غطرسة مدير مدرسة عبد الرحمن بن عوف ؟ / محمد عبد القادر
في الوقت الذي تتحدث فيه السلطات العمومية عن المدرسة الجمهورية، التي تسع الجميع، والتي تخضع للمعايير البيداغوجية، نستغرب كثيرا حينما نرى مدير مؤسسة تعليمية، يفترض فيه أن يتولى تربية جيل المستقبل، على الأخلاق والقيم الدينية والأخلاقية، لا يتمتع هو نفسه بهذه القيم، فتجده يكيل الإساءات اللفظية و الشتائم، بلا مقدمات، لآباء التلاميذ وأمهاتهم، على مرأى ومسمع من الجميع، ومن لا يتقبل هذه الإهانات بصدر رحب، “فعليه أن يصطحب ملف ابنه” !؟ على حد تعبير سيادة المدير، فهذه هي ضريبة التسجيل والبقاء في مدرسة “عبد الرحمن بن عوف” في عين الطلح بمقاطعة تيارت، وهذه نماذج حية من هذه التعاملات غير اللائقة التي يتعرض لها الآباء قبل الأبناء.
كانت البداية، الأسبوع الماضي، حينما ادعت إحدى الأمهات أن حارس المدرسة أساء معاملتها، عبر سيل من الاعتداءات اللفظية، بل تجاوز ذلك إلى أن هددها بالاعتداء الجسدي، بعد أن طلبت منه إخراج ابنتها للإطمئنان عليها في وقت الراحة، فقامت بإبلاغ المدير عبر مجموعة واتسابية خاصة بهذه المدرسة، عله ينصفها من هذا العامل الذي يتقاضى رتبه من هذه السيدة وغيرها من آباء وأمهات تلاميذ هذه المدرسة، فما كان من هذا المدير، كالعادة، إلا أن عنفها وقلل من شأن هذه الدعوى، وكأنه يشجع هذا العامل على هذا التصرف غير اللائق وغير المسؤول، وحين ما أراد بعض الأهالي التضامن مع هذه الأم، شدد المدير على أن هذه قضية شخصية، وتتم معالجتها فرديا، وليس لأحد أن يتبناها، فتوالت بعد ذلك الشكاوى من حالات أخرى سابقة تم فيها الاعتداء على بعض التلاميذ والتكتم على ذلك، فكانت معالجة المدير أن قام بإزالة أحد الآباء لكونه عارض هذه الطريقة في معالجة حل هذه المشاكل، مما اضطر الآباء لإنشاء مجموعة يتعاطون فيها، بكل حرية، حول المشاكل المطروحة لهذه المدرسة بعيدا عن هيمنة وغطرسة هذا المدير، الذي يبدوا أنه معتاد على هذا النوع من التصرف الأحادي كحل لمشاكل المدرسة.
في وضعية كهذه لم يجد وكلاء التلاميذ، والبالغ عددهم زهاء 700 تلميذ، بدا من اللجوء إلى مكتب آباء التلاميذ بهذه المدرسة، بصفته هيئة منتخبة من طرفهم “لضمان مصالح الوكلاء والتلاميذ” (طبقا للمادة 2 من المرسوم رقم 043/2024 المنظم للعلاقات ما بين الإدارة ورابطات آباء التلاميذ)، وهكذا وبناء على طلبنا تم عقد اجتماع مساء السبت 16 نوفمبر، في هذه المدرسة مع رئيس المكتب السيد الطالب اخيار، فكانت المفاجأة الأولى أن المكتب مختزل في شخص هذا الرئيس، حسب تعبيره، دون وجود بقية الأعضاء! أما المفاجأة الثانية، والأهم، فهي أن مدير هذه المدرسة كان حاضرا كرئيس حقيقي لمكتب الآباء، فهو المعني بالرد على تساؤلات الآباء، رافضا، رفضا باتا، أن يخَلي بين الناخبين ومنتخبهم وممثلهم، بل لوَح بإلغاء الاجتماع، بوصفه المسؤول عن هذه المؤسسة! فأي غطرسة وتغول هذا الذي يجعل مديرا يختطف هيئة قانونية خارجة عن وصايته ؟
كان هذا عن التعامل غير اللائق وغير المسؤول لهذا المدير محمد الصبار، فماذا عن واقع هذه المؤسسة من خلال.
لن نتحدث عن الاكتظاظ، أو التغيب المؤقت لبعض طواقم التدريس، وغيرها من المشاكل العادية والمعتادة، رغم أهميتها، إن أهم مشكلة مطروحة لهذه المدرسة وبإجماع أهالي التلاميذ، هي مشكل أمن التلاميذ أنفسهم، فرغم تسوير هذه المدرسة إلا أن البوابة الرئيسية بقيت شبه مفتوحة نتيجة لعدم إحكام إغلاقها، كما أن الحارس الذي يأتمر بأمر المدير، ويتقاضى مرتبه من الأهالي، الذين يعاملهم معاملة غير لائقة ويتسبب، من حين لآخر في خلق مشاكل غير مبررة.
كما أن هناك تسيبا كبيرا للأطفال داخل هذه المدرسة، في غياب أي نوع من الرقابة، خاصة في أوقات الراحة، مما نجم عنه … بين هؤلاء الأطفال، وكان آخرها، اتهام إحدى الأمهات باغتصاب ابنها داخل هذه المدرسة، الأمر الذي أصبح مقلقا للأهالي، مطالبين بإيجاد حل نهائي وسريع لغياب الرقابة والتسيب والفوضى التي تهدد مستقبل أبنائهم.
إن هذه الوضعية الكارثية جعلت من هذه المدرسة مجرد سجن كبير، داخله مفقود والخارج منه مولود، ومن يتجرأ على الحديث عن المدرسة فسيكون له المدير بالمرصاد: فتارة يستعمل قاعدة فرق تسد، فيرفض أن يتحدث أي شخص إلا عن قضية شخصية يريد لها حلا فرديا، ومرة ينكر وجود أي نقص أو اختلال في هذه المؤسسة، وأحيانا يقوم بشيطنة بعض الأهالي على حساب البعض الآخر، ظنا منه، أن هذه الأساليب العقيمة العتيقة ستنطلي على أحد، فهل يا ترى سيواجه هذا المدير هذه المشاكل الجمة المطروحة بالمصارحة والمكاشفة والتعاون الوثيق مع الآباء، بعد إطلاق سراح رابطتهم، أم أنه مصر على التصعيد، واللجوء إلى الجهات الوصية وحتى وسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي ؟
محمد عبد القادر
أب لطفل بمدرسة عبد الرحمن بن عوف
بتاريخ:7 2024.11.1