سفارة دولة فلسطين في موريتانيا تخلد الذكرى الـ 36 لإعلان الاستقلال واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
سفارة دولة فلسطين في موريتانيا تخلد الذكرى الـ 36 لإعلان الاستقلال واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
شهدت قاعة “لامباسادور” في العاصمة نواكشوط مساء الخميس، تنظيم فعالية سياسية من طرف سفارة دولة فلسطين بمناسبة الذكرى ال36 لإعلان استقلال دولة فلسطين واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حضرها وزيره الخارجية محمد سالم ولد مرزوك، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وقادة الأحزاب السياسية الوطنية، موالاة ومعارضة، وعدد من الشخصيات النخبوية البارزة.
وتم افتتاح النشاط بآيات من الذكر الحكيم اعقبه عزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني والموريتاني، واستهل بعرض مصور تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني وما تعرض له من نكبات على يد الصهاينة، وهي المعاناة التي استمرت عبر الأجيال و ما زالت تمارس حتى اليوم في كل فلسطين وخاصة في قطاع غزة.
اجماع على إدانة الإجرام الصهيوني
بعد العرض ألقت بعض الشخصيات كلمات بالمناسبة من بينهم السفير اليمني سالم العرادة باعتباره عميد السلك الدبلوماسي العربي في موريتانيا، وممثلة الأمم المتحدة في موريتانيا، وأدان السفير اليمني ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، داعيا العالم إلى عدم الكيل بمكيالين مع القضايا الانسانية وتمكين فلسطين من حقها الطبيعي في تقرير المصير وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس. منسقة برامج الأمم المتحدة في موريتانيا، السيدة ليلي بترز يحيى،اعربت عن دعمهاللشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، مؤكدة أن منظمة الأمم المتحدة ستظل تعمل من أجلتسوية القضية الفلسطينية تسوية عادلة تعتمد علي القرارات الأممية، مضيفة أن إسرائيل يجبأن تنصاع للشرعية الدولية..
وزير الخارجية الموريتاني يدعو لوقف الإبادة والتجويع وفتح المعابر
وفي كلمة بالمناسبة أعرب وزير الشؤون الخارجية، عن تضامن موريتانيا مع دولة فلسطين جراءما يتعرض له شعبها، من طرف الاحتلال الإسرائيلي، من إجرام دموي يستهدف القضاء على هذاالشعب الصامد والعمل على نفيه من الوجود، فضلا عن عمليات التجويع والتهجير القسري.
وأعرب عن قلقه العميق من إغلاق المعابر وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية، داعيا إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح كافة المعابر والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة.
وجدد التأكيد على موقف موريتانيا الثابت والداعم للشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيرهوبناء دولته المستقلة علي حدود 4 من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
سفير دولة فلسطين لدى موريتانيا الدكتور محمد الأسعد قال مخاطبا الحضور إننا نحيي اليوم، ذكرى إعلان الإستقلال وذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وشعبنا الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية مستمرة منذ اكثـر من 400 يوم ذهب ضحيتها أكثـر من 150 ألف غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي التـي تمارس الاستهداف المتعمد والمنهجي للمدنيين في تكرار لما حدث في نكبه 1948 ومأساة 1967، بهدف تهجـير ابناء شعبنا والاستيلاء على الارض والمقدرات، الأمر الذي يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف هذه المأساة التـي تجري على مرأى ومسمع العالم.
لقد اعتمد المجتمع الدولي هذا اليوم العالمي لمساندةحقوق شعبنا، وفي مقدمتها حقه بتقرير المصير وفي استقلال دولته، الأمر الذي يقتضي اتخاذ خطوات عملية وجذرية لمواجهة المخاطر المحدقةبإمكانية تحقيق السلام العادل والشامل المستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، فالعالم أجمع بات على يقين بأن السبب الرئيسي لغياب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط هو وجود هذا الاحتلال الذي يجب أن يزول عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وإنجاز الحقوق غيـر القابلة للتصرف وعلى رأسها الحق في تحقيق المصير وحل قضيه لاجئي فلسطين حلاً عادلاً ومتفقاًعليه وفق القرار 194.
وأضاف: في هذه الأيام نحتفل معكم بالذكرى الــ64 لاستقلال موريتانيا الشقيقة، في السنوات الأولى لاستقلال موريتانيا أخذ الدعم الموريتاني لفلسطين بُعداً رسمياً غيـر عابئ بالتحديات الجمة حينها، ومثل رئيس الجمهورية المختار ولد داداه رحمه الله رأس حربة في التوجه النضالي ضد الاحتلال، رغم ما كان يعانيه وقتها من ظروف سياسية واقتصادية. إن الدولة الموريتانية لم تكتف بموقف التضامن النظري فقط بل رفعت السقف أكثـر من ذلك، لقد استطاع الرئيس ولد داداه إقناع دول افريقية عديدة بقطع علاقاتها مع اسرائيل، وفتحت البلاد صدرها رحباً للفلسطينيين، فاستقبلت قادة الثورة الفلسطينية والجالية الفلسطينية.
وختم سعادة السفير محمد الأسعد خطابه بالقول: بالرغم من كل الصعاب التـي تواجهنا اليوم، إلا أننا نؤمن أنه مهما كان جبـروت الاحتلال وبشاعته، فهو الى زوال، وأننا سنواصل العمل من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي نيل حريته واستقلاله على ارضه وأرض أجداده وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وكلنا ثقة بأن شعوب العالم ستواصل الوقوف إلى جانب الحق والعدل والحرية لفلسطين وشعبها وستواصل عملها من أجل وقف العدوان والحرب والقتل والدمار والتهجيـر .
وهنا اسمحوا لي أن أُثمن باسمي وباسم الشعب الفلسطيني جميع شعوب العالم التي وقفت وتقف لتعلي الصوت في وجه الظلم والعدوان، مطالبة بإنهاء هذا الاحتلال الذي شوه وجه التاريخ بالدم والقتل وحرمان شعب بأكمله من حقوقه وحريته واستقلاله ووقف الإبادة الجماعية عن شعبنا الصامد في قطاع غزة، مؤكدين أن هذه الظروف الخطيرة تتطلب تحويل هذه المواقف الشجاعة إلى أفعال، من خلال مواقف حكوماتها وبرلماناتها في دعم صمود شعبنا على أرضه وتُبقي الأمل لديه بوجود إجماع دولي حازم لتحقيق السلام والاستقرار وفق الشرعية الدولية، وفي مقدمتها مواصلة حشد الدعم الدولي لتجسيد استقلال دولة فلسطين واستكمال اعتراف الدول بها، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهنا لابد أن نشيد بالجهود العظيمة التـي تبذل من خلال التحالف الدولي الذي عقد اجتماعه الأول في المملكة العربية السعودية بمشاركة واسعة من الأشقاء والأصدقاء، لتنفيذ هذا الهدف الذي نسعى إليه جميعا.
وأخيـراً، أود أن أحيـي صمود أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، وأحيـي بكل فخر واعتـزاز شهدائنا وأسرانا وجرحانا البواسل، وأقول لهم جميعا إن هدفنا واحد في إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال، وأكرر مرة أخرى بأن الاحتلال إلى زوال وسوف ينتصر الحق الفلسطيني طال الزمن أم قصُر.