ارتفاع كبير في أسعار الخضروات واللحوم الحمراء والسمك

خميس, 03/09/2020 - 20:33

شهدت سوق الخضار بالعاصمة نواكشوط ارتفاعا ملحوظا في هذه المادة تجاوز 100 % بالنسبة لبعض المواد مثل الطماطم والملفوف وبنسبة تقارب 50% بالنسبة بالنسبة لأخرى كالجزر واليقطين "ناجه" فيما ارتفعت أسعار جميع أنواع الخضروات بنسب متفاوتة بما في ذلك البطاطا والبطاطس الحلوة والباذنجان والفلفل بمختلف أنواعه فضلا عن البصل. فيما يلاحظ أن العينات المتوفرة رديئة جدا ولا تقاوم ارتفاع درجات الحرارة وخاصة مع غياب التبريد حيث يتم عرضها في الهواء الطلق والجو الخريفي الحار على أرصفة الشوارع في الأسواق الرئيسية وفي محال الخضار على قارعة الطريق.

ويرجع باعة الخضروات الصغار والمتوسطين هذا الارتفاع إلى تلف الخضار بالمزارع المغربية بسبب الأمطار والتي تعد المزود الرئيسي للسوق الموريتانية من الخضروات، فيما أثر احتجاج الصحراويين في معبر الكركرات على الحدود الموريتانية الصحراوية على عبور الشاحنات المحملة بالخضار

وتعتبر الخضروات بمختلف أنواعها مادة أساسية في الأطباق الموريتانية، ولم تنجح تجارب موريتانية مختلفة حتى الآن في توفير كميات تلبي الحد الأدنى من الطلب على الخضروات وفي زراعتها في مختلف المواسم وذلك بسبب تقاعس الحكومات عن دعم مزارعي شعب الخضروات في البلاد

ويعتقد خبراء موريتانيون في شعبة الخضروات أن توفير هذه المادة يتطلب وسائل وتقنيات حديثة غير متوفرة حاليا ويمكن توفيرها بإرادة رسمية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي وفي جميع الفصول

ويتوقع هؤلاء أن وجود إرادة سياسية للاكتفاء الذاتي في هذا المجال سيعني توفير التقنيات والآليات الزراعية المناسبة لتطوير وتنويع زراعة الخضروات وذلك في كافة المواسم كما هو الحال في بعض دول الجوار مثل السنغال والمغرب.

من جهة أخرى ارتفعت أسعار اللحوم بنسب كبيرة وخاصة بعد ارتفاع أسعار لحوم مبادرة "الخير اعطاه الله،" الخصوصية التي يبدو أنها لم تلاقي الدعم المادي والمعنوي من الجهات الرسمية لتواصل توفير اللحوم بأسعار في متناول محدودي الدخل الذين يشكلون غالبية المواطنين.

وفي هذا الصدد ارتفعت لحوم الإبل التي تعتبر الأكثر استهلاك لتصل إلى 1600 أوقية قديمة بزيادة 400 أوقية فيما لا يستطيع أغلب المواطنين شراء هذه المواد الأساسية لتدني الدخل

وفيما يتعلق بأسعار الأسماك يقول بعض الباعة إن سعر السمك في موريتانيا يضاهي سعره في الدول التي تستورد الأسماك من موريتانيا ومن الدول الأخرى، حيث تتراوح أسعار كيلوغرام السمك بمختلف أنواعه بين 1800 أوقية قديمة، أي أغلى من سعر كيلو لحم الإبل، وبين 1200 أوقية قديمة بالنسبة للعينات المستهلكة على نطاق واسع أما السمك المعروف محليا بــ"ياي بوي" فيتراوح سعره بين 150 أوقية قديمة و200 أوقية رغم أنه كان لا يتجاوز 50 أوقية للسمكة الواحدة للسمكة الواحدة على صغر حجمها

ويعتقد مراقبون أن الصيد الصناعي وخاصة بالنسبة للشركات الأجنبية العاملة في قطاع الصيد في موريتانيا تستنزف الثروة السمكية بصورة كبيرة وتصدر السمك بمئات الأطنان إلى بلدانها وبلدان مجاورة لموريتانيا مما لم يترك الفرصة للصيادين الموريتانيين للصيد بطريقة مريحة وسهلة ومربحة.

ومن المفارقات أن الصيادين التقليديين السنغاليين يبيعون السمك الموريتاني في بلدهم بأسعار أقل خمس مرات من سعره في موريتانيا وهو ما يفرض مراجعة إستراتيجية الصيد عموما وضمان توفير هذه الثروة في الأسواق المحلية بأسعار أقل منها في دول الجوار التي تتزود من المياه الموريتانية خاصة من سياسة النهب المنظم لثروات الموريتانيين عموما والسمكية منها على وجه الخصوص كما يقول مراقبون.

يذكر أن سعر الأرز المحلي، الذي وصلت البلاد الى مرحلة الاكتفاء الذاتي منه تقريبا، ارتفع هو الآخر ليصبح في مستوى الأرز الآسيوي الجيد وبفارق بسيط.

ويعتقد مراقبون أن دعم الزراعة والمزارعين وتولي الحكومة شراء وبيع الأرز في السوق المحلية سيمكن من ضبط وتخفيض الأسعار وتوحيدها على امتداد التراب الوطني

ويصل سعر خنشة الأرز من فئة 50 كلغ  إلى حدود 12500 أوقية قديمة لدى المخازن فيما يصل سعر خنشة 25 كلغ إلى 6500 أوقية قديمة تزيد وتنقص حسب العرض والطلب.