزمة المياه.

وبالإضافة إلى أزمة المياه في هذه المنطقة فإن هناك منطقة أخرى تليها من حيث ندرة وشح الموارد المائية وهي منطقة اكرارت لفرس خصوصا الجانب الغربي منها حيث المياه نادرة تماما و وكذلك الجانب الغربي من المداح مثل النعمة وأكصار وبغداد حيث المياه مالحة وبعيدة جدا من السطح،

وبالنسبة للمناطق الأخرى هناك مياه متوفرة نسبيا لكنها مهددة  بسبب الاستنزاف الكبير الذي يقف وراءه المزارعون خصوصا مع استخدام الناس للطاقة الشمسية وهذا الاستنزاف الدائم والقوي ولا توجد سياسة لدى الدولة يمكنها أن تفرض على المزارعين استغلال المياه وفق نظام ترشيد يحول دون استنزافها، كما أن البلدية كسلطة محلية ليست مسلحة بقانون واضح يمكنها من فرض ترشيد المياه كأن تفرض على كل طاقم أن يعتمد سياسة لري النحيل يوما أو يومين في الاسبوع على الأكثر من اسبوع بدلا من 24 ساعة على 24 ساعة المتبعة حاليا

التواصل: ماذا عن تدخل الدولة ؟

العمدة عبدي امحيحم: هناك تدخلات قام بها برنامج التنمية المستديمة للواحات والذي يسمى محليا مشروع الواحات، وهي تدخلات موفقة حيث أقام عددا من  الحواجز المائية في لقليب لخظر وفي المداح وفي أجاله وفي كرارت لفرس وفي الصفية وهي تدخلات مكنت من إقامة حواجز أولا لتقلل من انجرافات السدود التي تجرف التربة وال اعثر عل النخيل

كما تساعد في إبطاء المياه والحد من سرعتها وهو تدخل كانت له فائدة كبيره وسينفذ البرنامج كذلك في الوقت الراههن حواجز أخرى في البلدية وخاصة في في لقويله وفي كرارت لفرس وفي المداح و إن شاء الله  في لكليتات حيث نتطلع لزيادة تلك التدخلات.

بالنسبة للمياه بشكل عام هناك أودية لم تعد فيها موارد مائية نهائيا نهائيا مثل امحيرث الذي تعرض لجفاف شديد وكذلك الطواز وتيارت التي هي مصدر  شرب عاصمة الولاية والأودية التي تقع  فوقها بدءا من اكصير الطرشان مرورا باتويزكت و ترون وانتهاء بآمديرات، حيث تعاني هذه  المناطق حقيقة من العطش الشديد وندرة.

كما تعاني مناطق أخرى في آدرار من العطش مثل وادان وهناك مناطق بدأت تتأثر من العطش وهي تابعة لبلدية معدن العرفان وهناك انتيركنت مثلا وتيمنيت وآكشطان التي بدأت تتأثر، كما أن معدن العرفان نفسه أصبح مثل بلدية المداح بدأ بدوره يتأثر من ندرة المياه رغم أنه كان منطقة زراعية بشكل مميز، خصوصا في مجال إنتاج الخضروات، ونفس الشيء انتيركنت حيث توجد فيها  مناطق وخصوصا أعلى واديها خصوصا في منطقة الموسع إلى الأسفل وحتى نخيل أهل اعمر مولود حيث تعاني كل هذه المناطق من العطش، ويعود السبب في ذلك إلى أن المياه السطحية جفت بفعل إفراط استخدام الساكنة لها وأيضا بفعل ندرة الأمطار.

التواصل: هل هناك بحيرات جوفية وموارد مائية يمكن الاعتماد عليها لتسوية أزمة ندرة المياه هناك؟

العمدة عبدي امحيحم: حسب علمي فإن ما قيم به من تنقيب حتى الآن لم يعثر على بحيرة جوفية يمكن الاعتماد عليها  نهائيا على مستوى ولاية آدرار، وقد كانت الفرضية على مستوى استراتيجية الدولة أن هناك بحيرات جوفية محدودة ليتم استغلالها بالتناوب  ولكن يبدو لي أن هذه الاستراتيجية  قد توقفت بالفعل  وليست لدي عنها معلومات كافية ومؤكدة

ولكن هناك معلومات عن محاولة تزويد ولاية آدرار  من بحيرة بالنشاب مع أن هناك  المشروع العملاق الذي أنجزت الدولة دراسته لكن لا أعرف إن كان هذا المشروع قد حصل على التمويل أم لا  وهو مشروع تزويد  الولايات الثلاث اينشيري وآدرار وتيرس زمور من مياه النهر.

بالنسبة لهذا المشروع الأخير لتزويد ولايات الشمال من النهر لم ألاحظ أي تجسيد له على أرض الواقع  لكن ما يدعم العمل على إنجازه  هو وجود  شبكة التوصيل الكهربائي بالجهد العالي الذي هو قيد الإنجاز وبالتأكيد سيكون له دور إيجابي في المساعدة على إنجاز المشروع عندما يتم التوصيل الكهربائي ويكتمل لأنه سيكون بمثابة البنية الأساسية لوجود هذه الشبكة والتي إن تم إنجازها فإننا سنكون قد وجدنا حلا جذريا لمشكلة المياه في آدرار.

وبالنسبة لولاية آدرار فهي منطقة جبلية وفي حالة هطول الأمطار بغزارة فإن الكثير من هذه المياه يضيع ولا تتم الاستفادة منه، وبالتالي فإن الحل الوحيد، على غرار ما هو حاصل في كثير من الدول ذات المناطق المشابهة، هو  بناء السدود، وفي هذا الصدد يمكننا الحديث عن تجربة السد المنجز في "واد سكليل" الذي استفادت منه المنطقة ونخيلها بصورة جيدة.

وما نتمناه ونتطلع إليه هو إنجاز سدود أخرى في المناطق المشابهة لأن من شأن ذلك المساعدة في مكوث المياه وفي استغلالها والاستفادة منها سواء في الري أو في الشرب.

أجرى الحوار: أحمد ولد مولاي امحمد