رجل الأعمال بكار ولد العاقب لـ "التواصل": الاكتفاء الذاتي ضرورة وأتمنى أن يوفق رئيس الجمهورية في اختيار كفاءات جديدة غير ضالعة في الفساد

اثنين, 19/10/2020 - 17:56

المهندس ورجل الأعمال والأمين العام السابق لحزب التجمع من اجل موريتانيا والمستشار السابق لرئيس حزب الحركة من اجل إعادة التأسيس السيد بكار ولد العاقب شخصية معروفة ولديه علاقات هامة في إفريقيا وفي بعض دول أوروبا، بحكم عمله التجاري كرجل أعمال ناجح، وكذلك علاقات الأسرة القديمة، حيث إن  والده  الدكتور العاقب - رحمه الله -  كان ممثل الخطوط الجوية الإفريقية لمدة عقود من الزمن وفي عدة دول منها دول افريقية ولديه علاقات مع العديد من الرؤساء السابقين في إفريقيا و شخصيات دينية وازنة في القارة.

وقد عين زعيم معارضة غينيا الاستوائية الإطار ورجل الأعمال بكار مستشارا له .

 بذل  المهندس بكار، في الأسابيع الماضية ، جهودا حثيثة من أجل أن تدعم الحكومة التركية  النظام الجديد في مالي الذي يدعمه الشعب المالي والشيخين الجليلين لد محمدو والشيخ حماه الله والشيخ ديكو.

وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح حيث زار مالي وزير الخارجية التركي وأعلن الرئيس اردوغان مساندة بلده لها.

رجل الأعمال السيد بكار يحدثنا في المقابلة التالية عن هذه المساعي وعن مناخ الاستثمار في أفريقيا وأمور أخرى..

التواصل : السيد المهندس بكار ولد العاقب نرحب بكم في مستهل هذا اللقاء ونعرب لكم عن تهانينا بمناسبة نجاح مبادرتكم لدعم الأشقاء في مالي ونرجو منكم أن تحدثونا عن هذه المبادرة ودوافعها  ..

بكار العاقب: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، في البداية أشكركم على الاستضافة.

لقد اتخذت هذه المبادرة بهدف مساعدة شعب مسلم ،شقيق وجار يمر بمرحلة تحتاج من الجميع الوقوف معه خصوصا ان هذا الشعب معروف بالمسالمة .

التواصل: هل طلب منكم الطرف المالي القيام بمبادرتكم لكسب تأييد الحكومة التركية ؟

بكار العاقب:  لا إنما هي مبادرة شخصية واعتبرها واجب ديني وأخلاقي اتجاه إخوتنا في مالي، وجاء اختيار تركيا بحكم كونها بلد مسلم و لها مكانتها الاقتصادية والسياسية  الكبيرتين.

التواصل: ما هي طبيعة علاقتكم بدولة مالي ودولة تركيا ؟

بكار العاقب: بالنسبة لمالي عشت فيها سنتين ولنا بها علاقات وطيدة مع شخصيات مهمة وذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

أما تركيا فلدينا معها علاقات تجارية مهمة يمكن استغلالها سياسيا من اجل تقارب و تعاون دولنا.

التواصل: ماذا تأملون في النظام الحاكم الجديد في مالي وهل ترون انه قادر على رفع التحديات الكبيرة الموجودة أمامه  اليوم ؟

بكار العاقب: المقترح الذي تم الاتفاق عليه هو ناتج عن تشاورات موسعة، والنخبة السياسية في مالي على مستوى كبير من الثقافة والمسؤولية والنضج ونحن واثقون من أنها ستتغلب على التحديات الموجودة .

وحصار مجموعة الايكواس سينتهي برفع الحصار قريبا عن البلد والحكام الجدد لديهم إرادة قوية لتحسين أوضاع البلد واستغلال البلاد لثرواتها الكبيرة من الذهب و واليورانيوم والمعادن النفيسة التي كانت تستغل من طرف إطراف أخرى لمدة عقود من الزمن في الوقت الذي يعيش فيه الشعب ظروف اقتصادية صعبة.

التواصل: هل ترون أن تركيا قادرة على مساعدة مالي لتجاوز المرحلة الحرجة التي تمر بها ؟

بكار العاقب: نعم بالتأكيد ؛ فتركيا دولة مسلمة وتعد من أقوى دول العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وبالتالي يمكنها بكل سهولة إنجاح المشروع الحالي والوصول به إلى بر الأمان ودعم تنمية البلد و دعم أمنه واستقراره.

التواصل: هل ترون أن تركيا قادرة على التعاون مع دول إفريقيا بشكل يضمن للدول الإفريقية استغلال ثرواتها بشكل أفضل؟

بكار العاقب: نعم؛ فتركيا تمتلك المعرفة والتجربة وتمتلك اقتصادا  قويا، ولديها مؤسسات قوية ومنتجات شركاتها ذات جودة عالية وتعاونها مع الدول الإفريقية سيكون جد إيجابي على الطرفين.

التواصل: هل تدعون المستثمرين الأتراك من اجل الاستثمار في إفريقيا ؟

بكار العاقب: نعم فإفريقيا هي قارة الحاضر و المستقبل فبها اغلب الثروات الطبيعية وهي قارة خصبة. لكن أنصحهم بالاستثمار في الدول التي تحترم القانون ولا تظلم المستثمرين فقط واجتناب الدول التي لا تحترم القانون كالنظام الحالي الحاكم في غينيا الاستوائية الذي رفعت عليه مؤخراً بعض من القضايا في المحاكم الأوروبية بسبب الفساد والرشوة.

وأنبه بقية الدول الإفريقية إلى وجوب تحسين مناخ الاستثمار وإصدار المزيد من القوانين لحماية المستثمرين الأجانب ومتابعة تنفيذها.

التواصل: ماذا عن النظام الحاكم الجديد في مالي وما الذي يتعين عليه أن يفعله لطمأنة المستثمرين الأتراك والأجانب بصفة عامة ؟

بكار العاقب: سن قوانين جديدة صارمة لحماية المستثمرين الأجانب وتقديم بعض التحفيزات في الضرائب ومنح الأراضي للمصانع مثلا.

التواصل: هل يمكن للحكومة الموريتانية والمستثمرين الوطنيين الاستفادة من علاقاتكم مع الحكومة التركية وكذا النظام الجديد في مالي ؟

التواصل: نعم بكل تأكيد انا مستعد للتعاون البناء مع الجميع و لمصلحة الجميع.

وفي السابق طلب مني احد كبار رجال الأعمال الوطنيين مساعدته في الحصول على ترخيص لبنك وآخر لمصنع للاسمنت بإحدى الدول الإفريقية وساعدته.

لدي الاستعداد للتعاون الذي فيه مصلحة الجميع.

التواصل: هل يمكن أن نعتبر أن نجاح مبادرتكم بين تركيا ومالي يمكن ان تكون بداية مبادرة للتعاون البناء بين تركيا وباقي الدول الإفريقية ؟

بكار العاقب: نعم تركيا بلد مسلم، والأتراك معروفون بالاجتهاد والصرامة في العمل وشخصيا مستعد للتعاون معهم في بلدان افريقية أخرى امتلك بها علاقات جيدة .

التواصل: هل سبق لكم أن قدمتم مبادرة من هذا النوع لصالح وطنكم موريتانيا ؟

بكار العاقب: نعم سبق لي أن سعيت للصلح  بين موريتانيا ومالي منذ سنوات عندما وقع توتر في العلاقات الدبلوماسية وسحبت موريتانيا سفيرها حينها من مالي.

وقد اخبرني السفير المالي بنواكشوط حينها انه سيغادر موريتانيا وطلبت منه ان يصبر وينتظر حتى تحل المشكلة وأرسلت معه حينها رسالة شفهية إلى الرئيس السابق امادو توماني توري اطلب منه التريث وتواصلت مع شخصيات وطنية كبيرة لحل المشكلة وتم تجاوز المشكلة ولم يغادر سفير مالي موريتانيا .

التواصل: ما هو تقييمكم للوضع الحالي لبلادنا بصفة عامة و لمناخ الاستثمار بصفة خاصة ؟

بكار العاقب: البلد لله الحمد يعرف حاليا توافقا سياسيا  يبعث على الطمأنينة، ويعود ذلك إلى فضل الله سبحانه وتعالى أولا والى انفتاح وحنكة وحكمة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني وهذا جيد ومهم لأنه عامل استقرار للبلد و مشجع للاستثمار.لكن ينبغي سن قوانين جديدة وصارمة لحماية المستثمرين الأجانب.

أما بالنسبة لانجاز برنامج رئيس الجمهورية خصوصا في ظل التحديات العالمية الكبيرة فأتمنى أن يوفق رئيس الجمهورية في  اختيار كفاءات جديدة غير ضالعة في الفساد خصوصا أن معظم المناصب الهامة في الإدارة مازال يتقلدها أشخاص تدور حولهم تهم الفساد و بلادنا تمتلك كفاءات كبيرة في مختلف التخصصات داخل البلد وخارجه .

ولتحسين الأوضاع الاقتصادية ينبغي الاهتمام أكثر ببناء السدود وتطوير الزراعة أكثر.

كذالك البدء في مرحلة التصنيع في قطاعي الصيد والمعادن لخلق فرص العمل وخلف قيمة مضافة هامة بدل تصدير ثرواتنا خاما وهو أمر مؤسف جدا ينبغي تداركه بشكل سريع نظرا لنسبة البطالة الجد مرتفعة في البلد وللحاجة في تنويع اقتصاد البلد لتقويته و تنويعه حتى يتمكن من الصمود في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.

التواصل: وفي الختام هل من كلمة توجهونها للحكومات والشعوب الإفريقية في ظل التحديات  الكبيرة التي يواجهها العالم؟

بكار العاقب: يجب التركيز على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في ظل التحديات العالمية وينبغي اخذ زمام أمورنا بأنفسنا وحسن اختيار الشركاء الدوليين ورفض الاستغلال والتبعية .

كذلك محاربة الفساد وتجنب الخلافات والصراعات المحلية والشرائحية التي هي ألغام زرعت في بلداننا.

وفي الختام احيي رواندا وتنزانيا على تجاوز الخلافات المحلية واتحاد الجهود ومحاربة الفساد والتركيز على التنمية وحسن اختيار الشركاء في التنمية وحسن التسيير.